أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ضرورة أن تكون الجودة منهج حياة، وأن القيادة السياسية تدعم الخطاب الوسطي المستنير، منبها إلى أن منهج المسلم ينطلق من قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف خلال مشاركته في احتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بمناسبة حصولها على شهادة تجديد اعتماد الجودة للمرة الثانية من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اليوم الاثنين، بمركز مؤتمرات الأزهر.
وجرت فعاليات الحفل بحضور الدكتور سلامة جمعة داوود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، والدكتور يوهانسن يحيى عبد رئيس مجلس إدارة هيئة ضمان الجودة، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، والدكتور محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق، وعدد من كبار العلماء وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.
وقدم وزير الأوقاف - في كملته - خالص التحية والتقدير للحضور وعلى رأسهم الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، معربا عن سعادته البالغة بحضور هذا الحفل المهيب الذي يضم عددًا كبيرًا من علماء الأمة، مشيرًا إلى أنه هذا اللقاء يمثل حلقة من حلقات التواصل العلمي والثقافي بين أجيال متعاقبة من الأساتذة.
واقترح وزير الأوقاف، على عميد الكلية تخصيص يوم في كل عام يسمى بيوم الخريجين، يجتمع فيها كل من تخرجوا من هذه الكلية، ولا مانع من دعوة من تخرجوا منها من الخارج وتولوا مناصب مرموقة، فهذا يدعم دور الكلية العلمي والمجتمعي، كون هؤلاء الخريجين قدوة في أماكنهم.
وأشار إلى جهود الوزارة في العناية بالنشء بدءًا من البرنامج الصيفي للطفل والذي تم تطويره إلى البرنامج التثقيفي للطفل خلال فترة الدراسة ويعقد يوم الخميس من كل أسبوع، كما نوه إلى تكثيف الوزارة لعدد من الأنشطة الدعوية بهدف توفير سبل متعددة للتعلم للراغبين في التزود بالعلوم الشرعية واللغوية، منها: افتتاح 34 مركزًا للثقافة الإسلامية، و30 مركزًا لإعداد محفظي القرآن الكريم، وإطلاق الدروس المنهجية، ومجالس الإقراء بالمساجد الكبرى، والتي تجمع بين التعليم والتثقيف العام، ومن خلالها يمكن الحصول على إجازات معتمدة لراغبي طلب العلم، وكذلك إطلاق المنبر الثابت بالتعاون مع الأزهر الشريف، وكذلك مجالس الإفتاء، وفيما يخص المقارئ القرآنية فقد أقامت الوزارة العديد من المقارئ كمقرأة الجمهور، ومقرأة الأئمة والواعظات وأعضاء المقارئ، هذا بالإضافة إلى مقرأة كبار القراء بالروايات المختلفة والقراءات العشر، مؤكدًا أن كل هذه الجهود المبذولة تأتي خدمة لكتاب الله (عز وجل).
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة أننا نواجه التشدد والغلو بنفس القدر الذي نواجه به التسيب والانحراف، في ضوء منهجنا الأزهري الوسطي، ودعم قيادتنا السياسية التي تدعم الخطاب الوسطي المستنير، مشددًا على ضرورة بذل الجهد في طلب العلم.
وخلال الحفل، قام الدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، بإهداء درع الكلية إلى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وذلك تقديرا لجهوده في تجديد الخطاب الديني ونشر الوعي وخدمة المجتمع، وبحضور الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر.
وأشاد الدكتور رمضان حسان بجهود وزير الأوقاف في نشر الوعي وخدمة المجتمع، مؤكدًا أنه أحد أبناء كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وهو أول
عميد منتخب للكلية في تاريخها.
وفي سياق آخر، وفي إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف أقيمت فعاليات اليوم الثاني للأسبوع الثقافي بعشر محافظات، تحت عنوان: "الذكر وأثره في تزكية النفس" بمشاركة نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين مع نخبة من كبار القراء والمبتهلين.
وقد أكد العلماء أن الذكر أحب الكلام إلى الله (عز وجل)، وأن راحة القلوب وسعادتها لا تتحقق إلا بذكر الله (تعالى)، وأن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، فضائلها أكثر من أن تعد أو تحصى، وأن الذكر يكسبُ القلب طمأنينة وإنابة وخشية ورجوعا إلى الله (عز وجل).
وأوضح العلماء أن الذكر مرضاة لله (جل وعلا)، مطردةٌ للشيطان، كما أن ذكر الله مزيلٌ للهموم والغموم، وسببٌ للفرج، وأن عبادة ذكر الله لا يوفق لها إلا من وفقه الله فالذاكر لله له معية خاصة.