منع الضرب بالمدارس.. ضرورة ملحة

منع الضرب بالمدارس.. ضرورة ملحةبهاء زيتون

الرأى17-10-2022 | 08:29

كشفت واقعة وفاة الطفلة "بسملة أسامة" (9 سنوات) التلميذة بالصف الرابع الإبتدائى بمدرسة السنبلاوين بالدقهلية بسبب قيام مُدرّس اللغة العربية بضربها "بخشبة" على رأسها لأنها أخطأت فى الإملاء، مما أدى إلى إصابتها بالإغماء ونزيف حاد بالمخ.. وبسؤال النيابة لزملائها التلاميذ بالفصل.. أكدوا الواقعة.. وأكدوا أيضا أن المُدرّس المتهم دائم إحراز "عصا خشبية" أثاء التدريس لهم (!!).. هذه الواقعة المؤلمة كشفت عن ضرورة تأهيل المعلمين نفسيًا وخاصة الذين يقومون بالتدريس لتلاميذ المرحلة الإبتدائية ، كما كشفت عن ضرورة أن تكون هناك وقفة حازمة وحاسمة بمنع الضرب بالمدارس "من هنا ورايح".

والحقيقة أن الأسبوعين الأولين، العام الدراسى الحالى، قد شهدا العديد من التجاوزات لبعض المعلمين تجاه تلاميذ صغار "أطفال" لم تتجاوز أعمارهم 9 و10 سنوات سواء باستخدام الضرب المبرح أو القيام بالتوبيخ والتنمر.. وقد وصلنى الكثير من الشكاوى من أولياء الأمور فى هذا الشأن.. ففى إحدى المدارس الخاصة بطنطا قامت معلمة بتوبيخ تلميذة (7 سنوات) بالصف الثانى الإبتدائى و"تذنيبها" فى الشمس عقابا لها لأن خطها (مش حلو) والذى تصادف أن حرارة الشمس كانت فى قمة ذروتها فى ذلك اليوم.. وأيضا فى إحدى المدارس الأنفوشى الرسمية للغات بالإسكندرية قام أحد المدرسين بشد تلميذ بالصف الخامس الإبتدائى (10 سنوات) من شعره وضربه "بالشلاليت" بحجة الشقاوة رغم أنه تلميذ متفوق ومن الأوائل بالمدرسة.. وغيرها من التجاوزات التى لا تصدر إلا من أشخاص غير أسوياء، وتنم عن وجود خلل نفسى فى شخصية هذا المعلم وخاصة أن هناك الكثير من الوسائل التربوية للعقاب مثل حرمان التلميذ من نزول الفسحة أو استدعاء ولى الأمر أو استخدام درجات السلوك وغيرها.

والواقع أن استخدام الضرب داخل المدارس أسلوب قد عفا عليه الزمن.. لما له من أضرار جسيمة على نفسية الطفل حيث تجعل التلاميذ يكرهون المدرسة ويقتل الموهبة ويتسبب أيضا فى تخريج أجيال خانعة جبانة.. وهذا لا يتمشى مع الجمهورية الجديدة التى يقوم ببنائها الرئيس السيسي ولا تتناسب مع بناء الإنسان.

وأعتقد أن هذا لا يرضى الرجل التربوى د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم.. والمفروض أن تكون للإدارات التعليمية دورًا فى مواجهة مثل هذه التجاوزات ومتابعة المدرسين بالمدارس وعدم التهاون مع أى عنف بدنى يصدر من معلم تجاه تلميذ صغير مهما كانت الأسباب والمبررات والحجج.

وللعلم أن احترام التلميذ للمعلم لا يأتى باستخدام العنف ولكن يكون بحسن أداء المعلم واحتوائه للتلميذ، فالمعلم فى الفصل بمثابة الأب أو الأم.. وعلى المعلمين أن يعلموا أن الآباء قد تركوا لهم أبنائهم الصغار أمانة فى أعناقهم.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2