صرح المتحدث باسم
مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، بأن
الولايات المتحدة لم تر أي مؤشر على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان سيستخدم الأسلحة النووية وسط العملية العسكرية في أوكرانيا، لكن التعليقات الأخيرة تجعل ذلك "ضروريًا" بالنسبة
الولايات المتحدة لمراقبة الوضع.
وقال المتحدث الأمريكي -في تصريحات أوردتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية- "لم نر أي مؤشر، لا شيء يخبرنا أن بوتين اتخذ قرارًا باستخدام الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل على الإطلاق داخل أوكرانيا، ولم نر أي مؤشر على أن الجهاز الروسي يحرك أي شيء للتحضير لهذا النوع من القرار".
وأكد أن معلوماته تستند إلى مراقبة
الولايات المتحدة لقدرات بوتين، وهو ما فعلته منذ بداية الصراع. بالإضافة إلى ذلك، قال إن
الولايات المتحدة لم تر أي شيء من شأنه أن يجعلها تغير موقف الردع الاستراتيجي للدفاع عن نفسها أو الحلفاء والشركاء.
وتصاعدت التساؤلات حول استخدام بوتين للأسلحة النووية منذ أن قال الرئيس الروسي إن موسكو مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن أي من أراضيها، واتهم
الولايات المتحدة وحلفائها الشهر الماضي بـ "الابتزاز النووي".
وحول ذلك، قال كيربي "من الواضح أننا نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لقد علق الآن أكثر من مرة، في الأسبوع الماضي فقط أو نحو ذلك، ونعلم أنه يعرف أن جيشه يتعرض لضغوط متزايدة داخل أوكرانيا. لذلك، نعتقد أن كل ذلك يحتم علينا الاستمرار في مراقبة تلك القدرات بأفضل ما نستطيع. ونحن نفعل ذلك".
وأكد أن
الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع روسيا، ولن ترسل قوات أمريكية للقتال داخل أوكرانيا وأن "لا أحد يريد أن يرى هذه الحرب تتصاعد إلى المجال النووي".
وحذر الرئيس الأمركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، من أن بوتين "لا يمزح" في إشاراته إلى استخدام الأسلحة النووية، قائلاً إن روسيا ستستخدم مثل هذه الأسلحة لأن جيشه "كما يمكن القول، هو أداء ضعيف بشكل كبير".
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن هناك معتد واحد في الحرب على أوكرانيا وهو روسيا وشخص واحد يمكنه وقف هذه الحرب وهو فلاديمير بوتين.
وأوضح المتحدث -حسبما أفادت قناة "الحرة" الأمريكية اليوم الثلاثاء- أن توقيت إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف استعداد روسيا للحوار مع الغرب بشأن أوكرانيا ملحوظ كونه يترافق مع قصف روسي على المدن ولا نرى هذا العرض جديا وبناء.
وقال إن لدينا علاقة مع السعودية تخدم مصالحنا ومنذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذنا خطوات لتغيير العلاقات مع الرياض، وأضاف أن "موقفنا هو أن إمداد النفط يجب أن يساوي حاجة السوق وكان لدى أوبك الفرصة للقيام بذلك ولكنهم اختاروا ألا يقوموا بذلك ووقفوا إلى جانب روسيا وكان هذا القرار مخيب للآمال ولن يعمل لصالح أوبك وأعضائها".
في سياق متصل، التقى قادة مجموعة الدول الصناعية السبع، اليوم، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ساعات من شن روسيا أحدث وابل من الضربات ضد البلاد، متعهدين بمحاسبة الكرملين إذا نفذ تهديداته باستخدام الأسلحة النووية.
وقال القادة في بيان مشترك عقب الاجتماع، أورده موقع البيت الأبيض: "نأسف لخطوات التصعيد الروسية المتعمدة، بما في ذلك التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط والخطاب النووي غير المسؤول، مما يعرض السلام والأمن العالميين للخطر".
وأضاف البيان "نعيد التأكيد على أن أي استخدام روسي لأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية سيقابل بعواقب وخيمة".
وتوعد القادة، الذين فرضوا جولات متعددة من العقوبات ضد روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية في فبراير الماضي، بمواصلة دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً مع الإعراب في الوقت نفسه عن استعدادهم للتوصل إلى اتفاق سلام.
وتابع البيان "بهدف التوصل إلى تسوية سلمية قابلة للحياة بعد الحرب، ونظل على استعداد للتوصل إلى ترتيبات مع البلدان والمؤسسات المهتمة وأوكرانيا بشأن الأمن المستدام والالتزامات الأخرى لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وتأمين مستقبلها الحر والديمقراطي وردع العدوان الروسي في المستقبل قال القادة.
وأوضح القادة -في بيانهم- أن العملية العسكرية الروسية انتهكت مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأدانوا سلسلة من الإجراءات الروسية الأخيرة وطالبوا بوتين بسحب جميع القوات والمعدات العسكرية من أوكرانيا دون قيد أو شرط.
وقال القادة عن الضربات الأخيرة: "إننا ندين هذه الهجمات بأشد العبارات الممكنة ونذكر أن الهجمات العشوائية على السكان المدنيين الأبرياء تشكل جريمة حرب، سنحاسب الرئيس بوتين والمسؤولين عنه"، وأضافوا "نكرر رسميًا أننا لن نعترف أبدًا بالضم غير القانوني أو الاستفتاءات الزائفة التي تستخدمها روسيا لتبريرها".
كما انتقد زعماء مجموعة السبع إعلان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أمس، أن بلاده ستشكل قوة عسكرية مشتركة مع روسيا ستنتشر على الحدود الغربية للبلاد بالقرب من أوكرانيا.
وأشار القادة كذلك إلى أنهم انزعجوا من التسريبات في خطي أنابيب نورد ستريم، اللذين يمتدان من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، قائلين إنهما عانوا من "أضرار متعمدة"، وعلى الرغم من أنهم لم يلقوا باللوم صراحة على روسيا في التفجيرات، ورحب البيان بالتحقيقات الجارية في الحادث.
وكتب القادة: "لقد فرضنا وسوف نستمر في فرض المزيد من التكاليف الاقتصادية على روسيا، بما في ذلك على الأفراد والكيانات - داخل روسيا وخارجها - لتوفير الدعم السياسي أو الاقتصادي لمحاولات روسيا غير القانونية لتغيير وضع الأراضي الأوكرانية".