اليوم ذكري حرب اكتوبر المجيدة التي بذلنا فيها الغالي والنفيس لطرد العدو الخائن من أرضنا الطاهرة , نحتفل بمرور 49 عاما علي هذه الذكري الخالدة في تاريخنا وأيضا في عقولنا .
مساندة العرب
من أعظم الحروب التي قامت بها مصر وهي حرب اكتوبر، والتي أنهى بها الجيش المصري سنوات من العجرفة الإسرائيلية وترويج أكذوبة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقهر .
ودون المصريون بأحرف من نور في 6 أكتوبر 1973 نصرا عظيما مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وتفتخر فيه بقواتها المسلحة، وبما صنعته من مجد بعد سنوات من الهزيمة.
وظلت حرب أكتوبر رمزا للفخر والعزة ليس للمصريين وحدهم بل للعرب أجمعين، فلا يستطيع أحد أن ينسى الدور العربي الكبير في دعم الجيش المصري والسوري ومساندتهما لتحقيق النصر وهزيمة العدو الإسرائيلي في معركة العزة والكرامة وعودة الهيبة.
وبالرغم من عدم معرفة الدول العربية في العام 1973 بموعد بدء الهجوم المصري على قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما إن اندلعت الحرب حتى بدأت الدول العربية في تقديم الدعم والمساندة لمصر وسوريا حتى تم النصر للعرب في أهم نصر عربي في التاريخ الحديث.
وكان دور الدول العربية في الحرب كبيرا، ومن أهمها العراق، حيث أرسل العراق إلى مصر سربان من طائرات "هوكر هنتر" في نهاية مارس 1973، وبلغ مجموعات الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة وساعد صدام حسين حينها مصر بقواته الجوية.
تدمير المواقع الإسرائيلية
قام الطيران السوري بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي بهضبة الجولان يوم 6 أكتوبر، وشارك في الهجوم ما يقرب من 100 طائرة سورية، كما أرسلت إلي مصر فرقتين مدرعة و3 ألوية مشاة وعدة أسراب من الطائرات.
وفي السادس من أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا هجوما متزامنا، على القوات الإسرائيلية في سيناء ومرتفعات الجولان، واستمرت تلك الحرب حتى نهاية الشهر.
أما السعودية فأنشأت جسرا جويا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، كما أطلقت حظرا عربيا على تصدير النفط يستهدف بلدان العالم بشكل عام وأمريكا وهولندا بشكل خاص لدعمهما لإسرائيل.
كما تبرعت السعودية بمبلغ 200 مليون دولار، وقامت بحظر صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء السادات بالملك فيصل ابن عبد العزيز بالسعودية في أغسطس 1973، مما خلق أزمة طاقة طاحنة بالغرب.
وطلب الرئيس الجزائري هواري بومدين من الاتحاد السوفييتي شراء أسلحة وطائرات لإرسالها إلى مصر بعد علمه بنية إسرائيل في الهجوم عليها.
مساندة الإمارات والسعودية والأردن
وقامت الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان بقطع النفط عن إسرائيل والدول التي تدعمها وكان عامل ضغط قوي على الدول الأجنبية.
أما ليبيا فقدمت مليار دولار مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، وتبرعت ليبيا بمبلغ 40 مليون دولار و4 ملايين طن من البترول، وأرسلت إلى الجبهة المصرية سرب "ميراج 5 ليبي" تمركز في جناكليس منذ منتصف الحرب، لكن حالة طياريه الفنية المنخفضة منعت من اشتراكه في أية أعمال خوفًا على أرواح الطيارين الليبيين، بالإضافة إلى السرب "69 ميراج - 5 المصري"، والذي قاده طيارون مصريون، وكان قد تم تمويله بأموال ليبية.
وشاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال ألوية مدرعة، كما شارك الأردن في خداع المخابرات الإسرائيلية، حيث تم رفع استعداد القوات الأردنية إلى الحالة القصوى يوم 6 أكتوبر 1973 مما أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى إبقاء جزء من جيشها في إسرائيل للتصدي لأي هجوم محتمل على تل أبيب.
وأرسل المغرب لواء مشاة إلى الجبهة السورية، وتم وضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال تشمل طائرات حربية ودبابات.
مساندة السودان والكويت وتونس
كان السودان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر، حيث نظم مؤتمر الخرطوم، والذي تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية "لا" وهي لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وأرسل السودان فرقة مشاه علي الجبهة المصرية، كما لم يتردد في نقل الكليات العسكرية المصرية إلى أراضيه.
كما قامت الكويت بإرسال 5 طائرات "هوكر هنتر" إلى مصر، كما بعثت طائرتي من طراز سي 130 هيركوليز لحمل الذخيرة.
وأرسلت تونس إلى مصر كتيبة مشاة قبل الحرب، كما أعطتها 5 طائرات "هوكر هنتر".
أما اليمن فقد أغلقت مضيق باب المندب على إسرائيل.
وقامت قوات المقاومة الفلسطينية بشغل العدو عن المخابرات المصرية، بنصب الكمائن وزرع الألغام وشن الغارات.