عرش الدولار يتهدد.. بفعل فاعل

عرش الدولار يتهدد.. بفعل فاعلعرش الدولار يتهدد.. بفعل فاعل

* عاجل14-3-2018 | 13:46

كتبت: بسمة المنزلاوي

جاءت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمونيوم وإقالة وزير الخارجية تيلرسون لتؤثر بدورها في مزيد من التراجع في سعر الدولار ليسجل أقل مستوى له خلال الشهرين الماضيين.

و فقد الدولار الأمريكي  ٢.٦٪ من قيمته منذ بداية العام الحالي كما انخفض بنسبة ١٣٪ مقارنة بباقي العملات الخمس القوية.

وذلك بعد أن كان قد شهد انتعاشة كبيرة بعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات الماضية ووصل في تلك الفترة لأعلى مستوياته منذ ١٤عاما.

التخلي عن سياسة ” الدولارالقوي”

ويأتي ذلك مقصودا من الرئيس الأمريكي وهو ما تؤكده cnn money  في تقريرها مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي يتعمد خفض قيمة العملة الأمريكية في محاولة منه لتشجيع الصادرات وزيادة الدخل القومي وأن سياسة الدولار القوي التي انتهجتها الولايات المتحدة لسنوات طويلة لا تتماشى مع سياسات ترامب الاقتصادية الحالية.

وفِي ظل مخاوف عالمية من أن تهز سياسات الرئيس الأمريكي عرش الدولار اتجهت كثير من الدول إلى تنويع استثماراتها واتباع سياسة عدم وضع البيض في سلة واحدة " سلة الدولار" في ظل مخاوف وتوقعات باهتزاز قيمته

واتجهت دول مثل روسيا والصين إلى التحرر من هيمنة الدولار على معاملاتها التجارية فقامت الصين بتغيير عقود شراء النفط الآجلة لتكون بعملتها الوطنية "اليوان " بدلا من الدولار وهو ما سيكون له تأثير كبير بدوره على العملة الأمريكية كما اتجهت الصين إلى ربط عملتها " اليوان" بالذهب وتعمد دول الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى زيادة احتياطاتها من الذهب لتجنب أي هزات اقتصادية مستقبلية قد يسببها التغيير المفاجئ في سعر العملة الأمريكية.

من جانبها نشرت مجلة الإيكونومست الاقتصادية تحت عنوان هل يعتبر انخفاض الدولار خبر جيد للعالم ؟ the dollar keeps weakening is that good news for the world ?

تؤكد فيه أنه ربما سياسة الدولار الضعيف ستفيد الاقتصاد الأمريكي وترفع من تنافسية الصادرات الأمريكية وهو ما سيكون له أثاره الإيجابية في التوظيف وزيادة الدخل القومي ولكن تتساءل هل يكون الحال كذلك بالنسبة لباقي العالم ؟

تؤكد الدولار الضعيف يرتبط عادة بالانتعاش الاقتصادي في الاقتصاد العالمي وهو ما يفسر أن الأسواق المالية العالمية قد شهدت في بداية عام ٢٠١٨ حالة من الانتعاش.

ويشير إلى أن المستثمرين في الدول النامية قد يفيدهم انخفاض معقول في قيمة الدولار ولكن ليس إنهياره وأن انخفاضه سيعطى الضوء الأخضر لصانع القرار في هذه الدول لخفض معدلات الفائدة ورفع معدلات النمو الاقتصادي.

ولكن كل هذا قد يأتي بنتائج عكسية إذا جاء الانخفاض في قيمة الدولار بصورة كبيرة وسيكون له تأثيرات سلبية عنيفة قد تصل إلى حد أزمة مالية عالمية كتلك التي شهدها العالم في أواخر الثمانينيات.

ماذا يحدث إذا إنهار الدولار؟

تربع الدولار الأمريكي على عرش العملات الدولية لسنوات طويلة منذ طباعة أول دولار في العالم عام ١٩١٤ وبعد أن فقد الاقتصاد البريطاني قوته على أثر الحرب العالمية وبدأ في اقتراض الأموال من الولايات المتحدة.

وبدأت الدول تتخلى عن ربط عملاتها بالذهب وبدأت بربطها بالدولار الأمريكي

وفِي ١٩٤٤ جاءت اتفاقية بريتون وودز والتي قررت عدم ربط العملات العالمية بالذهب ولكن ربطها بالدولار الأمريكي ومنذ ذلك الوقت والدولار متربع على عرش العملات الدولية.

 و في السنوات الأخيرة مع صعود قوى اقتصادية منافسة للاقتصاد الأمريكي وعلى رأسها الصين بدأت التساؤلات حول مدى صمود الدولار الذي حافظ على عرشه ومكانته لسنوات طويلة.

والانهيار المفاجئ للدولار قد يتسبب في أزمة مالية عالمية ستهدد استقرار أسواق المال و البورصات العالمية والخلاصة إن انهيار الدولار لن يكون في مصلحة أحد وإنما سيتسبب بخسائر فادحة لجميع القوى الاقتصادية وللاقتصاد العالمي ككل.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2