تساءلت مجلة "فوربس" الأمريكية، في عددها الأخير، عما إذا كانت الرياح الاقتصادية المعاكسة التي يشهدها العالم حاليًا ستُعرقل تنفيذ الالتزامات المتعلقة بمواجهة تغير المناخ؟!..مستشهدة في ذلك بالتوترات المتزايدة في الأسواق المالية العالمية وتكرار استخدام الاقتصاديين لحرف "R"، الدال على المخاوف المتعلقة بـ" الركود الاقتصادي " .
وأوضحت المجلة ، في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الالكتروني في هذا الشأن، أن مؤشر "داو جونز" الصناعي في الولايات المتحدة أُغلق يوم الجمعة الماضية على انخفاض بنسبة 22 ٪ عن أعلى ذروة له في يناير الماضي .
وأضافت: أنه مع تزايد عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية، بُرزت العديد من الأسئلة حول ما سيحدث بعد ذلك، من بين ذلك سؤالًا لا مفر منه بالنسبة للعديد من المدافعين عن البيئة عما إذا كانت التزامات المتعلقة بمواجهة كارثة تغير المناخ والتي تعهدت بها الشركات الكبرى ستبدأ في التلاشي في ظل مواجهة مثل هذه الفوضى الاقتصادية ! .
وقال فوجان ليندسي، الرئيس التنفيذي لمنظمة الشركاءالمعنيين بالتأثيرات المناخية Climate Impact Partners (في تصريح خاص لـ"فوربس") إنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت بعض الشركات ستبدأ في التراجع عن التزاماتها المتعلقة بالمناخ بسبب الرياح الاقتصادية المعاكسة الحالية التي يعاني منها الكثير.
وأضاف ليندسي: "أن التعهد بتحقيق صافي انبعاثات صفرية لايزال في طور الأقوال، وليس الأفعال..لاسيما وأن هناك إشارات مبكرة على أن بعض الشركات تتطلع إلى "التخلص قليلاً من هذه الأعباء" من خلال نقل الأهداف المناخية من نهاية هذا العقد إلى تاريخ لاحق قد يكون مثلا في أربعينات أو خمسينيات من القرن الحادي والعشرين..رغم ذلك، أكد بأنه لم يشعر بعد بأي إرهاق بين الشركات التي تتطلع إلى حماية البيئة.
وأوضح ليندسي أن منظمته أصدرت مؤخرًا الدراسة السنوية الرابعة لتقييم الالتزامات والأهداف المناخية لـ"فورتشن جلوبال 500"- وهو الترتيب السنوي لأكبر 500 شركة في جميع أنحاء العالم- ووفقًا للتقرير، فإن 42٪ من هذه الشركات قد حققت ولازالت ملتزمة بتحقيق إنجاز مهم في قضايا المناخ بحلول عام 2030، ولكن لا يزال هناك 37٪ لم يلتزموا بتحقيق أي عمل في هذا الملف.
وأظهر التقرير أن الالتزامات المناخية بين هذه المجموعة تستمر في النمو، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الطموح مع اتساع نطاق الأهداف..وكشف: أن ما يقرب من 40٪ من الشركات لديها هدف صافي انبعاثات صفرية.
وقال ليندسي، تعليقًا على الدراسة الأخيرة: "ان هناك جزء كبير من عالم الشركات لا يقدم التزامات ذات مغزى حتى الآن، ولكن على العموم، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا من أقل مصادر الانبعاثات في العالم، وعليهم أن هذا الأمر على محمل الجد"..مؤكدًا في الوقت نفسه أن الشركات لا تزال تتعرض لضغوط حقيقية من قبل المستهلكين والمستثمرين لتطوير التزامات صفرية أو التزامات بشأن تغير المناخ.
وأوضحت الدراسة أن حوالي 90٪ من الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا لديها الآن التزام كبير بالمناخ بحلول 2050، وكذلك 80٪ من الشركات العاملة في مجال الاتصالات والإعلام ونحو 73٪ من الشركات العاملة في تجارة التجزئة و77٪ في قطاع الرعاية الصحية والأدوية.