الملك آى "الأسرة ١٨ – الدولة الحديثة"

الملك آى "الأسرة ١٨ – الدولة الحديثة"مروة محمود التوني

الرأى19-10-2022 | 12:55

تولى الملك آى حكم البلاد بعد وفاة الملك توت عنخ آمون وكنا قد ذكرنا من قبل أنه قد عاصر الملك أخناتون وأخيه سمنخ كا رع وولده توت عنخ آمون كملوكا لمصر وقام باعتلاء عرش البلاد بعد وفاة الأخير ولقب نفسه بلقب والد الآلة ولكنه أاكد مدى أحقيته باعتلاء العرش أمام الشعب بعد زواجه من أرملة توت عنخ آمون الملكة عنخس ن آمون على الرغم تصويره و زوجته تى بوصفها الملكة إلا أن هناك خاتم يحمل اسمه واسم أرملة توت عنخ آمون معا ونعتقد أن عنخس ن آمون هى التى شكلت درع الحماية له أمام منافسه حورمحب الذى كان يتنافس معه على اعتلاء العرش وبموت الملكة عنخس ن آمون فقد الملك آى الحماية فلقب والد الآله لم يكن كافية لاستحقاقه العرش أمام حورمحب مما جعل حور محب يقوم بثورة ضده ليعتلى هو عرش البلاد بعدما خلعه عن العرش، لم يستمر حكم الملك آى غير حوالى أربعة سنوات تقريبا .


لم تظل آثار للملك آى شاهدة على أعماله التى قام بها، فقد تم محو اسمه من عليها ولم يتبقي لنا من ألقابه غير لقب الفارس الذى حصل عليه قبل أن يكون ملكا مما يدل على انخراطه فى الجندية وهو شاب كما عثر على لقب مدير المبانى فى إحدى اللوحات بالمتحف المصري التى تنسب لعهد أخناتون ، لكن لم يتم العثور على القاب أو مناصب قام بتوليها فى عهد توت عنخ آمون ، إلا أن هناك بعض الدلائل التى تشير إلى وجود وزيرين فى عهد توت عنخ آمون هما الوزير آى والوزير حور محب ، تزوج من زوجته تى التى كانت مرضعة الملكة نفرتيتى وصاحبته أثناء اعتلائه عرش البلاد وكانت هى الملكة قبل زواجه من أرملة توت عنخ آمون لتدعيم ملكه ولينسب نفسه للأسرة المالكة بهذا الزواج .

لا ننسي دوره بأنه قام باصطحاب نفرتيتي وتوت عنخ آمون إلى طيبة استرضاء لكهنة آمون وقوفا أمام سمنخ كارع وإخناتون وتدعيم توت عنخ آمون حتى وصوله العرش كما ذكرنا سابقا ولقد كان الملك آى من القلائل الذين بقوا فى مناصبهم خلال فترة الانقلاب التى حدثت بسبب الثورة الدينية التى أحدثها اخناتون وقد كان دعمه لتوت عنخ أمون هو واتباعه هو أهم أسباب وصوله للعرش ، كما أنه قد لعب دورا فى عودة البلاد إلى تعدد الأرباب والقضاء على عبادة آتون منفردا فى مصر رغم انه كان فى البداية من اشد المعضدين لاخناتون وثورته الدينية ، كما يعتقد أنه وراء تغيير اسم توت عنخ آتون الى توت عنخ آمون كما ذكرنا من قبل .

ونرى من خلال ما تقدم كيف ان الملك آى كان يتمتع بالذكاء الشديد والفطنة التى مكنته من اعتلاء العرش رغم كون دماءه غير ملكية، والوقوف أمام حور محب بعدما أوكل إليه قيادة الجيش وهى أعلى المراتب فى زمن الملك توت عنخ آمون اعتقادا منه أنه بذلك قد ضمن ولاء حور محب له وضمان أيضا بعدم تطلعه لمنافسته على حكم البلاد فى حال انفراده بالحكم مما دعى البعض لاعتقاد أن الوزير آى قد كان يتآمر على قتل توت عنخ آمون أو ربما أنه قد فعل ، كما وجدت رسالة بعثتها (أرملة توت عنخ أمون) إلى ملك الحيثيين تطلب منه إرسال أحد أبنائه لغرض الزواج بها بعد موت زوجها وقام ملك الحيثيين بارسال أحد أبناه كي يتزوجها ولكنه مات قبل أن يصل لمصر وهناك اعتقاد أنه تم اغتياله بتدبير من الوزير آي الذي يخطط للاستيلاء على عرش مصر فقام بقتل الفرعون توت عنخ أمون وقتل عريس أرملته.

توفى الملك آى ودفن بمقبرته بوادى الملوك التى تحمل رقم ٢٣ التى تشابهت مع مقبرة توت عنخ آمون من حيث النقوش الى جانب مشاهد رحلات الملك لاصطياد فرس النهر كما حوت تابوت حجرى يحمل نقشا لاسمه لم يتعرض للمحو ، بينما تمت محاولات لمحو اسمه من على جدران مقبرته والتى تعرضت للتخريب على يد حورمحب الذى خلفه فى الحكم .

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2