علماء بالمركز القومي للبحوث يكشفون تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان والحيوان

علماء بالمركز القومي للبحوث يكشفون تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان والحيوانالمركز القومي للبحوث

منوعات9-10-2022 | 18:22

نظمت اليوم إدارة النشر والإعلام ب المركز القومي للبحوث الصالون الخاص بعرض انجازات عدد من معاهد المركز الخاصة واستكمالا لدور المركز القومي للبحوث في مواجهة اثار التغيرات المناخية

وذلك تحت رعاية الاستاذ الدكتور محمد هاشم رئيس المركز القومي للبحوث وبحضور الدكتورة نعيمة الصغير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر والأستاذ الدكتور أشرف شعلان مدير مركز التميز للتغيرات المناخية وعدد من ممثلي وزارة الصحة والسكان وممثلي منظمة الصحة العالمية وأعضاء من الأستاذة الباحثين والمهتمين بهذا المحور وأفادت الدكتورة أمل سعد حسين ،(مقررمحور الصحة) بأن الصالون العلمي سيركز علي المخرجات البحثية التى تربط التغيرات المناخية بالصحه العامه

يتناول دراسة التأثيرات التغيرات المناخية على الصحة العامة ورسم الخرائط الصحية للأمراض للتغيرات المناخية واستيراتيجية التكيف من خلال الأبحاث والمشروعات البحثية التى تمت فى معهد بحوث البيئة و التغيرات المناخية بالتعاون مع هيئة الأرصاد المصرية بتمويل من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والتعاون مع معهد ليزا بفرنسا. حيث تم اثبات حدوث التغيرات المناخية فى بعض المحافظات المصرية وارتبط ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وكثافة الأمطار بالموقع الجغرافى للمحافظة وارتبط معدلات الاصابة بالاسهال بارتفاع درجات الحرارة وكثافة الامطار واختلاف هذه العلاقة بين المحافظات وارتبط انتشار مرض البلهارسيا بارتفاع درجات الحرارة ونزوح بعض السكان الى اماكن جديدة.
واوضحت د. امل أن تم نشر دراسة الاتجاه الزمني لمعدلات الاصابة بسرطان المثانة الناتج عن الاصابة بمرض البلهارسيا في مختلف المحافظات المصرية وعلاقته ب التغيرات المناخية خلال الفترة 1995-2005. حيث أظهرت النتائج أن متوسط درجة حرارة الهواء فى تزايد في جميع المحافظات وأن عدد أيام درجة الحرارة القصوى البالغة 45 درجة مئوية أو أكثر قد تم زيادتها في صعيد مصر.
وأكدت د. امل أن انخفضت نسب الاصابة بسرطان المثانة البلهارسى بشكل كبير في معظم المناطق الحضرية ومصر العليا والوجه البحري وذلك نتيجة الاجراءات الوقائية والعلاجية التى تقدمها وزارة الصحة والسكان للمجتمعات المصرية، بينما لم يكن هناك تغيير في النسب في المحافظات الحدودية. بل ظهرت حالات فى البحر الأحمر وسيناء وتم تفسير ظهور هذه الحالات بنزوح الفلاحين من اراضى الدلتا الى المناطق الجديدة بحث عن زيادة الدخل نتيجة تأكل مساحات من الأراضى الزراعية لارتفاع سطح البحر وزيادة ملوحتها بسبب عوامل كثيرة، مما أثر بالسلب على جودة انتجايتها، ودفع بعض الاسر الى النزوح الى المناطق الحضرية او الحدودية للعمل كعمالة بناء بحث عن زيادة دخل الاسرة.
وقالت د. امل أجريت دراسة أخرى لدراسة معدل انتشار مرض التهاب القرنية الفطري للعين في منطقة القاهرة الكبرى في مصر وارتباطه بالتغيرات االمناخية خلال الفترة 1997-2007. وهو مرض يصيب القرنية ويصعب تشخيصه وقد يؤدى الى فقط الابصار اذا اهمل علاجه. حيث اثبتت التحليل الإحصائي ارتبط الارتفاع فى معدل الاصابات بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الجوية القصوى في منطقة القاهرة الكبرى، وتتوافق الزيادة المتوقعة في هذا الداء حتى عام 2030 مع الزيادات المتوقعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ودرجة حرارة السطح من نماذج تغير المناخ في مصر، وذلك اذا لم يتم اتخاذ اجراءات للوقاية والتشخيص المبكر وخفض الانبعاثات.
كذلك أثبت العديد من الدراسات انه لا تزال الأمراض حيوانية المصدر والأمراض المنقولة بالنواقل (الحشرات وأهمها البعوض)، بالاضافة الى الأمراض التي تنقلها الأغذية / المياه تشكل خطراً على صحة الحيوانات والبشر ويرتبط انتشارها بالعوامل البيئية وتغير المناخ وصحة الحيوان بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى.
ولقد تم نشر كتابين دوليا يسلط الكتاب الأول الضوء على أهم الأمراض المعدية المرتبطة ب التغيرات المناخية (فيروسات – بكتريا –فطريات – طفيليات) وطرق انتشارها فى الوطن العربي وذكر امثلة من مصر عن بعض هذه الأمراض. يسلط الكتاب الثانى الضوء على العلاقة بين التغيرات فى الطقس وصحة الانسان مع التأكيد على أهمية توسيع نطاق البحوث البيئية لإجراء دراسات مستقبلية طولية على مدى فترات زمنية طويلة لاستقصاء الآليات التي من خلالها يمكن أن يؤثر الطقس والتغير المناخي على صحة الإنسان.
وأشارت أمل الي ان تم نشر دراسة مرجعية تتناول تأثير التغيرات المناخية على الأمراض الكبد الطفليلية فى افريقيا، وأظهرت الأدلة أن تغير المناخ. بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، واضطراب هطول الأمطار، وسلامة المياه، والتغيرات البيئية، تؤدي إلى تغير في توسع انتشار وتكاثر نواقل العدوى من حشرات أو مستودعات العدوى من قواقع وسيطة وعبء العدوى الطفيلية في المناطق الموبوءة في إفريقيا. وايضا دراسة مرجعية أخرى تلقى الضوء على دور التغيرات المناخية على تغير الخريطة المرضية للمشاكل الصحية الكبدية من حيث الأمراض المعدية وانتشارها ودور التغيرات المناخية على الملوثات التى تسبب الأمراض الكبدية الغير معدية مثل سرطان الكبد والتسمم الكبدى.
بالاضافة الى تقييم الأغشية الحيوية لتصريف الأحواض والغبار المتراكم على مرشحات تكييف الهواء والأرضيات فى المستشفيات العامة ، لتحديد ما إذا كانت تشكل مصادر محتملة للميكروبات المحمول جوًا. تم عزل أنواع من البكتريا الممرضة وغير الممرضة التى وجدت بشكل شائع في مواقع مختلفة في المستشفيات وفي الأماكن العامة، بالاضافة الى اكتشاف تواجد فطريات الاسبرجيليس والبنسيليوم من الأنواع الفطرية الشائعة في حالة الهواء والغبار وتراكم الغبار على فلاتر التكييف وأسطح الأرضيات يشكل مصادر مهمة للبكتيريا والفطريات المحمولة جواً داخل هذه المستشفيات. وطبعا زيادة استخدام المكيفات فى المستشفيات والأماكن العامة وحتى فى المنازل لارتفاع درجات الحرارة التى لم يعدادها الانسان المصرى يحمل خطورة التعرض لهذه الميكروبات اذا لم يكن هناك صيانة دورية لأجهزة التكيفات وتنظيف بطريقة سليمة للفلاتر.
وهذه بعض المخرجات البحثية التى تظهر ارتباط التغيرات المناخية بالصحة العامة والتى تمت بمعهد بحوث البيئة و التغيرات المناخية بالمركز القومى للبحوث، والتى تلقى الضوء على اهمية عمل خرائط توقعية للأمراض المرتبطة ب التغيرات المناخية لتوفير الوسائل الوقائية والعلاجية ونشر المعرفة والتدريب بين الكوادر الطبية والباحثين فى مجالات الصحة لايجاد حلول للمشاكل الصحية المتوقعة مع التغيرات المناخية.

