انتشرت فى الآونة الأخيرة الأغنية السينجل أو المنفردة، وأصبحت هى الملاذ الآمن للمطرب بديلا عن الألبوم الكامل الذى أصبح مكلفا للغاية، لاسيما أنه يتعرض لعدة مشاكل ويأتى فى مقدمتها القرصنة، وتسريبها قبل إصدار الألبوم، لذا وجدنا كبار المطربين يتجهون لطرح أغنية كل فترة قصيرة، من خلال قنواتهم الخاصه على مواقع التواصل الإجتماعى لتحقيق أكبر عائد مادى من خلال عدد المشاهدات، أو طرح الألبوم عن طريق «سينجلات» وبعد ذلك يتم طرحه الألبوم كاملا.
ومنهم المطربة أنغام والتى طرحت (لوحة باهتة - عارف قيمتى)، والهضبة عمرو دياب الذى طرح عدة أغانى سينجل هذا الصيف (أنت الحظ - رايقة - كتر من قربك - خلى الحجر ينطق - باريس)، وأيضا المطربة إليسا من خلال أغنية (أنا وبس)، وشاركت المطرب سعد لمجرد فى ديو أغنية «من أول دقيقة»، وسميرة سعيد التى طرحت "كرباج"، حماقى من خلال أغنية (جمالها استثنائى - أدرينالين)، وحسين الجسمى أغنيته "دلع واتدلع"، و تامر حسنى من خلال أغنية "هدلعني"، روبى "نمت ننة"، وغيرها من الاغاني، وفى التحقيق التالى نعرض رأى النقاد والمتخصصين الموسيقيين فى طرح أغنيات عن طريق "السينجل" وليس الألبوم بشكل كامل.
ظاهرة قديمة
وفى البداية، أكد الموسيقار حلمى بكر، أن الأغنية السينجل ليست ظاهرة جديدة، بينما الأصل فى الأغنية أن تكون سينجل، ففى الماضى كان يطرح الفنان عبد الحليم حافظ أغانيه على طريقة السينجل، ولم نرى الألبومات إلا حديثا.
وتابع: كما أن نظام الألبوم الذى يضم عشرة أغنيات أو أكثر، لا يعطى للأغنية حقها ويعرض بعضها للظلم فى الدعاية والانتشار والاستماع إليها، وتظل أغنية أو أكثر هما الأكثر استماعا ورواجا فقط.
وأشار أن الأغنية السينجل بمثابة جسر للتواصل باستمرار مع الجمهور بين الحين والآخر عبر وسائل التواصل المختلفة، لافتا أنها تعد محاولة من المطرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التدنى الفنى السائد، فالمطرب يركز على تكلفة أغنية واحدة خير من ألبوم لا جديد فيه، وهذا ما يعود بنا إلى زمن الفن الجميل عندما كانوا ينتجون أغنية واحدة فى العام، أما حاليا فقد أصبحت هناك أصوات كثيرة، لكن للأسف الألحان رديئة والكلمات أشد رداءة.
واستطرد الملحن حلمى بكر، قائلا: أن الأغنية السينجل تعد مؤشر ومقياس لردود الفعل ومدى تقبل الجمهور لها، كما أن المطرب يقوم بتصويرها بطريقة الفيديو كليب ما يتيح التواصل مع الجمهور عبر الفضائيات والسوشيال ميديا، فتفيده فنيا، مشيرا إلى صغار المطربين الذين يتبعون هذا النهج لما له من مميزات عدة بالنسبة لهم وأولها أن الأغنية المنفردة لا تكلفه مثل الألبوم، وبالتالى لا يحتاج إلى شركات الانتاج واحتكارها الذى يكون مؤذى له.
الحل الأمثل
ومن جانبه، أوضح الناقد الموسيقى أشرف عبد المنعم، أن سوق الكاست تغير، وصار تقديم الاغانى السينجل هو الاكثر رواجا، كما انها تعد الحل الأمثل والمتاح، لتجنب تكلفة الشريط الكامل، والذى قد لا ينجح لأسباب عدة أهمها التعرض لسرقة الألبوم على المواقع الالكترونية فيما يسمى "القرصنة" والتى تسببت خسائر فادحة لعدد من المنتجين، وأيضا قد تكون سببا فى هروب المطربين من شركات الانتاج واحتكارها، لان المطرب فى هذه الحالة يتكلف انتاجها فى الوقت الذى لا يستطيع فيه تكلفة ألبوم كاملا.
وأرجع عبد المنعم، سبب غياب الألبوم إلى انتشار المواقع التى تبث الأغانى لذلك بات من النادر أن تجد من يشترى اسطوانات "سى دي"، مشيراً إلى أن الجمهور أصبح الآن يحمّل الأغانى من المواقع والتطبيقات الذكية.