نحتفل هذه الأيام بانتصارنا فى أكتوبر ٧٣ وبهذه المناسبة أود إلقاء الضوء على دور القوات الجوية فى تحقيق هذا الانتصار خاصة أن عيد القوات الجوية فى ١٤من الشهر الحالي.. فقد أعادت القوات الجوية بناء نفسها من جديد خلال الفترة من يونيو ٦٧ وحتى أكتوبر ٧٣ وهي فترة حرب الاستنزاف التي تخللها الكثير من الاشتباكات الجوية ومنها اكتسبنا خبرات عملية عن القتال الجوي.. وظهر أيضا أننا نحتاج لأساليب جديدة وتعلم فنون القتال الجوي بحرفية أكثر.. مما أدى إلى تطوير القوات الجوية لأسلحتها وأساليب القتال الجوي المتلاحم وتخطيط وتنفيذ كمائن جوية تسببت فى إسقاط العديد من طائرات العدو..
استطعنا أيضا تطوير أساليب التدريب لطياري القتال حتى أصبحوا جاهزين لتنفيذ جميع المهام القتالية بكفاءة عالية..
وعلى سبيل المثال كطيار ميج٢١ لمدة ٢٢عامًا أحب التنويه أن تعليمات استخدام الطائرة كانت تمنع القيام بأى مناورات قتالية على سرعة أقل من ٤٠٠ كم/ساعة لأنها ستتعرض للانهيار الحلزونى من الصعب الخروج منه وفى هذه الحالة يجب استخدام كرسى القذف وترك الطائرة ولكن ما حدث أن سافر مجموعة من الطيارين عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة بقيادة اللواء عبد العزيز بدر مدرسي وأستاذي على الميج ٢١، سافروا إلى إحدى الدول العربية الشقيقة وتدربوا على الطيران والقيام بمناورات قتالية على سرعات أقل بكثير بل تصل إلى سرعة ١٠٠ كم/ ساعة أو أقل..
عادت هذه المجموعة ونقلوا هذه الخبرة لكل طياري الميج٢١، وأصبحت الآن المناورات القتالية على هذه السرعات المنخفضة تعطي طيارى الميج ٢١ الثقة الكاملة فى قتال الميراج الإسرائيلية بقوة ودون اعتبار لانخفاض السرعة ومنعت الأفضلية التى كانت تتمتع بها الميراج نتيجة كبر حجم مساحة أجنحتها..
كان استخدام الميج٢١ فى القتال الجوى وبمناورات قتالية على هذه السرعات مفاجأة كبيرة ضد طيران العدو حققته القوات الجوية وتغلبت به على الميراج المعادية، وأسهم فى تحقيق انتصار قواتنا المسلحة العظيم فى أكتوبر ٧٣.