قال مصدر مطلع لرويترز إن الولايات المتحدة تضغط على دول أوبك+ ألا تمضي قدما في تخفيضات كبيرة محتملة في إنتاج النفط، مع سعي الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
وقال المصدر إن واشنطن تقول لدول أوبك+ إن العوامل الأساسية الاقتصادية لا تدعم خفض الإنتاج.
وذكرت مصادر لرويترز هذا الأسبوع أن أوبك+، تعمل على تخفيضات تتجاوز مليون برميل يوميا. ويمكن أن تؤدي التخفيضات إلى تعافي أسعار النفط.
وامتنع البيت الأبيض عن التعليق.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي "لن نعلق على أي إجراء لأوبك لحين أن تتخذه".
وأضافت "بالطبع نحن نتحدث دائما مع جميع المنتجين والمستهلكين، بمن فيهم أعضاء أوبك+. كان هذا هو الحال لعقود من الزمن وعبر الإدارات الحزبية، بما فيها هذه الإدارة. لقد أوضحنا أن إمدادات الطاقة يجب أن تلبي الطلب لدعم النمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين في جميع أنحاء العالم وسنواصل الحديث مع شركائنا عن ذلك".
ويسعى بايدن جاهدا طوال العام لخفض أسعار البنزين. وبعد ارتفاع مفاجئ، هبطت تدريجيا فيما وصفته إدارته بأنه إنجاز كبير.
وقد تؤدي زيادة الأسعار إلى الإضرار بفرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثامن من نوفمبر.
ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف بأوبك+، على استعداد فيما يبدو لخفض الإنتاج عندما يجتمع التكتل اليوم الأربعاء.
وستقلص هذه الخطوة الإمدادات في سوق النفط، التي يقول مسؤولو شركات الطاقة التنفيذيون والمحللون إنها تعاني شحا بالفعل بسبب الطلب القوي ونقص الاستثمارات ومشاكل العرض.
وثيقة البيت الأبيض
وفي نفس السياق ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس الثلاثاء، نقلا عن وثيقة للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة قلقة من أن قرار "أوبك" المحتمل بخفض إنتاج النفط قد يسبب أزمات رئيسية للبلاد ويمكن اعتباره عملا عدائيا.
وقال تقرير الشبكة الأمريكية إن البيت الأبيض يحذر من أن اجتماع "أوبك" [المقبل] يعني قد يتسبب في أضرار كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة وأن قرار خفض إنتاج النفط سيكون بمثابة "كارثة كاملة" للبلاد.
ويشير التقرير إلى أن إدارة بايدن جمعت كبار مسؤوليها في مجال الطاقة والاقتصاد والسياسة الخارجية وكلفتهم بالضغط على حلفاء الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، للتصويت ضد خفض إنتاج النفط.
وتقترح الولايات المتحدة، في محاولة لإقناع حلفائها في أوبك، إعادة شراء ما يصل إلى 200 مليون برميل من النفط من شركائها في أوبك والتي ستستخدم لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي، الذي يستخدمه الرئيس جو بايدن للمساعدة في خفض أسعار النفط.
ومن المقرر أن تجتمع دول "أوبك بلس"، اليوم الأربعاء، للنظر في إمكانية خفض إنتاج النفط بما يصل إلى 1-2 مليون برميل يوميا أو أكثر بسبب انخفاض الطلب الناجم عن تباطؤ الأنشطة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
التخفيض بهذا الحجم، إذا تم الاتفاق عليه اليوم في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها في العاصمة النمساوية، سيعكس حجم قلق مجموعة المنتجين من تباطؤ الاقتصاد العالمي في مواجهة تشديد السياسة النقدية بسرعة. أفادت تقارير في وقت سابق بأن المجموعة قد تدرس خفضا في نطاق مليون برميل.
تجتمع "أوبك" وشركاؤها عبر الإنترنت على أساس شهري ولم يكن من المتوقع أن يرتبوا اجتماعا شخصيا حتى نهاية هذا العام على الأقل. ربما كان انخفاض الأسعار هو الذي دفع إلى تغيير المسار، مما يتطلب إجراء أول محادثات وجها لوجه منذ عام 2020.