بحلول الذكرى التاسعة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة والتي تحتفل بها مصر والأمة العربية كل عام ، ولما لا وقد أعادت هذه الحرب الكرامة ليس للمصريين وحدهم بل لجميع العرب الذين توحدوا خلف الراية المصرية حتى تحقق النصر.
اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية ، كان علينا أن ننتحي منحا جديداً في تناول ذكرى العبور، وهو أن نخبر القارئ بلحظات الفزع والرعب لدي قادة وزعماء تل أبيب أثناء عبور القوات المصرية واستعادة أرضها المحتلة ليعلم المصريين حجم الإنجاز والملحمة التى سطرها أبناء القوات المسلحة المصرية .
سلطت بعض الصحف العبرية الضوء علي ذكرى حرب أكتوبر وقد تحلت بالشجاعة في تناولها لبعض أحداثها ومن خلال حزمة من الوثائق والتي تضم 61 وثيقة مؤلفة إجمالا من 1229 صفحة (من بينها 14 ملخصا من جلسات الحكومة التي تناولت إدارة الحرب، و21 ملخصا تتعلق بمشاورات دبلوماسية وأمنية حساسة، و26 ملخصا تم جمعها في ديوان رئيس الوزراء) كشفت جميعها عن المخاوف والتوترات والخلافات بشأن كيفية التعامل مع الوضع الذي ساد في حكومة جولدا مائير، عندما هاجمت القوات المصرية والسورية بشكل مفاجئ مواقع الجيش الإسرائيلي في قناة السويس والجولان.
وحسب هذه الوثائق، أقر ضباط كبار في الجيش لرئيسة الحكومة، في اجتماع عقد في صباح السابع من أكتوبر 1973، بعد يوم من بدء الحرب، بأن الوضع مخيف وغير مريح في الجبهتين المصرية والسورية.
وفي هذه الظروف حالكة السواد في تل أبيب، كلفت جولدا مسئولين بالتواصل فورا مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وتوجيه "نداء استغاثة" إليه والطلب من الولايات المتحدة إعادة تسليح الجيش الإسرائيلي .
ووفقا للوثائق الجديدة، أعربت جولدا عن مخاوفها إزاء خطر أن يترك المجتمع الدولي إسرائيل، قائلة: "الدعم القليل الذي نحصل عليه من المجتمع الدولي سيختفي، وسوف يرمون بنا للمصريين ليقضون علينا».
وحذرت في اجتماع السابع من أكتوبر من أن القوات المصرية والسورية ستواصل التقدم، وقالت إنه يجب على الجيش الإسرائيلي الانتقال من خط دفاعي إلى آخر مع مواصلة هجماته عليها .
وكشفت الوثائق أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان اتخذ موقفا واقعيا إزاء مستجدات النزاع، بناء على تقارير متشائمة من الجنرالات على الأرض.
ووفقا للوثائق، فقد دايان بحلول نهاية اليوم الثاني من الحرب أمله في إعادة طرد القوات المصرية إلى خلف قناة السويس، على الرغم من أن التطورات المستقبلية كانت إيجابية بالنسبة للقوات الإسرائيلية.
ونقلت الوثائق عن وزير الدفاع إقراره في اجتماع عقد في 19 أكتوبر بأن إسرائيل ارتكبت خطأ في تقييم قدرات خصومها، قائلا: "كان يجب أن تكون هناك نتائج مختلفة عما هو عليه، وكان يجب علينا إيقافهم".
وأيدت مائير في نفس الاجتماع فتح تحقيق في هذه الإخفاقات.
واعترف دايان، حسب الوثائق، بأن "المصريون يقاتلون أفضل مما كان سابقا"، بينما صرحت مائير: "أقول ذلك مع إدراك أهميته بالكامل: لم نواجه مثل هذا الخطر منذ 1948".
واستدعت الخسائر في المرحلة الأولى من الحرب مخاوف إسرائيل من أنها تبدو ضعيفة وقد تفقد دعم الولايات المتحدة في المستقبل.
وطلب دايان من سفير إسرائيل لدى واشنطن، سيمتشا دينيتز، في 17 أكتوبر أن يقول لكيسنجر: "لن تخجل منا".
وتظهر الوثائق أن إسرائيل والولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من الحرب رأتا أولويتهما القصوى في منع تدخل سوفيتي محتمل في النزاع.
في الوقت نفسه، طلبت مائير من وزير الخارجية الإسرائيلي حينئذ، أبا إيبان، الحيلولة دون ذكر قرار مجلس الأمن رقم 242 (والذي ينص على عدم قانونية استيلاء إسرائيل على الجولان وقناة السويس) في أي مشروع قرار خاص بإعلان وقف لإطلاق النار.
وبعد هذا العرض المختصر لبعض ما تناولته صحف عبرية في ذكرى نصر أكتوبر المجيدة علينا أن نؤكد لكل شباب مصر أنه لولا بسالة وجسارة الجندي المصري وقبلهما الإيمان بالله وتوفيقه وعدالة قضيتنا ما تحقق النصر الذي نعيش علي أصداءه حتي اليوم رغم مرور 49 عاما علي هذا النصر .
علينا أن نفتخر بقواتنا المسلحة في كل الأوقات والأزمنة وأن نثق في قدراتها علي حماية تراب مصر وصون مقدرات الشعب المصري .