تشهد الحرب بين روسيا وأوكرانيا تعقدا يوما بعد يوم على المستوى الدبلوماسية المتعلق بتصريحات قادة روسيا وأوروبا وأمريكا، أما الأوضاع العسكرية على الأرض، فتشهد منذ أسبوعين تواترا في الأدوار العسكرية من كر وفر بين قوات الجيش الروسي ونظيره الأوكراني، فمنذ أسبوعين كانت القوات الأوكرانية تتقدم حتى أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تحرير 2700 كم متر من أراضي دونباس.
وبعدها بأيام، شهدت روسيا عدة عمليات عسكرية متفرقة من تفجير جسر القرم، واستهداف بعض المناطق النووية بالقرب من محطة كورسك، ومحطة زابوريجيا، هذا ما دفع روسيا لاستهداف أكثر من 30% من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، حسب ما صرح به جيرمان جالوشينكو، وزير الطاقة الأوكراني، موضحا أن الضربات الصاروخية الروسية استمرت يوميا مستهدفة البنية التحتية للطاقة، ودعا أوروبا لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي.
أما الجيش الأوكراني، فقد رد الهجوم على روسيا، أمس الجمعة، حيث قصف مقاطعة بيلجورود الروسية، حسب تصريحات حاكم بيلجورود فياتشيسلاف جلادكوف، والذي أكد أن القصف الأوكراني استهدف محطة الطاقة الكهربائية في المقاطعة لتنقطع الخدمة.
على الأرض، كشفت وزارة الدفاع البريطانية، عبر نشرتها الاستخباراتية، الخميس الماضي، عن خريطة تموضع القوات الروسية والأوكرانيا، حيث أوضحت أن قوات مدعومة روسيا حققت تقدما تكتيكيا في الـ 3 أيام الأخيرة نحو وسط بلدة باخموت الاستراتيجية في منطقة دونيتسك، ومن المرجح أن تتوغل في القرى جنوبي البلدة، حيث تقع باخموت على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.
وأوضحت الدفاع البريطانية، أن القوات الأوكرانية أيضا أحرزت تقدما وحررت 502 منطقة سكنية في شمال خاركيف، بعدما تقدمت الشهر الماضي، في عمق الخطوط الروسية، حيث تم تحرير 43 منطقة في إقليم دونيتسك و7 في لوجانسك.
وأكدت أن الأراضي الأوكرانية المحررة زادت بشكل ملحوظ، بالتزامن مع إعلان موسكو ضم 4 أقاليم أوكرانيا إلى أراضيها، وهي خيرسون ودونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا، أواخر سبتمبر الماضي، مع تقدم هجوم مضاد شنته القوات الأوكرانية في الشمال الشرقي والشرق والجنوب.
وفيما يتعلق بمستقبل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن تحركات والتصريحات الأخيرة الصادرة عن موسكو تكشف لنا نواياها، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، الجمعة، أن التعبئة الجزئية التي أعلن عنها في سبتمبر الماضي سوف تنتهي خلال أسبوعين.
وأكد بوتين، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الكازاخية أستانا أمس، أنه حتى الآن تم استدعاء 220 ألفا من قوات الاحتياط من أصل 300 ألف يشملهم قرار التعبئة العسكرية الجزئية، موضحا أنه لا يرى أن هناك حاجة لتوسيع نطاق التعبئة الجزئية في المستقبل، وذلك لأن تقرير الدفاع الروسية الأولي كان أقل ولم يشمل 300 ألف مقاتل، كما أنه لا توجد خطط إضافية، ولا مقترحات بهذا الشأن في المستقبل القريب.
إلى جانب إعلان التعبئة الجزئية، بالتزامن مع استعادة أوكرانيا كثيرا من المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الروسي، حسب تقرير الدفاع البريطانية الذي سبق الإشارة إليه، أعلنت روسيا في بداية الأسبوع الماضي، عن تعيين سيرجي سوروفيكين قائدا عاما جديدا للعمليات في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذا الجنرال قد لعب دورا في عمليات موسكو في سوريا.
وتشير التقارير الإعلامية عن الجنرال الجديد، إلى أنه قريب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس لديه أي طموحات سياسية، كما يؤكد محللون أنه من غير المرجح أن يغير الطريقة التي تنفذ بها روسيا الحرب، ولكن كان هناك استياء من الكرملين من عمليات القيادة السابقة.
في ظل كل التحركات الروسية تجاه العمليات العسكرية في أوكرانيا ومحاولات تنشيطها بتغير قائدها والاستهداف الصاروخي واستدعاء الاحتياط، يتحرك الغرب أيضا لمساعدة أوكرانيا، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية والبنتاجون، أمس الجمعة، عن إرسال مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا.
وتتضمن المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، حسب رويترز، ذخائر ومركبات، دون أن تشمل دفاعات جوية أو قدرات جديدة، فيما أكد البنتاجون في بيانه، أن حزمة المساعدات تتضمن مزيدا من الذخائر لمنظومة راجمات الصواريخ "هيمارس"، وتشمل أيضا أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ "هارم" المضادة للإشعاعات والرادارات، ومعدات طبية.
وترفع هذه المساعدة قيمة إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا إلى 18.3 مليار دولار منذ تسلم إدارة الرئيس جو بايدن السلطة مطلع عام 2021.