مفتى الجمهورية: التسمِّى بعبد الرسول وعبد النبى جائز ولا يعنى الشرك بالله

مفتى الجمهورية: التسمِّى بعبد الرسول وعبد النبى جائز ولا يعنى الشرك باللهشوقى علام

الدين والحياة8-10-2022 | 08:03

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم: إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ويُندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل فى ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.

وأكد فضيلته أن الاحتفال بذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يمدنا بمزيد منَ الأملِ والنور والبِشرِ لِتَشُدَّ على أيدِينَا وسواعِدِنَا كى تَتَوحَّدَ كلمَتُنا وتَنطلقَ مساعِينَا نحوَ البناء والعمران؛ رغبةً فى استعادةِ الرُّوحِ المُحبَّةِ للحياةِ والمقبلةِ عليها.

ولفت فضيلة المفتى النظر إلى أن بعض العلماء كتب سيرة النبى صلى الله عليه وسلم، منهم القاضى عياض المالكى -رحمه الله- حيث أثبت أجمل الصفات للنبى صلى الله عليه وسلم، وقال إنه بلغ الكمال فى كلِّ صفة بشرية، وضرب لذلك أمثلة كثيرة، فقد كان النبى فى مرحلة الشباب نموذجًا وقدوة، وكانوا فى قريش عندما يختلفون فى شيء يحتكمون إليه، مثلما حدث عندما اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود فى الكعبة بعد تجديدها، وكادوا يقتتلون، فقالوا نحكِّم أول مَن يدخل علينا، فكان النبى صلى الله عليه وسلم هو أول الداخلين، فاستبشروا وقالوا: هذا الأمين! رضينا، هذا محمد. وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر، فقال: "هلمَّ إلى ثوبًا!" فأتَوه به فوضع الحجر فى وسطه ثم قال: "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعًا" ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه فى مكانه. وفى هذا معنى كبير لوأد الفتنة وتحقيق الاستقرار المجتمعى بعدما نال الجميع شرف المشاركة، بل كان ترسيخًا للحكمة والاحتواء ولمِّ الشمل.

وطالب فضيلة مفتى الجمهورية بضرورة تعليم الأطفال سيرة النبى الكريم بصورة مبسطة فى برامجهم الترفيهية واهتماماتهم كبرامج الكرتون وغيره ليتأسَّوا بأخلاقه وشمائله منذ الصغر.

وردًّا على سؤال يقول: "هل هناك أحد تسمَّى باسم "محمد" قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل كان الاسم شائعًا فى قريش؟" قال فضيلته: اختلف العلماء فى تعداد من تسمَّى من أبناء الجاهلية بهذا الاسم، فذهب بعض العلماء إلى أنَّ هناك أربعة تسمَّوا بمحمد، وهو اسم مبارك والتسمى به أو بغيره من أسمائه هو أمر طيب بلا شك.

وفى سياق متصل قال فضيلته: إن أصحاب الفكر الوافد ضيَّقوا على الناس حتى فى بعض الأسماء الطيبة والمباحة، كقولهم بعدم جواز التسمية بعبد الرسول وعبد النبي، والأفضل إضافة رب بينهما، والحقيقة أنه يجوز ذلك لما دلَّ عليه الكتاب والسنَّة، وجرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، بل هناك فتاوى رسمية كثيرة لنا صادرة من الدار قديمًا وحديثًا، واسم عبد الرسول أو عبد النبى يعنى الطاعة والموالاة للرسول صلى الله عليه وسلم، وليس المقصد منه التعبُّد له، ولا يعنى الشرك بالله عزَّ وجلَّ كما يدَّعى أصحاب الفكر الوافد.

وشدد فضيلة المفتى على أن فضل الصلاة على النبى الكريم كبير؛ إذ تُفتح به الأبواب المغلقة وتنال به الدرجات ويطمئن بها الإنسان فى حالَى السعة أو الضرورة، بل هى مفرجة لكل ضائقة أو كرب، وبها تنحلُّ العقد وتُنال بها الرغائب وتُقضى بها الحوائج.

وعن تحديد صيغة معينة للصلاة على النبي، قال فضيلته: الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم جائزة بكل صيغة واردة أو مستحدَثة ما دامت لائقة بمقامه الشريف وكماله المنيف صلى الله عليه وسلم.

وعن حكم التوسُّل بالنبى صلَّى الله عليه وسلم وآل بيته قال فضيلة مفتى الجمهورية: إنَّ علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها قد أجمعوا على جواز بل استحباب التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وآله وسلم للرفيق الأعلى، كما أن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو فى التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة؛ إذ لا يكون الفاضل فاضلًا إلا بأعماله؛ فالمتوسِّل بالعالِم مثلًا لم يعبده، بل عَلِم أنه له مزيةً عند الله بحمله العلم، فتوسل به لذلك.

واختتم مفتى الجمهورية حواره بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن البدعة قائلًا: إن العلماء قالوا إن قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ» معناه أن يكون قد أتى بشيء ليس مما أمر به رسول الله، أو يتعارض مع شيء أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهناك أمور محدثة لم تكن على عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها موافقة للشرع ولأوامر النبي، وهى أمور مقبولة؛ لقول النبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "مَن سَنَّ فى الإسلام سُنَّةً حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2