لا يمكن أن يشكك أحد فى موهبة الفنان محمد رمضان كممثل يجيد اختيار الأدوار التى تناسب شخصيته وثقافته وملامحه النفسية والشكلية.
ورغم اعترافه هو شخصيًا بأنه ليس مطربًا أو صاحب صوت جميل، لكنه مؤدٍ ذكيًا للأغنيات الخفيفة التى تعتمد على "الإيفيه"، وتستهوى جمهور الشباب والمراهقين، وقد استطاع من خلالها أن يفرض اسمه ووجوده بين نجوم الاستعراض الذين يعتمدون على الإبهار، فى عصر لم تعد فيه جودة اللحن وجمال الكلمات وحلاوة الصوت شروطًا للنجاح أو النجومية.
لكن هذا لا ينفى أن "رمضان" قد تحول فى الفترة الأخيرة إلى مصدر كبير للإزعاج وإثارة المشكلات والجدل على مواقع "السوشيال ميديا"، بسبب نزعته الدائمة لافتعال الأزمات لكى يتصدر "الترند" ويبقى فى دائرة الضوء لأطول فترة ممكنة.
وتصرفه الأخير يجب ألا يمر دون حساب أو عقاب، خاصة بعد أن اتهم أحد المحافظين بالتحريض عليه ودعم حملة إلغاء حفله بالإسكندرية، كما ألمح إلى تقصير المحافظ وطاقم العاملين معه فى القيام بواجبات وظيفتهم، دون سند أو دليل، سوى محاولة إظهار نفسه باعتباره الفارس الشهم المغوار الذى تحبه الجماهير ويتآمر الجميع ضده بسبب الغيرة منه ومن نجاحه.
وبدأت القصة حينما نشر "رمضان" مقطع فيديو عبر موقع "إنستجرام"، يرد فيه على حملة " إسكندرية لا ترحب بيك" التى شهدتها مواقع التواصل، وهى الحملة المناهضة، للحفل الذى أعلن "رمضان" عن إقامته فى الإسكندرية.
وتصاعدت الأزمة بعدما أعلن رمضان، تحدى الحملة الرافضة لقدومه إلى ال إسكندرية وإقامة حفل غنائى هناك، وذهب منفردًا إلى المحافظة دون حراسة، وتداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو ظهر فيه الفنان الشاب بأحد مقاهى مدينة الإسكندرية، وعلق البعض على الفيديو أن عددًا من الأفراد قاموا بطرده من المقهى، بينما ظهر محمد رمضان وهو يخرج من المقهى وسط الجمهور ولم يتعرض له أحد.
وأعتقد أن رمضان يحتاج إلى مستشار فنى ونفسى يضبط له إيقاع سلوكياته فى مخاطبة الجماهير، لأنه يبدو أن الشهرة المفاجئة التى حققها والأموال الضخمة التى كسبها من الفن فى وقت قياسي، قد أصابته بحالة من الارتباك والخلط بين الأدوار التى يؤديها على الشاشة، وبين الواقع الذى يعيش فيه، وهو ما يعرضه لانتقادات مستمرة، ليس فقط من جانب جمهور "السوشيال ميديا"، لكن حتى من بعض زميلاته وزملائه الفنانين.
وأرجو أن تكون واقعة ال إسكندرية التى أنجبت عمالقة الفن والفنانين، وعلى رأسهم فنان الشعب سيد درويش، هى المحطة الأخيرة فى مشوار أزمات نجم شاب ننتظر منه الكثير على المستوى الفنى وأن يكون قد وعى هذا الدرس جيدًا، وفهم الرسالة التى تقول له.. انتبه قبل أن تندم.. فأنت ترجع للخلف وتلعب بالنار وتهدر وقتك وموهبتك فى معارك وهمية وتحديات خاسرة!