أكدت شبكة البلطيق الإخبارية شروع
بيلاروسيا في توطيد علاقاتها التجارية مع الصين، حيث انضمت مينسك مؤخراً إلى "منظمة شنغهاي للتعاون" وسط توقعات بمكاسب محدودة.
وذكر تقرير شبكة البلطيق الإخبارية المتخصصة في شؤون البلقان ووسط وشرق أوروبا، أن
بيلاروسيا متحمسة لزيادة العلاقات التجارية مع شريكها الصيني، وكانت أكثر حرصًا على توطيد التعاون منذ عام 2020، بسبب تقارب
بيلاروسيا مع روسيا الذي كان مثاراً لتململ الغرب من مينسك، كما أن
بيلاروسيا لم تجد سوى الكرملين و
الصين للاعتماد عليهما في ظل فتور الاتحاد الأوروبي تجاه بيلاروسيا.
وأعاد التقرير للاذهان تقدم
بيلاروسيا بطلب رسمي للحصول على عضوية
منظمة شنغهاي للتعاون خلال يوليو المنصرم، فيما تمت الموافقة على طلب
بيلاروسيا "سريعاً" من قبل الدول الأعضاء الأخرى خلال قمة
منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند، وبعد بضعة أيام صرح رئيس
بيلاروسيا أنه يريد من الوزارات في بلاده أن تستعد للانضمام إلى
منظمة شنغهاي للتعاون في غضون عام، كما وقعت مينسك شراكة استراتيجية مع الصين، على إثرها وقعت العديد من الوزارات البيلاروسية والصينية مذكرات ووثائق تعاون مختلفة.
ورأى التقرير أن مصالح
بيلاروسيا مع
الصين تكمن في حاجتها إلى استخدام طرق السكك الحديدية الصينية للوصول إلى المنافذ التجارية الحالية وإنشاء طرق تجارية جديدة بين الشرق والجنوب والوسط عبر الأسواق الآسيوية، إذ ليس أمام
بيلاروسيا خيار آخر سوى الحفاظ على مبادرة الحزام والطريق.
يذكر أن
بيلاروسيا بلد غير ساحلي، وعلى الرغم من أن السكك الحديدية والشاحنات كانت دائمًا شديدة الأهمية للصادرات البيلاروسية، فقد زادت أهميتها بشكل كبير منذ أن فقدت
بيلاروسيا الوصول إلى موانئ البلطيق والأوكرانية هذا العام.
وتطرق إلى انخفاض حركة الشحن لشركة السكك الحديدية البيلاروسية المملوكة للدولة بين يناير وسبتمبر من هذا العام وسط تحول
بيلاروسيا نحو الطرق البرية الصينية لصادراتها ووارداتها ما قد يساعد
بيلاروسيا في الحصول على دخل موازي.
في غضون ذلك، ثمن سفير
بيلاروسيا لدى
الصين يوري سينكو بالزيادة الكبيرة في التجارة الثنائية بين البلدين، وأكد على أهمية
بيلاروسيا كهمزة وصل في التجارة بين
الصين والاتحاد الأوروبي، كما تحدث عن أن بلاده ثالث أكبر مورد للأسمدة إلى الصين، وخامس أكبر مورد لمصل اللبن، وسابع وتاسع أكبر مورد للدجاج ولحم البقر على التوالي، ومن أكبر موردي زيت بذور اللفت، فيما تستورد البلاد من
الصين المعدات التكنولوجية ومعدات الاتصال والمكونات والسلع الاستهلاكية والمواد الخام، والمعدات التقنية الصناعية التي جعلت المنتجات البيلاروسية أكثر تنافسية دوليًا.
وأبرز التقرير تصدير
بيلاروسيا لصادرات الغذاء إلى
الصين لتعزيز عائداتها من العملات الأجنبية ما قد يؤدي إلى تفاقم تضخم أزمة الغذاء المحلي داخل البلاد، وفيما يبدوا أن هذا الوضع لا يزعج مينسك، التي تعتبر أن واردات
بيلاروسيا التكنولوجية من
الصين تخلق "تقنية عالية ، ومبتكرة، وموفرة للموارد ، وزراعة ذكية"، كما تحاول
بيلاروسيا أيضًا ربط قطاعات التصدير الأخرى بتعاونها الاقتصادي مع الصين، مثل الحصول على الاستثمار الصيني في قطاع التعدين وتصدير المنتجات الخشبية.
وذكر أن
بيلاروسيا تعتبر تجارتها مع
الصين وسيلة لمساعدة الاقتصاد على التماسك، وكذلك للانتقال إلى سلاسل قيمة أعلى "قليلاً" وزيادة قدرتها التنافسية الدولية، لكن التحدي الماثل إذا كانت
بيلاروسيا تعتمد على التكنولوجيا الصينية، فلن تتفوق أبدًا على الصين، وعلاوة على ذلك، العقوبات الغربية على صادرات السلع إلى
بيلاروسيا تلحق خسائر فادحة بصناعتها المحلية ومن المحتمل أن تخلق مشاكل كبيرة للتجارة والصناعة داخل البلاد، وهذا هو السبب في أن مينسك تتمسك بزيادة وارداتها من المكونات، والتكنولوجيا الصينية المتقدمة.
وأوضح أن
بيلاروسيا تسعى لتحقيق التوازن بين اعتمادها على روسيا ومحاولة تأمين الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمعرفة التكنولوجية وواردات المكونات والحصول على الوصول إلى السوق الكبيرة للصين بالإضافة إلى شبكات طرق التجارة البرية التي تسيطر عليها الصين، لذا قررت مينسك اتخاذ الخطوة التالية لتصبح جزءًا من "عائلة شنغهاي"، بينما يبدوا أن الاتجاه نحو بكين لن يكون له آثار كبيرة على الاقتصاد البيلاروسي، لكن قد يساعد في الحفاظ على استمرار الصناعة التحويلية وتزويد مينسك ببعض عائدات التصدير الإضافية.