كما أضافت د. كريمة غنيمى محمد محمود استاذ الوراثة التناسلية بمعهد البحوث البيطرية-بالمركز القومى للبحوث ان هناك تأثير للتغير المناخى على القطاع الحيوانى وذلك من أهم القضايا التي تحظى بالاهتمام على المستوى العالمي والمحلى خاصة أن مصر من أكثر البلدان المتأثرة بتغير المناخ وقارة أفريقيا بأكملها. و هناك كثير من التحديات فى مصر التي تواجه الحيوانات والدواجن والأسماك وتؤثر على الصحة و الإنتاج بشكل ملحوظ .
ويعتبر الإجهاد الحراري من إحدى العقبات التي تواجه خصوبة و انتاجية حيوانات المزرعة لذلك كان لمعهد البحوث البيطرية دراسات عديدة
لتقييم تاثير التغيرات الموسمية على الخصوبة فى الجاموس و الابقار و الدواجن و الأسماك. ووجد تاثير واضح للفصول الحارة على نوعية و جودة البويضات ، نشاط المبيض ، الجسم الاصفر و تعبير الجينات الخاصة بنمو و تحلل الجسم الاصفر المنظم للشبق و الحمل فى الجاموس مما يؤدى الى انخفاض خصوبة الحيوان.
كما أضافت د. كريمة الي أن مخاطر التغيرات المناخية من الاحتباس الحرارى و التلوث اثر بالسلب على صحة وانتاج الثروة السمكية. و كان من الضرورى حماية الثروة السمكية من التلوث و التفكير فى حلول غير تقليدية للتخلص من الاحتباس الحرارى و انتاج مركبات تساهم فى التكيف المناخى و تقليل غاز ثانى اكسيد الكربون لتوفير الامن الغذائى من البروتين الحيوانى من الاسماك.
وأشارت د. كريمة الي أن هناك تغيرات للانتاج الداجن فقد أثرت التغيرات المناخيه سلبيا صناعة الدواجن (دجاج اللحم ودجاج إنتاج البيض)، مما ترتب عليه تغيرات فى طريقة البناء والكثافه التسكينيه وكذلك أنواع العلاجات المستخدمه لتخفيف الأثر الضار عن هذه الظاهره الخطيره.
ونظرا للتحديات التي تواجه الثروة الحيوانية فى مصر، كان من الضرورى إيجاد آلية لتخفيف الآثار الضارة للمناخ على الحيوان و تقييم الأضرار الواقعة على قطاع الثروة الحيوانية ووضع استراتيجيه واضحة للتخفيف و التكيف مع المناخ.

أضف تعليق