أطباء يحذّرون من مخاطر الاستخدام العشوائي للفيتامينات
أطباء يحذّرون من مخاطر الاستخدام العشوائي للفيتامينات
حذّر أطباء مختصون من مخاطر تناول الفيتامينات عشوائياً، سواء للكبار أو الأطفال، حيث قد يؤدي ارتفاع معدلها في الجسم عن الحد المسموح إلى حدوث التسمّم، أو الفشل الكلوي، أو حدوث حصوات في الكلى، فيما قد يسبب تشوّه الأجنة للحوامل، حيث يشعر البعض بخمول أو أعراض صحية عابرة، فيلجأ مباشرة إلى تناول الفيتامينات كإجراء علاجي، دون استشارة طبيب أو فحوص طبية، ليفاجأ في النهاية بتعرضه لمخاطر صحية خطرة، نتيجة حصول الجسم على جرعات زائدة على الحد المسموح من بعض الفيتامينات.
وتفصيلاً، قال أخصائي طب الأسرة والمجتمع في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور عادل سجواني، إن الفيتامينات تعدّ من أهم العناصر للحصول على جسم صحي ومثالي، مؤكداً أن المصادر الطبيعية للفيتامينات أفضل بكثير من المصادر الصناعية، مثل الحبوب والمكملات والإبر الوريدية، التي لا يستفيد الجسم منها بالشكل المطلوب.
ولفت إلى أنه حسب الإحصاءات العالمية، تنفق نحو ثلاثة مليارات دولار في الولايات المتحدة الأميركية سنوياً على الفيتامينات والمكملات الغذائية، التي لا يستفيد منها الجسم بشكل جيد، وقد يكون لها مخاطر تحدث في حال ارتفاع مستوى الفيتامينات عن الحد المسموح به بالجسم.
ولفت إلى وجود نوعين من الفيتامينات، أحدهما يذوب في الدهون، والآخر يذوب في الماء، الأول مثل فيتامين «د»، فإذا حصل الجسم على زيادة على الحد الطبيعي فإنه يتم تخزينه في الدهون، وقد يسبب حصوات في الكلى أو فشلاً كلوياً، وفيما يخص النوع الثاني الذي يذوب في الماء، مثل فيتامين «ب»، وعند تناوله بجرعات زائدة على الحد الطبيعي تخرج في البول، وقد ينتج عنها مشكلات صحية، مثل الصداع وآلام في الجسم.
وقال: «الحل في الابتعاد عن تناول الفيتامينات بشكل عشوائي، والحرص على تناول الطعام الصحي للأطفال والكبار، ولا تعطى الفيتامينات إلا بعد استشارة الطبيب»، مشيراً إلى أن نقص الفيتامين يسبب آلاماً مختلفة في الجسم، تختلف حسب نوع الفيتامين الناقص، والتي تذهب بعد إمداد الجسم بالنسبة المطلوبة منه.
وحذر أخصائي طب المجتمع المتحدث الرسمي باسم جمعية الإمارات للصحة العامة، الدكتور سيف درويش، من استخدام الفيتامينات دون إشراف طبي، وقال يعتقد البعض أنها آمنة، وهذا الاعتقاد من الأخطاء الكبيرة التي يقعون بها، حيث يجب ألا يتعدى مستواها في الجسم حدوداً معينة، مشيراً إلى أن المصدر الأكثر أماناً للحصول عليها هو الحبوب والخضراوات واللحوم، بعيداً عن الحبوب المصنّعة، التي يجب ألّا تؤخذ إلا بعد التأكد من وجود نقص في أحد أنواعها.
وذكر أن الاستخدام العشوائي للفيتامينات قد يؤدي إلى التسمم، بسبب ارتفاع نسبة فيتامينات محددة عن الحد المسموح، نتيجة تناولها من مصادر متعددة، حيث يلجأ بعض الناس إلى الحصول على نوع محدد من الفيتامينات من مصادر متنوعة، ما قد يسبب مشكلات صحية تهدد حياتهم.
وأكد أن إعطاء الأطفال فيتامينات دون استشارة طبية، يعد من أكبر المخاطر التي قد تهدد حياتهم، حيث ينبغي إجراء فحص طبي دقيق لقياس مستوى الفيتامينات، والوقوف على النوع الذي فيه نقص، قبل تناوله بشكل عشوائي، مؤكداً ضرورة إعطاء الأطفال حاجتهم من الفيتامينات من خلال المصادر الطبيعية المتمثلة في الطعام الصحي المنوع.
ونصح درويش بممارسة الرياضة إلى جانب تناول الطعام الصحي، لتحقيق المعادلة الأمثل لإمداد الجسم بالفيتامينات المطلوبة بالنسب المحددة، حيث تساعد الرياضة على امتصاص الجسم لها بسهولة، مع ضرورة تنويع مصادر التغذية من اللحوم والخضراوات والفواكه.
بدورها، أكدت نائب رئيس شعبة طب الأسرة في جمعية الإمارات الطبية، الدكتورة حمدة خانصاحب، أن الفيتامينات مواد عضوية يحصل عليها الجسم من الغذاء بالأساس، ومعظمها مصدره الطعام، ويعد التناول العشوائي لها من المخاطر الكبيرة.
وتابعت: «بعض الفيتامينات قد تسبب حصوات في الكلى إذا أخذت بنسب مرتفعة، مثل فيتامين (C)، فيما قد يسبب ارتفاع نسبة فيتامين (D) إلى زيادة الكالسيوم، فيما قد يسبب ارتفاع نسبة فيتامين (A) للمرأة الحامل إلى حدوث تشوّهات للجنين»، مشددة على ضرورة التأكد من احتياج الجسم لها