العملية الروسية فى أوكرانيا .. أزمة تتمدد

العملية الروسية فى أوكرانيا .. أزمة تتمدد د. وليد فاروق

الرأى27-9-2022 | 06:41

ذى بِدئ نعتزر للقارئ الكريم ولأسرة الجريدة الموقرة والتى نكن لها كل الاحترام والتقدير على طول فتره الإبتعاد عن القراءة والتحليل لأهم الأحداث الجارية فى مصر والعالم بغرض المساهمه فى زياده مستوى الوعى السياسى والامنى لدى القراء الأعزاء وهو الهدف الذى نضعه نصب أعيننا كباحثين فى إطار السياسه التحريريه لهذا الموقع الهام والواعد ..
لاتزال الأزمة الروسية الأوكرانية تلقى بظلالها الكثيفه على كافه المجالات الأمنية والاقتصاديه فى العالم ولا نبالغ اذ صنفنا هذه الازمه كأحد أهم الاحداث الجيوسياسيه التى يمر بها عالمنا المعاصر .. وللتذكره اعزائى القراء نوجه نظركم الى اننا وفى مقالاتنا السابقه المتعلقه بهذه الازمه وتحديدا مقالنا بتاريخ 18 /4/2022
اشرنا الى ان اهم اهداف روسيا من العمليه هو ضم إقليم دونباس وشمال بحر آزوف بإستخدام القوه العسكريه ثم فرض أمر واقع وإجراء استفتاء لسكان الاقليم للانضمام الى الجمهوريه الروسيه و فى مقال 24/5/2022 توقعنا مفاوضات سلام تنظم هذا الشأن مع نظام الحكم فى كييف وهى الفاوضات التى تجنبتها العاصمه كييف بحثا عن نصر مزعوم وعدم الاعتراف بالهزيمه وبالأمر الواقع .. وبالتالى فان روسيا استمرت فى تحقيق هدفها وهوإجراء الاستفتاء على ضم الاقاليم المشار اليها بعد كما سبق واشرنا لذلك .. وان الهدف لم يكن ابدا العاصمه كييف واحتلال كافه الاراضى الاوكرانيه كما زعمت الآله الاعلاميه الغربيه ..وقد حدث ماتوقعناه حيث تم فى 25/9/2022 بدء تنفيذ اول استفتاء روسى يتيح لمواطنى اقاليم شمال بحر آزوف الاعراب عن رغبتهم فى الانضمام الى روسيا الاتحاديه من عدمه وهو استفتاء معروفه نتيجته مقدما وهو موافقه الاغلبيه على الانضمام وحمل الجنسيه الروسيه لاربعه اقاليم اوكرانيه وهى دونيتسك و لوغانسك وخيرسون وزاباروجيا ... والمقرر ان تنتهى اعمال الاستفتاء فى 27/9/ 2022 وهى الاقاليم المتاخمه للحدود الروسيه والمُشكله لمنطقه شمال بحر آزوف والمتصله بشبه جزيره القرم ..والجدير بالذكر ان هذا السيناريو قد سبق لروسيا استخدامه اثناء ضمها لشبه جزيره القرم اليها فى عام 2014 ..!!
وقد يتساءل البعض منا عن ما تروجه الآله الإعلاميه الغربيه من تعرض القوات الروسيه لهزائم محققه اجبرتها على الانسحاب من مساحات كثيره سبق وأن احتلتها داخل اوكرانيا .. وان القوات الروسيه تعانى جراء الهجمات الاوكرانيه المضاده الى الحد الذى اجبر القياده الروسيه على اجراء تعبئه جزئيه للجيش الروسى وهو ما يعنى سؤ اوضاع القوات الروسيه على الارض .
وللإجابه على هذه التساؤلات المشروعه يجدر بنا الاشاره الى عده نقاط هامه ..
- أن اهداف العمليه الروسيه هى ضم هذه الاقاليم الاربعه بسكانها الموالون اساسا للجانب الروسى فى معظمهم وهى مساحه تمثل 20% من اجمالى مساحه اوكرانيا الحاليه ..
- ان اى مساحه يتم احتلالها لابد من وجود قوات عسكريه كافيه ومستقره بها لفترات طويله قادره على حمايتها وتأمينها بشكل كامل .. وبالتالى كلما زادت مساحات الاراضى المستولى عليها زادت الحاجه الى قوات عسكريه بأحجام اكبر لتأمين تلك المناطق ..وهو ما يعرف فى العلم العسكرى بتحقيق الاتزان التعبوى على جبهات القتال .. ومن هنا كانت توقعاتنا فى بدء العمليه من ان الهدف لم ولن يكون كييف لانه ببساطه من اين تأتى روسيا بقوات تؤمن العاصمه كييف ذات الثلاثه ملايين نسمه وانه لاحتلال كييف يلزم احتلال 40% من اراضى اوكرانيا البالغ مساحتها 600 الف كم مربع بمعنى احتلال 25 الف كم مربع والتعامل مع ثلث عدد السكان على الاقل و البالغ اجمالى عددهم 44 مليون نسمه ..فتدبير حجم من القوات قادر على تأمين تلك المساحات فى مواجهه اعداد ضخمه من السكان هو شئ خارج امكانات الجيش الروسي والاقدام عليه يعنى ببساطه ارتكاب مزابح جماعيه للسكان وهو ما تجنبته روسيا بإستمرار ..
إذا ما حدث من تراجع للقوات الروسيه فى الآونه الأخيره هو مجرد انسحاب مخطط بغرض ترك الاراضى التى لا تحقق أهداف العمليه الروسيه والتى يلزم للاحتفاظ بها حجم قوات كبير نسبيا .. وإعاده تنظيم تلك القوات لتكثيف الدفاعات الروسيه عن المقاطعات المستهدفه (الهدف الرئيسى للعمليه )..التى سبق الاشاره اليها بالإضافه الى تامين إجراءات تنفيذ عمليه الاستفتاء داخلها ..


إذا ولماذا كان الاعلان عن التعبئه الجزئيه للجيش الروسى .. فى اعتقادنا ان الهدف من هذه التعبئه هو استعواض الحجم العام للقوات الروسيه للبقاء على كفاءتها وقدراتها ثابته فى ظل التخطيط لبقاء اعداد ضخمه منها خارج الحدود الروسيه لتأمين المقاطعات الاوكرانيه الاربعه المنضمه حديثا للدوله الروسيه عقب تنفيذ نتائج الاستفتاء الحالى خاصه وان القوات الروسيه ستستمر لسنوات قادمه داخل اوكرانيا لتأمين سكان تلك المقاطعات ضد الهجمات الاوكرانيه المضاده عليها لاستعادتها او لعقاب سكانها .. وان اى تهاون من جانب روسيا فى هذا الشأن معناه ببساطه القضاء التام على سكان تلك المقاطعات الانفاصليه وتعرضهم لاباده جماعيه من الجانب الاوكرانى .. مع الوضع فى الاعتبار ما يحيط بروسيا من تهديدات جديده متمثله فى افتعال نزاعات متعدده على حدودها الشرقيه بين دول القوقاز ..فى ظل ماتمارسه الولايات المتحده من ضغوط على الجانب الروسى بهدف عرقلته وتعطيله عن بلوغ اهدافه بإستخدام ما يسمى بالإداره بالازمه وهو ما يؤكد ضروره الحفاظ على حجم معين من القوات قادر على التعامل مع التحديات المستقبليه التى ستواجه الجيش الروسى قريبا وهو ما سنتعرض له فى مقالتنا التاليه بإذن الله .

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2