انطلقت فعاليات اليوم الثالث فى الأسبوع الدعوى ب مسجد الإمام الحسين عنه بالقاهرة، تحت عنوان: "النبى القدوة صلى الله عليه وسلم فى بيته وحياته"، حاضر فيها الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ أحمد دسوقى مكى إمام وخطيب مسجد الحسين.
وقدم لها عماد عطية المذيع بالتلفزيون، وكان فيها القارئ الشيخ أحمد تميم المراغى قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد الجزار مبتهلا، وبحضور الدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة.
وفى كلمته، قدم الشيخ خالد الجندى الشكر لوزير الأوقاف مؤكدًا أنه أعاد للمساجد هيبتها وللعلماء مكانتهم وللدعوة ريادتها، كما أكد أن النبى صلى الله عليه وسلم هو المخلوق الوحيد فى الكون الذى إذا ذكرته ذكرت الله عز وجل قال سبحانه: "لَّقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرجُواْ اللَّهَ واليَومَ الأخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا".
وأشار إلى أن القرآن الكريم أمرنا بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم قال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيهِ وَسَلِّمُواْ تَسلِيمًا"، مبينًا أن المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أَخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم عنده فى الملأ الأعلى بأَنه يثنى عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ المقربين، وأَن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر سبحانه أَهل الْعالم السفلى بِالصلاة وَالتسليم عَلَيهِ، لِيَجْتَمِعَ الثناءَ عليه من أهل العالمين: العلوى وَالسفلى جميعا.
كما بين أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مثالا يقتدى به فى بيته يعمل فى بيته ما يوحى إليه يقول سبحانه: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى إِن هُوَ إِلَّا وَحى يُوحَى عَلَّمَه شَدِيدُ القُوَى" كما بين أن صلاح البيوت فى التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، مختتما حديثه بأن النبى صلى الله عليه وسلم قاد بيته قيادة حكيمة وخاصة فى الأزمات، وأن النبى صلى الله عليه وسلم عالج قضايا الأمة فى جميع النواحى بأخلاقه.
وفى كلمته قدم الشيخ أحمد دسوقى مكى الشكر للدكتور محمد مختار جمعة على هذا اللقاء الدعوي، مشيرًا إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة فى تعامله مع أهل بيته يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، مبينا أن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم على الرحمة مع أهل بيته ومع جيرانه ومع الأطفال فعن أَبى هُرَيْرَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِى جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِى عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: "مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ"، كما بين أنه كان يتعامل بالتواضع مع أهل بيته تقول السيدة عائشة رضى الله عنها حينما سئلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ" كما قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِى بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَمَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ؛ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ".
واختتم حديثه بأن من واجبنا أن نقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم وأن البيت العامر بالإيمان يقاس بمدى التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم.