حجر عثرة

حجر عثرةسعيد صلاح

الرأى3-10-2022 | 08:37

ظل الزعيم الراحل جمال عبد ال ناصر طوال سنوات حياته "حجر عثرة" أمام كل الخطط، التى وضعت من أجل السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمنطقة العربية خاصة، فقد كان عبد ال ناصر منذ أن لاحت علامات زعامته بالمنطقة وبسطت أحلامه بالقومية العربية أجنحتها على كل ربوع الوطن العربى، الذى عانى لسنوات طويلة من ويلات الظلم والقهر فى عصور الملكية المستبدة الفاسدة والاستعمار الغاشم.

قد خلق عبد ال ناصر بوطنيته وعروبته حالة فريدة جعلت منه زعيمًا تبدأ عنده كل الأحلام العربية، وتنتهى عنده كل مخططات الاستغلال والتقسيم والسيطرة.

تحول عبد ال ناصر خلال سنوات حكمه إلى زعيم عربي قومي، التفت حوله الشعوب وخافت منه قوى الاستعمار والشر، واعتبرته عدوها اللدود، فلقد كان عدوًا للإنجليز ثم الفرنسيين ثم الأمريكان ثم صار عدوًا مستمرًا لإسرائيل وصار اليهود يعيشون يومهم ويبيتون كارهين لهذا الرجل، الذى يقف لهم مثل " اللقمة فى الزور" محاولين التخلص منه فى كل وقت وحين، إلا أنه استعصى عليهم فلقد كان كما قال عنه رجال المخابرات الأمريكية " رجل بلا رذيلة" لم يستطيعوا تشويهه أو اغتياله معنويًا أو سياسيًا.

لقد كان عبد ال ناصر " المعوق الأول والأكبر" لأى مخطط استعمارى فى المنطقة وكان بالفعل " لقمة فى الزور" سدت حلق كل من حاول ابتلاع العرب، الذين كانوا يحتمون فى زعامته وقوميته ومشروعه العربى الوحدوى الكبير، ويرون فيه الحامى لكرامتهم والمحقق للإرادة العربية.

ومثلما وقفت مصر خلال فترة حُكم ناصر لكل مخططات الاستعمار ووضعت الكرامة والإرادة العربية أمامها، فعلت ذلك ثانية وأفشلت كل المخططات الجديدة للاستعمار، الذى أراد تقسيم المنطقة وأشعل نحوها نيران ما سماه بـ " الربيع العربى".

لقد تصدت مصر لهذه الموجة السامة من دعوات التدمير المستترة بالأحاديث الكاذبة عن التغيير ووضعت الأقدار رجلاً فى طريق هذه المحاولات الشيطانية، فمثلما وضعت جمال عبد ال ناصر وضعت عبد الفتاح السيسي، الذى أفشل محاولات الاستعمار الجديدة بالمنطقة وصار عدوًا لكثير من الدول والقوى، ليس فقط لأنه يتصدى لمخططاتهم وإنما لأنه يريد أن يعيد صناعة إرادة بلاده وحفظ وصون كرامة شعبه المصرى والعربى.

لقد تحول السيسي أيضا إلى "حجر عثرة" فى وجه مخططات أهل الشر بالداخل والخارج بعدما حوّل أحلامهم إلى كوابيس ودمر كل مخططاتهم فى التمكين والهيمنة والتقسيم، لذلك يزداد الهجوم عليه يوما بعد الآخر كلما سار فى طريق تحقيق حلم بلاده نحو دول قوية تملك إرادتها وتدير ثرواتها بنفسها وتبدأ وتنتهى عندها كل المشاريع والقرارات المتعلقة بأمتها العربية.

لقد أصبح مثلما أصبح عبد ال ناصر عدوهم الأول والوحيد، فهو من يقف فى طريق تحقيق ما يريدون، وإفشاله وإبعاده هو هدفهم الأسمى، بالضبط مثلما كان يريد ويخطط كل أعداء عبد ال ناصر من الإنجليز والفرنسيين والأمريكان والإسرائيليين والإخوان.

إن مصر الآن تصنع تاريخًا جديدًا بإرادة قوية وتعيد هويتها وقوتها فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بل العالم كله ولن تسمح لأحد أن يمنعها من ذلك، وشعبها وأنا واحد منه سيظل فى ظهرها وظهر قائدها من أجل الحفاظ على ما تحقق وتحقيق ما تبقى.. سيظل الشعب "السند" لوطنه، ولن يسمح لأحد أن ينال منه أو من أحلامه.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق