مازلت أعتقد أن يوم ٦ أكتوبر لم يحظ بالاهتمام الكافى من البحث والدراسة واستخراج الدروس المستفادة، وأن تكون منهج وأسلوب عمل لكافة الأجيال المتعاقبة من المصريين والعرب، وذلك لأنه يمثل محطة فارقة لما قبلها وما بعدها للعرب فى العصر الحديث.
لقد وصف العرب بأنهم مجرد ظاهرة صوتية وأنهم اتفقوا على ألا يتفقوا؛ وإذ بهم وبعد تخطيط علمى واستعداد جدى يفاجئون العالم قبل عدوهم أنهم يستطيعون!
لديهم الشجاعة والعزيمة والقدرة على تحقيق أهدافهم العزيزة؛ هل هناك أعز من تحرير الأرض التى اغتصبت وكأنها سرقت فى غفلة من أصحابها؟
إن ما فعله المصريون ومعهم أشقاؤهم من العرب فى عصر الأقمار الصناعية ووسائل التجسس الحديثة يعبر عن الذكاء والقدرة العربية عندما تستخدم فى المكان والزمان والظروف الصحيحة والواجبة!
نعم مازال العالم فى حاجة لدراسة كيف أقام المصريون حائط الصواريخ وفى ظل رقابة جوية من طيران العدو؛ وكيف اخترقوا أمن العدو، وعرفوا نقط قوته وضعفه وأماكن قواته ومخازن أسلحته؟
كيف خططوا ونفذوا عملية إنشاء ممرات مناسبة لمعداتهم العسكرية فى الساتر الترابى الضخم الذى أقامه العدو على الشاطئ الشرقى للقناة؟
وكيف ولماذا بادرت الدول العربية بإرسال قواتها للاشتراك فى المعركة وكيف كان أداء البعض منها؟
نعم.. ٦ أكتوبر يوم من أيام العرب التاريخية مثل أيام اليرموك وحطين وعين جالوت وغيرها من أيام العزة والكرامة.
نعم، إنه يوم كاشف عن ماذا يمكن أن يفعل العرب لو اتحدوا ولعل هذا أحد دوافع وتفسيرات ما خطط له الغرب فيما بعد وأطلقوا عليه الربيع العربى بغرض خلق فوضى يتمكن خلالها الموالين لهم من الاستيلاء على الحكم!
ولكن هذه أرض عصية على الغزاة والمغتصبين والمتآمرين؛ واقرأوا التاريخ لتعلموا أنه ما رماها رام إلا وارتدت الرمية إلى صدره، فقضى نحبه وأسر أو دفن فى أرضها أو عاد لبلده مهزومًا مدحورًا!
حفظ الله بلادنا وألهمنا الرشد والصواب لاسترداد روح أكتوبر