كشفت دراسة جديدة أن المستويات المرتفعة من الجليفوسات كانت مرتبطة بانخفاض الوزن عند الولادة، وقد تؤدى أيضًا إلى ارتفاع مخاطر دخول وحدة العناية المركزة لحديثى الولادة.
الجليفوسات يعتبر من أكثر المواد المستخدمة فى مبيدات الأعشاب الضارة، وهو من عبارة عن مادة كيماوية تدخل فى تركيب المبيدات التى تقضى على الأعشاب الضارة فقط دون التأثير على المحاصيل. ولهذا يتم استخدامها بشكل واسع منذ سبعينات القرن الماضى، ولكن مع الاستخادم المكثف تقل فعاليته ضد بعض الأعشاب التى تصبح مقاومة له ولا تتأثر به، ما يدفع المزارعين إلى زيادة كمية المبيد، وهو ما يزيد من مخاطره الصحية.
وأظهرت دراسات سابقة أن الناس يمكن أن يتعرضوا لـ الجليفوسات فى جميع الأطعمة التى يتناولونها، حتى المعلبة أو الأطعمة العضوية.
هذه هى الدراسة الثانية على نطاق صغير التى أجراها الباحثون بنتائج مهمة، وكانت الدراسة السابقة التى أجراها الفريق، والتى نُشرت فى عام 2018، أول دراسة تؤكد وجود الجليفوسات فى 93% من حالات الحمل التى وجدت ارتباطات مع فترات الحمل القصيرة. كما أكدت دراسات حديثة أخرى نتائجها.
قال بول وينشستر، أستاذ طب الأطفال السريرى والمؤلف الرئيسى للدراسة: "التعرض للمبيدات الحشرية أثناء الحمل، خاصة فى بداية الحمل، يمكن أن يطبع الحمض النووى ويغير التعبير الجينى.. ولكن لا يُعرف الكثير عن كيفية تأثير هذه المواد الكيميائية على نمو الجنين لدى البشر".
على مدار عدة سنوات، لاحظ الباحثون مجموعة من 187 امرأة حامل فى إنديانا، وجمعوا عينات البول فى الأشهر الثلاثة الأولى من حملهن. تم اكتشاف الجليفوسات فى بول جميع النساء باستثناء واحدة.
وأوضح وينشستر أن الدراسات السابقة أظهرت مجموعة متنوعة من الآثار السلبية للتعرض للمبيدات الحشرية فى نماذج حيوانية، لكن لا يُعرف الكثير عن التأثير على نمو الجنين لدى البشر.
وأضاف وينشستر: "بصفتى طبيبًا لحديثى الولادة، أرى المزيد والمزيد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل مثل انخفاض الوزن عند الولادة وكذلك الأمهات اللاتى يعانين من مشاكل مثل السمنة أو سكرى الحمل.. نحن بحاجة إلى مواصلة دراسة مبيدات الأعشاب هذه على المدى الطويل لمعرفة كيف يمكن أن تسبب هذه المشكلات وما يمكننا القيام به لمنعها".
يأمل الباحثون فى دراسة التعرض للجليفوسات فى مجموعة أكبر من النساء الحوامل بمرور الوقت.