فى ظل استمرار العوامل التى أشعلت المناخ وأدت إلى تغيرات يصعب على البشر تحملها أعتقد أنه أمر يدعو جميع دول العالم من مختلف القارات إلى تجاوز مرحلة المخاطر التى تهدد كل سكان الكوكب ولذا أعتقد أن انعقاد المؤتمر فى مصر خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر المقبل سيكون له انعكاسات مباشرة ودور مميز وفرصة متاحة لإيجاد مجموعة من الحلول للقضايا التي تعاني منها الدول بشكل عام.
إن قيادة مصر لمؤتمر المناخ فى ظل الأزمات والتحديات وخصوصًا المياه يعبر عن روح المسئولية التي تتمتع بها القيادة المصرية، التي تحاول من خلال الحوار والتشارك مع الجميع للتوصل إلى حلول مناسبة، بكل تأكيد هناك استعداد كبير لإنجاح هذا المؤتمر المهم لأن قضية المناخ وتداعياته أصبحت حاضرة فى جميع المحافل والمؤتمرات سواء التي تخص المياه أو الشأن السياسي والاقتصادي والزراعي والطاقة وغيرها.
وهناك تحذيرات من موضوع التغير المناخي وانعكاساته بشكلٍ مباشر على حياة البشر من خلال انعكاسه على قطاعات مختلفة من ضمنها البيئة والمياه. ويصبح هناك نقص فى الموارد المائية وهو الأمر الذى يدعو للتفاؤل وتوصل مؤتمر شرم الشيخ لتوصيات عملية خاصة فى ظل الاتفاق على استراتيجية واحدة لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي، كما أن مصر ستحمل التوصيات إلى المحافل الدولية لمواجهة آثار التغير المناخي. وهو ما بدأت به مصر وبوتيرة عالية خلال مشاركتها فى مؤتمر الدورة الـ 77 للأمم المتحدة وكذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمنصة الامم المتحدة والتى أوضحت بأن الأحداث المتواصلة تسببت فى أزمات سياسية، وتحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها كل دول العالم.
ويرى الرئيس أن تغير المناخ يظل التحدىالوجودى الأخطر وأن الأدلة واضحة من خلال ما حدث فى القارة الاوروبية و الولايات المتحدة من حرائق غابات غير مسبوقة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة واعتبر كل ذلك وغيره مما يحدث نذيرًا مؤلمًا، لما سيكون عليه مستقبل حياة البشرية ما لم يتم التحرك سريعا وبشكل متسق، لوضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ، لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية. وطالب الرئيس المجتمع الدولى بالخروج برسالة قوية تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة فى شرم الشيخ.
وأكد الرئيس أيضا أن المجتمع الدولى يعلم حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية والأقل نموًا وحجم ما يتعين عليها مواجهته، للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار فى جهود التنمية، والقضاء على الفقر، فى ظـل أزمتي غــذاء وطـاقـة غيـر مسـبوقتين وطالب فى ختام رسالته بالإسراع من وتيرة تنفيذ الالتزامات تجاه هذه الدول بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف، وبناء القدرة على التحمل.
وأعتقد ومعى كل من يتابع تداعيات التغير المناخى بان الأخطار لن ينجوا منها أحد وعليه لا بد من اتخاذ إجراءات وعلى مراحل عبر لجان يتم تشكيلها من الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ لرصد المخاطر وتخفيف حدته.