قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي "النواب" ليونيد سلوتسكي، أمس الإثنين: إن موسكو لا تهدف لإزاحة النظام الحاكم في أوكرانيا؛ وإنما تسعى إلى منعه من امتلاكه أسلحة دمار شامل.
وذكر المسئول الروسي الذي أطلقت بلادُه عملية عسكرية بأوكرانيا في فبراير الماضي، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "النظام الأوكراني يسعى للحصول على أسلحة دمار شامل".
وتابع أن أوكرانيا حاولت أن تأتي بحلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى الحدود المتاخمة لروسيا، الأمر الذي نظرت إليه موسكو بمثابة تهديد وجودي لها "نحن ندافع ولا نهاجم".
وشدد "سلوتسكي" على أن موسكو تتحرك من خلال العمليات العسكرية الحالية، لأجل الدفاع عن أمنها القومي، في ظل ما يحدق به من مخاطر، بسبب "ممارسات كييف"، وليس لأجل تفكيك النظام السياسي في أوكرانيا.
وأضاف "منذ ثمانية أعوام، ونحن نشهد على مهاجمة أوكرانيا للأقاليم الروسية في لوجانسك ومناطقَ أخرى، وهذه الضربات تصيب البنية التحتية الروسية".
واتهم سلوتسكي الجيش الأوكراني بضرب أهداف مدنية، قائلًا: إن العمليات العسكرية الروسية تهدف إلى "إنقاذ شعب كامل يتعرَّض للقمع".
وجدَّد المشرع الروسي، اتهام أوكرانيا بقمع من يتحدثون الروسية في إقليم دونباس، فهل هي عتاد عسكري قوي حتى يجري التعامل معها على هذا النحو.
وأضاف سلوتسكي، أن الضربات التي شنتها روسيا يوم الإثنين، على عدد من مناطق أوكرانيا كانت ردًّا على الهجمات الأوكرانية على الجسر الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم.
وعند إطلاق العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، قالت موسكو: إن هدفها هو نزع سلاح أوكرانيا وتخليص البلاد مما وصفته بـ"النازية".
وحاول الجيش الروسي في بداية الحرب الاقتراب من العاصمة كييف فتقدم إلى مشارفها، وقيل وقتها إنه كان يسعى لتغيير النظام السياسي، لكنه جوبه بـ"مقاومة" اضطرته إلى الانسحاب.
وفي مرحلة ثانية من الحرب، قررت روسيا التركيز على مناطقَ في شرق وجنوب أوكرانيا، فصارت العاصمة كييف أكثر أماًنا حتى إن سفارات أجنبية عادت لفتح أبوابها، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية.
لكن "هجوم الجسر" الذي وقع، مؤخرًا، شكَّل علامة فارقة، بحسب خبراء، لأنه اضطر روسيا لأن توسع نطاق الهجوم، لأجل الرد على الجيش الأوكراني الذي يبدو أنه استفاد من تركيز عملياته القتالية في نقاط محددة من الشرق والجنوب.
وأمطرت روسيا المدن الأوكرانية بصواريخ كروز أمس الإثنين في أوسع الهجمات الجوية نطاقًا التي تشنها منذ بداية الحرب، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن مساحات واسعة، وهو ما وصفته الولايات المتحدة "بضربات مروعة".
وضربت الصواريخ تقاطعات طرق رئيسية ومتنزهات ومواقع سياحية في وسط مدينة كييف بكثافة.
كما وردت تقارير عن انفجارات في لفيف وترنوبل وزيتومير في غرب أوكرانيا، ودنيبرو وكريمنشوك في وسط البلاد، وزابوريجيا في الجنوب، وخاركيف في الشرق.
وقال مسئولون أوكرانيون: إن عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات، كما انقطعت الكهرباء عن مساحات واسعة من البلاد.