أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، محمد التليلي المنصري، اليوم الإثنين، أن نظام الاقتراع الجديد (وهو الاقتراع على الأفراد بدلاً من نظام القوائم) في الانتخابات التشريعية المقبلة، خيار سياسي وتشريعي.
وقال المنصري: "هذا النظام في القانون الانتخابي الجديد يقوم على معيارين أساسيين، الأول مراعاة التمثيل الجغرافي لجميع الولايات، والآخر يتمثل في الأخذ بعين الاعتبار للكثافة السكانية، حيث يمثل النائب ما يقرب من 72 ألف مواطن "، بحسب ما نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأضافالمنصري: "لا يمكن الحكم على نظام انتخابي قبل تطبيقه، وهو ما حدث بخصوص النظام الانتخابي السابق الذي يقوم على القوائم".
وأشار الناطق الرسمي باسم هيئة الانتخابات التونسية إلى أن التخلي عن مبدأ تمويل الدولة لحملات المرشحين في الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي كانت تخصص من قبل لكل قائمة انتخابية تحت مسمى "مساعدة عمومية على تمويل الحملة الانتخابية، يمثل خياراً سياسياً وتشريعياً أيضا، والفلسفة التي تقوم عليه تتلخص في أن الدوائر أصبحت أضيق، والدائرة الضيقة لا تتطلب توفير أموال كثيرة، معتبرا أن إلغاء هذا الدعم للحملات الانتخابية يعمل على وضع حد للإشكالات التي سببتها عملية التمويل العام للحملات الانتخابية من قبل.
وتابع المنصري: "القانون رقم (55) الجديد والخاص بالانتخابات والاستفتاء، ينص في إحدى مواده على أن تمويل الحملات الانتخابية يكون تمويلاً ذاتياً وخاصاً، موضحا أن المقصود بالمال الخاص هو تمويل الأشخاص الطبيعيين للمترشحين، وهو أمر لا يطبق على الأحزاب والجمعيات".
وأكد أن حماية الحياة السياسية من تسرب المال ال سياسي الفاسد تتطلب وضع قانون خاص بهذا الشأن، مضيفا أن القانون الانتخابي الجديد يحتم ضرورة رفع جميع التقارير المتعلقة بالمال المتدفق من الخارج والمال الأجنبي إلى هيئة الانتخابات التونسية، وأن كل مؤسسات الدولة مطالبة بذلك أثناء الحملة الانتخابية، والقانون ينص على عقوبات مالية وجنائية لمن يرتكب جرائم مالية أثناء العملية الانتخابية.
كما أكد المنصري أن هيئة الانتخابات التونسية أنهت استعداداتها لتنظيم الاستحقاق ال تشريعي المرتقب، وقال إنه ستتم إعادة صياغة جميع القرارات المتعلقة بتنظيم الحملات الانتخابية وأماكن تجميع وفرز الأصوات وإعلان النتائج قبل يوم 25 نوفمبر المقبل .
يذكر أن القانون الانتخابي الجديد في تونس ينص على أن التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في شهر ديسمبر المقبل، يكون على الأفراد في جولة واحدة أو جولتين عند الضرورة، وذلك في الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد، علاوة على تقليص عدد المقاعد في مجلس "نواب الشعب" من 217 إلى 161 مقعدا، وتحديد عدد الدوائر الانتخابية (161 دائرة) .
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد عقدت يوم الخميس الماضي، اجتماعا مع ممثلي البنك المركزي التونسي بشأن الإجراءات والترتيبات التي ينبغي اتخاذها في ضوء صدور القانون الانتخابي الجديد، حيث تطرق الاجتماع إلى مسألة فتح الحساب البنكي الوحيد الخاص بالمرشحين بالدوائر الانتخابية بالداخل والخارج، وتسهيل الإجراءات الخاصة بهذه العملية لتمكين المرشحين للانتخابات التشريعية من فتح حساباتهم في أفضل الظروف.
يشار إلى أن هيئة الانتخابات التونيسية قد أصدرت في 20 سبتمبر الماضي بياناً بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة التي يتم إجراؤها يوم 17 ديسمبر القادم، حيث تنطلق الحملات الانتخابية في 25 نوفمبر المقبل وحتى 15 ديسمبر، على أن يكون الاقتراع بالخارج أيام 15 و16 و17 ديسمبر، في حين سيكون يوم 16 ديسمبر هو يوم الصمت الانتخابي في تونس، والاقتراع في 17 ديسمبر، فيما تعلن النتائج الأولية ما بين 18 و20 ديسمبر، لتعلن النتائجّ النهائية يوم 19 يناير 2023، بعد الانتهاء من النظر في الطعون.