سلطت دراسة حديثة الضوء على العلاقات المصرية الهندية فى ضوء زيارة وزير الخارجية الهندى إلى مصر، حيث أشارت إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التي تمتد جغرافيتها بين قارتي أفريقيا وآسيا، مما أوجد نوع من السعي الدؤوب للقاهرة لتنويع علاقاتها وتعزيز تعاونها مع الدول الآسيوية لما تمثله هذه الدول من نماذج اقتصادية ناجحة استطاعت فرض نفسها على الساحة الدولية عن طريق زيادة الإنتاجية الذاتية، إضافة لكون مصر تمتلك جذورًا ترتبط بالهوية وتحتم عليها التوجه ناحية الشرق في آسيا.
في هذا السياق، انطلق يوم السبت الماضى اجتماع على مستوى وزراء خارجية مصر والهند في القاهرة في زيارة تعد الأولى من نوعها لوزير الخارجية الهندي “أمنيام جايشكنار” إلى مصر، الزيارة التي شهدت في يومها الثاني استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية الهندي عكست عمق العلاقات بين البلدين اللذان يبنيان سياساتهما الخارجية وفقًا للالتزام بمبدأ الحياد.
علاوة على أن القاهرة تنظر لنيودلهي باعتبارها عاصمة لإحدى أعرق الأمم تاريخيًا على مستوى العالم، مع استمرار إسهاماتها الكبيرة في محطيها الإقليمي والدولي، في الوقت الذي تستهدف فيه الهند الوصول بعلاقاتها مع مصر لمستوى الشراكة الاستراتيجية، كون القاهرة تمثل ركيزة استقرار في منطقة الشرق الأوسط وبوابة عبور للهند لتعميق علاقاتها مع القارة الأفريقية، وهو ما يدفع البلدين لتنويع العلاقات على أصعدة مختلفة والوصول بها إلى مستوى من الشراكة الاستراتيجية تضمن مصالح البلدين.