أدان مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، بشدة إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي متوسط المدى اليوم الثلاثاء، متعهدا بتحميل (بيونج يانج) المسؤولية من خلال فرض عقوبات أشد وعواقب أخرى، مؤكدا أن هذا الإطلاق يعد انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي واستفزازا خطيرا يهدد السلام في شبه الجزيرة الكورية، وفي منطقة شمال شرق آسيا وما وراءها.
وذكر مجلس الأمن الوطني خلال الاجتماع الذي عقده اليوم الثلاثاء بحضور الرئيس يون وفقا لوكالة يونهاب الكورية، أن الاستفزازات المستمرة ل كوريا الشمالية لا يمكن التغاضي عنها، وتعهد بالبحث عن طرق مختلفة لتعزيز ردع كوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال تشديد العقوبات بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وأشار الرئيس يون إلى أن استفزاز كوريا الشمالية انتهك بشكل واضح المبادئ والقواعد العالمية للأمم المتحدة، وأمر برد صارم، بالإضافة إلى متابعة الإجراءات المقابلة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وقال إن استفزازات كوريا الشمالية النووية والصاروخية ستعزز فقط التعاون الأمني داخل المنطقة وخارجها، بما في ذلك بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، وأصدر تعليماته للمسؤولين بإجراء مشاورات حول سبل تعزيز التزام الردع الموسع الأمريكي ل كوريا الجنوبية ورفع مستوى التعاون الأمني بين سيئول وواشنطن وطوكيو.
وفي وقت سابق من اليوم، حذر يون كوريا الشمالية من رد حازم، قائلا:"كما ذكرت في الأول من أكتوبر، في يوم القوات المسلحة، فإن مثل هذه الاستفزازات النووية المتهورة ستقابل برد حازم من قبل جيشنا وحلفائنا، وكذلك المجتمع الدولي".
بدورها، أدانت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة عملية إطلاق كوريا الشمالية اليوم /الثلاثاء/ صاروخا باليستيا متوسط المدى (IRBM) مر فوق اليابان، في أول إطلاق لصاروخ متوسط المدى في 8 أشهر، ووصفتها بأنها عمل استفزازي "كبير" يقوض السلام والاستقرار ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية ولكن أيضًا في المجتمع الدولي، وخرق "واضح" لقرارات مجلس الأمن.
وقالت الهيئة -في رسالة نصية أرسلتها إلى الصحفيين، وفقا لوكالة "يونهاب " الكورية- إن سلسلة الاستفزازات الصاروخية الشمالية ستعزز قدرات الردع والاستجابة من قبل التحالف الكوري الأمريكي، وستعمل فقط على تعميق عزلة كوريا الشمالية عن المجتمع الدولي".
وكانت هيئة الأركان المشتركة (JCS) قد أعلنت في وقت سابق اليوم إنها رصدت عملية الإطلاق من موبيونغ-ري في إقليم جاجانج الشمالي في الساعة 7:23 صباحًا وأن الصاروخ حلّق فوق اليابان، وقد طار الصاروخ نحو 4,500 كيلومتر وبلغت ذروة ارتفاعه 970 كيلومترا بسرعة قصوى 17 ماخ.
وأوضحت الهيئة أن الصاروخ حلق فوق اليابان، موضحة أن سلطات المخابرات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان تحليلا مفصلا للتحقق من تفاصيل الصاروخ، مشيرة إلى أن آخر إطلاق لبيونج يونج لصاروخ من نفس النوع كان في يناير، وهو صاروخ هواسونج- 12 وقد طار 800 كيلومتر على ارتفاع بلغ 2,000 كيلومتر.
وفي نفس الإطار، قام الجنرال كيم سيونج-كيوم رئيس هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية والجنرال بول لاكاميرا، قائد القوات الكورية الأمريكية المشتركة بإجراء مباحثات افتراضية وأعادا التأكيد على تعزيز الموقف الدفاعي المشترك للحلفاء ضد "أي تهديدات واستفزازات من كوريا الشمالية".
يذكر أن كوريا الشمالية قد أطلقت صاروخا باليستيا قصير المدى (SRBM) في 25 سبتمبر، ثم أطلقت صاروخين يوم /الأربعاء/ الماضي وصاروخين آخرين في اليوم التالي وصاروخين يوم /السبت/، وجاءت الاستفزازات الأخيرة بعد أن أنهت سول وواشنطن تدريباتهما البحرية، باشتراك حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريجان، ومناورة ثلاثية ضد الغواصات مع اليابان الأسبوع الماضي.
وعززت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان التنسيق الأمني الثنائي والثلاثي وسط مخاوف من أن كوريا الشمالية قد تصعد التوترات من خلال إجراء تجربة نووية أو تقوم بأعمال استفزازية أخرى.
وأجرت كوريا الشمالية خمس عمليات إطلاق صواريخ في أكثر من أسبوع بقليل، في احتجاج واضح على تكثيف التدريبات العسكرية التي شاركت فيها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، بما في ذلك مناورة بحرية مع حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان"، وزادت عمليات الإطلاق من التوترات حيث من المتوقع أن تجري كوريا الشمالية في الأسابيع المقبلة ما سيكون سابع تجربة نووية لها.
ويمثل إطلاق صاروخ اليوم، أحد أخطر الاستفزازات التي قامت بها كوريا الشمالية منذ سنوات، حيث طار الصاروخ حوالي 4,500 كيلومتر فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ.