شاهد| الفقر يجتاح أمريكا وأوروبا والشعب يلجأ لبنوك الطعام

شاهد| الفقر يجتاح أمريكا وأوروبا والشعب يلجأ لبنوك الطعامالفقر يجتاح أمريكا

عرب وعالم24-10-2022 | 10:52

يوم وراء يوم، يزداد الوضع الاقتصادى العالمى سوءا بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وخصوصا فى أمريكا والقارة العجوز، إذ وصل الأمر إلى لجوء المواطنين ل بنوك الطعام لسد احتياجاتهم بسبب ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم.
هذا ما أكدته التقارير البريطانية، إذ قالت إن وضع بنوك الطعام ازداد صعوبة، لاسيما وأن الضغط بدأ على هذه البنوك بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ ارتفعت تكاليف المعيشة ولاح شبح الركود فى الأفق، مشيرة إلى إطلاق أكبر شبكة ل بنوك الطعام فى بريطانيا نداء طوارئ للحصول على دعم لأنشطتها، محذرة من أقسى شتاء على الإطلاق يواجه فيه عدد متزايد من الناس خطر الجوع فى أزمة متفاقمة لغلاء المعيشة.

أزمة غذاء فى بريطانيا
وقالت منظمة "تراسيل تراست" التى تدعم شبكة تضم 1300 بنك طعام فى أنحاء بريطانيا إنها شهدت زيادة كبيرة فى مستويات اللجوء إليها، مضيفة أن الحصص الغذائية التى وزعتها فى شهرى أغسطس وسبتمبر شهدت زيادة 46 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

الفقر فى أوروبا

وتوقعت المنظمة توزيع 1.3 مليون حصة غذائية فى الأشهر الستة المقبلة، نصف مليون منها موجه للأطفال، مؤكدة فى نفس الوقت أن الطلب يفوق التبرعات للمرة الأولى، مما يعنى أن بنوك الطعام اضطرت إلى شراء المزيد من الطعام بنفسها. وقالت إن هذا لا يساعد على استدامة توفير المساعدات.

من جانبها قالت إيما ريفى، الرئيسة التنفيذية للمنظمة، "فى مواجهة العاصفة الكاملة من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والركود المحتمل التى تدفع الناس إلى هوة أعمق من الفقر، يتسبب ارتفاع كلفة المعيشة فى موجة عاتية من الحاجة لبنوك الطعام".

كذلك، أقر وزير الخارجية البريطانى، جيمس كليفرلى، بأن معدل التضخم خلال شهر سبتمبر الماضى والذى بلغ 10.1 % "مثير للقلق"، لافتا إلى أن العوامل العالمية، مثل الحرب فى أوكرانيا، لعبت دورا فى ارتفاع التضخم، حيث أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وكان لذلك تأثيرا سلبيا على الأسعار.

بنوك الطعام فى أوروبا

ومن بريطانيا إلى أمريكا، بدأ مئات المواطنين التوافد على بنوك الطعام أيضا للحصول على الوجبات، بعدما ارتفعت أسعار السلع الغذائية إلى حد قياسى، فى وقت يكافح فيه المواطنون لتلبية احتياجاتهم الغذائية فى أغلب الولايات.

وكشفت دراسة استقصائية حديثة لمنظمة "Feeding America"، وهى شبكة غير ربحية تضم 200 بنك طعام، أن 155 مخزنًا للطعام أبلغت عن قفزة فى العائلات القادمة للحصول على الوجبات التى تم التبرع بها.

من ناحيتها، قالت تيهما سميث ويلسون، التى تدير مخزنًا للطعام فى بالتيمور: "المواطنون سابقاً كانوا يأتون وهم يطلبون وجبات لهم فقط، ولكن حالياً الطلبات وصلت إلى عائلات بأكملها"، مشيرة إلى أن الزيادة فى عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة من بنوك الطعام تؤدى إلى فرض ضرائب على الموارد الخاصة بالمخازن.

بنوك الطعام فى أوروبا

كذلك قال الأكاديمى الأمريكى، أندرو بويفيلد، فى تصريحات لقناة "سكاى نيوز" الإخبارية، إن "الجوع واقع قاس فى الدول الأكثر ثراء فى العالم حتى أثناء أوقات الازدهار، ولكن الآن ومع خسارة الوظائف وإغلاق الشركات، صار كثير من الأمريكيين يشعرون من خواء ثلاجاتهم".

وأضاف أن "جائحة كورونا والتضخم المتزايد جراء أزمة أوكرانيا والذى ارتفع لأعلى مستوى فى 40 عامًا، قد زادا من الاهتمام بانعدام الأمن الغذائى فى الولايات المتحدة على مدار الفترة الأخيرة خصوصا مع تزايد نسب الأسر ذات الدخل المنخفض رغم الارتفاع فى الإنفاق الفيدرالى".

وكشفت بيانات وزارة العمل، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسى الذى يستثنى الغذاء والطاقة، بنسبة 6.6% عن العام الماضى مسجلًا أعلى مستوى منذ عام 1982، كما صعد مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالى بنسبة 0.4% الشهر الماضى، كذلك ارتفع بنسبة 8.2% مقارنة بالعام السابق.

الفقر يطرق أبواب ألمانيا
الحقيقة أن المشهد فى أمريكا لم يختلف كثيرا فى ألمانيا، إذ قالت تقارير إعلامية، استنادا لوكالة معايير الغذاء، إن "المواطنين الألمان يلجأون إلى بنوك الطعام لتغطية نفقاتهم مع ارتفاع تكاليف المعيشة".

ارتفاع معدلات الفقر فى ألمانيا

ووفقا لمتحدث باسم شبكة بنك الطعام، زاد الطلب على بنوك الطعام فى جميع أنحاء ألمانيا "بشكل ملحوظ" منذ بداية العام وتضاعف فى بعض المناطق، مشيرا إلى أنه بسبب ازدياد معدلات الفقر، أصبحت بنوك الطعام والمنظمات الخيرية الألمانية تواجه صعوبة فى تلبية احتياجات المزيد من الفقراء الذين زاد عددهم على نحو غير مسبوق، ولم تجدى دعوات جمع التبرعات نفعًا فى ألمانيا.

ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن اتحاد بنوك الطعام فى ألمانيا "تافل دويتشلاند"، فقد زادت طلبات الانضمام للحصول على خدمات بنوك الطعام بنسبة 50%، فى 60% من بنوك الطعام البالغ عددها فى ألمانيا 960 بنك طعام، وذلك مقارنة بالعام الماضى. كما أصبحت 30% من بنوك الطعام تستقبل ضعف العدد الذى كانت تستقبله.

ومع تآكل الموارد المالية لأسر الطبقة الوسطى، وارتفاع فواتير الطاقة، تتزايد المخاوف من ارتفاع أعداد الألمان الذين يعيشون تحت خط الفقر خلال العامين 2021 و2022، وكان عددهم وصل إلى 13.8 مليون شخص، بينما يتوقع الخبراء أن هذا الرقم تضاعف حاليًا، أى أكثر من 27 مليون نسمة من إجمالى السكان البالغ عددهم 83 مليون نسمة.

طوابير الجوع فى إسبانيا
وكما هو الحال فى ألمانيا، يتزايد الطلب على بنوك الطعام فى إسبانيا، إذ قال إنريكى سيرانو، وهو متطوع بأحد البنوك، إن أعداد محتاجى المساعدات فى تزايد كبير. مضيفا: "لدينا متوسط زيادة عشرة عائلات فى الأسبوع. بدأنا فى القلق لأن لدينا قيودا كمنظمة".

كذلك قالت نانسى ساجرانو من أمام أحد بنوك الطعام فى مدريد، لموقع "يورو نيوز": "خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تغير وضعنا كثيراً واضطررنا إلى اللجوء إلى هنا بمساعدة الخدمات الاجتماعية".

أضف تعليق