تبنت الدولة المصرية خلال السنوات الثماني الأخيرة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء التي تظل على رأس أولويات القيادة السياسية باعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون فيها، حيث تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة في المجالات كافة، فضلاً عن الحرص على جعل سيناء امتداداً طبيعياً لوادي النيل عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضاً جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت، لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد نشر المركز الإعلامي ل مجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على المشروعات العملاقة للتنمية والتعمير الممتدة في عمق سيناء التي تظل في قلب الجمهورية الجديدة، لتجني بذلك عوائد الأمن والاستقرار ونجاح استراتيجية التنمية الشاملة، وذلك في وقت تستعد فيه لاستقبال العالم.
واستعرض التقرير إشادات دولية باستضافة مدينة شرم الشيخ أهم حدث مناخي على مستوى العالم، حيث ذكر مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث أن استضافة مدينة شرم الشيخ ل مؤتمر المناخ COP27 يعد اعترافاً بها لتصبح رائدة عالمياً في مواجهة المخاطر والكوارث الحضرية، حيث تلتزم المدينة بأن تصبح محوراً ونموذجاً لمرونة المدن لعام 2030 في التعامل مع المخاطر الطبيعية.
كما أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن مدينة شرم الشيخ لديها وفرة من عوامل الجذب للزوار، وأن العالم بأسره سيوجه انتباهه إليها عندما تستضيف مؤتمر المناخ COP27، موضحاً أنه يمكن أن يستغل الزوار والمشاركون الفرصة لزيارة الأماكن الجميلة بهذه المدينة، مبيناً في الوقت نفسه أنه يتم التعاون مع مصر في التحضير للمؤتمر من خلال تركيب أسطح الفنادق الكبيرة بمحطات الطاقة الشمسية وتركيب أنظمة الطاقة النظيفة الصغيرة في العديد من المباني، لتؤكد كل هذه الجهود أن المدينة أصبحت مثالاً يحتذى به لمدن أخرى في التحول للطاقة النظيفة.
ومن جانبها ذكرت الأمم المتحدة أن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ "مدينة السلام"، مؤكدة أن مصر تتخذ خطوات لجعل المدينة وجهة سياحية مستدامة وصديقة للبيئة، لتكون نموذجاً لباقي مدن مصر في التحول نحو نظام بيئي مستدام.
وأشار التقرير إلى تعليق "جيريمى هوبكنز" ممثل اليونيسيف في مصر الذي أعرب عن سعادته بالحرص على مشاركة الشباب والتأكد من وصول أصواتهم ومقترحاتهم إلى قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، وذلك في ضوء إطلاق مبادرة جديدة تهدف لمشاركة الشباب في تناول قضايا تغير المناخ، معرباً عن امتنانه للحكومة المصرية على تلك الجهود الحثيثة.
كما أورد التقرير تصريحات "باتريشيا إسبينوزا" السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي أعربت عن تطلعها لأن تكون القمة المقبلة للمناخ بمدينة شرم الشيخ قمة فارقة في قضية التغير المناخي، مشيدة بالجهود الوطنية المبذولة حالياً للاهتمام بملف البيئة ودعم التحول الأخضر.
وذكرت وكالة رويترز أن مصر يمكن أن تبرز كقائد مستقبلي للطاقة الشمسية في العالم حال استفادتها من إمكاناتها المتاحة، موضحة أنها تظل قادرة بصورة أفضل من غيرها على استغلال تلك الإمكانات، كما تسهم استضافة مدينة شرم الشيخ مؤتمر COP27 من خلال نماذج الفنادق التي قامت ببناء محطات صغيرة للطاقة الشمسية على أسطحها في إثبات التزام مصر باستخدام الطاقة النظيفة، ونشر رسالة لتوجيه موارد التنمية لإمكانات الطاقة الشمسية بصورة أفضل.