​الحرب الأوكرانية الروسية ونذر خراب العالم

​الحرب الأوكرانية الروسية ونذر خراب العالمحسن زعفان

الرأى19-10-2022 | 10:52

الصراع المسلح بين روسيا وأوكرانيا كان له بعد عالمى منذ بداية دخول الجيش الروسى إلى الأراضى الأوكرانية، فقد انتقلت نذر الخطر إلى أوروبا، منذ اللحظة الأولى، وأصبح حلف الناتو بزعامة أمريكا يجهز لحرب قد تطول بهدف هزيمة روسيا، والحقيقة أن هذا الهدف لن يتحقق أبدا، ببساطة شديدة إن روسيا لن تقبل بالهزيمة حتى ولو استخدمت السلاح النووي، بل أن مجرد انتقال الحرب ولو مجرد قصف داخل الحدود الروسية سيقابل برد عنيف ومركز من الترسانة النووية الروسية، والتى بها أكبر مخزون من السلاح النووى فى العالم.. فهل تتح مل أمريكا وأوروبا حربا مدمرة لن يكون فيها منتصر، وإنما الكل مهزوم.. وهل تقبل أوروبا أن يباد شعبها وتندثر حضارتها من أجل أوكرانيا؟، أم أن الأمر أكبر وأعقد من ذلك بكثير؟! هذه أسئلة لا يستطيع أحد الإجابة عنها بدقة، وإنما كلها تكهنات وتوقعات، خاصة أن الأهداف المعلنة لهذه الحرب ليست هى الحقيقة التى من أجلها نشب الصراع، فمن غير المعقول أن تدخل أوروبا حربًا مدمرة من أجل أوكرانيا، رغم علم الجميع أن أوكرانيا هي أرخص طرف فى الصراع يمكن التضحية به، وبذلك يتأكد للجميع أيضا أن الأهداف لدى أوروبا وحلف الناتو هو تركيع روسيا أو على الأقل إضعافها وإرغامها على الانصياع لمتطلبات سيادة حلف الناتو على كافة أراضى الدول التى انفصلت عن الاتحاد السوفيتى السابق، لكن ما لا يدركه الغرب أو أنهم يتجاهلون عن عمد أن بوتين ليس جورباتشيف الذى قدم الاتحاد السوفيتى للغرب على طبق من ذهب دون أن يحصل على أي مكاسب تذكر، وإنما ساعد على تفكيك الاتحاد السوفيتى لصالح أمريكا والغرب (يعنى هزيمة الاتحاد السوفيتى دون حرب)، لكن الغرب يعلم ويتجاهل فى الوقت نفسه أن بوتين الذى يسعى لعودة الاتحاد الروسى ليكون قوة كبرى وينتقم من الذين ساعدوا فى تفكيك الاتحاد السوفيتى وخاصة حلف الناتو وأن هذا الهدف هو الأسمى والحلم الأول لروسيا بزعامة بوتين ودونه الفناء، فالغرب يعلم تمام العلم أن بوتين لا يهدد، وإنما يحذر وأن استراتيجية حافة الهاوية قد تجاوزها بوتين بعد تحريك وتجهيز السلاح النووى ونقل صواريخ بعيدة المدى إلى أماكن تنفيذ العمليات، فهل يستمر الغرب فى التصعيد إلى أن تحدث الكارثة، والتي بعدها لن يكون هناك جنس أوروبى بعد أن تنطلق الحرب النووية والتى ستأكل كل القارة العجوز ونصف أمريكا ونصف روسيا، وربما تمتد لتدخل الصين وتايوان وكوريا الشمالية والجنوبية واليابان والهند فى هذا الصراع من أجل الفناء.. فناء العالم؟

فهل ينتصر صوت العقل ونتجنب ويلات حرب عالمية نووية؟! أم أن أصحاب القرار قد فقدوا عقولهم!!؟

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2