الثروة السوداء فى مصر

الثروة السوداء فى مصرشيماء عبدالعزيز

الرأى27-10-2022 | 12:15

- على ما يبدو أن الطبيعة تتصالح مع مصر باكتشافات عدة لما تزخر به البيئة المصرية من كنوز لم تستغل بعد أو بالآحرى لم تكتشف بعد.

- حيث تمتلك مصر موارد طبيعية ضخمة وظلت لسنوات تصدرها ثم تستوردها فى صورة سلع مصنعة مما يكبدها خسائر كبيرة ولهذا اتجهت لتغيير تلك الاستراتيجية بتنفيذ عدد من المصانع للاستفادة من هذه الموارد لخلق قيمة مضافة بشكل أكبر بدلاً من تصدير المنتجات كمادة أولية بما يحقق عوائد إيجابية على الاقتصاد الوطنى.

- ومن بين هذه الموارد "الرمال السوداء" والتى كانت حلماً طوال عقود مضت.

الرمال السوداء فى مصر

- منذ نحو (90) عاماً بدأت مصر فى استغلال الرمال السوداء وكان ذلك فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى على يد مجموعة من الخبراء اليونانيين، لكن فصل معادنها كان يجرى بطريقة بدائية، ثم فى الأربعينيات أنشئت شركة " الرمال السوداء المصرية" ومقرها الإسكندرية واستمرت فى العمل حتى تأميمها فى 1961م وتعثرت فيما بعد وتوقفت الشركة.

- وطوال السنوات الماضية استمرت محاولات استغلال الرمال السوداء فى مصر وتحديداً فى منطقة البرلس التى تمتلك أكبر تركيز للمعادن الاقتصادية لكن غياب الإرادة السياسية للتنفيذ أحالت دون إتمام إنشاء مصنع الرمال السوداء فى كفر الشيخ بعد أن وضع حجر الأساس له فى التسعينيات فى القرن الماضى وبعد أن تولى الرئيس السيسى أعاد الاهتمام بهذا الملف حيث تأسست أول شركة مصرية للتعدين وهى " الشركة الوطنية للرمال السوداء" ب البرلس بمدينة كفر الشيخ والتى أشهرت فى فبراير 2016م وبعدها وافقت الهيئة العامة للتنمية الصناعية على تنفيذ مشروع استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ.

- ونفذ المشروع على مساحة (80) فدان حيث يضم مجمع الرمال السوداء الجديد فى البرلس "6" مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء ويقوم المشروع على ثلاث مراحل حيث تتمثل المرحلة الأولى فى استخلاص المعادن الثقيلة مع الرمال السوداء ثم تأتى المرحلة الثانية وهى مرحلة الفصل كلاً على حده عن طريق عمليات صناعية طبيعية لتأتى مرحلة القيمة المضافة والتى تؤدى إلى تعظيم القيمة المضافة للمعادن المنتجة بحيث لا يتم إعادة البيع للمنتج الخام على صورته الأولية بل فى صورة أكثر إفادة وإنتاجاً.

- وقد بدأت بالفعل المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلى بطول "16" كيلو متر بإجمالى (3500) فدان وذلك باستخدام الكراكة "تحيا مصر" هولندية الصنع وبتوافر الإرادة السياسية تحولت رمال مصر إلى ذهب فبعد ساعات من قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح مجمع الرمال السوداء فى الأيام الماضية استحوذ المشروع الجديد على منصات التواصل الاجتماعى على الرغم من عدم معرفة الكثيرين بأهمية الرمال السوداء.

الرمال السوداء:

- هى رواسب شاطئية تأتى من منابع النيل وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة ولذا يغلب عليها اللون الداكن وتتواجد رواسب الرمال السوداء فى مصر بكميات اقتصادية كبيرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وتنتشر بطول الساحل من أبو قير بالاسكندرية وحتى رفح بطول حوالى (400) كيلو متر كما تتواجد فى مناطق أخرى جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر حيث تضم مصر (11) موقعاً تنتشر بها الرمال السوداء وتستخدم فى (41) صناعة مختلفة ونستخلص منها عشرات المعادن.

- ومن أبرز المعادن المستخلصة من الرمال السوداء والتى تدخل فى العديد من الصناعات الاستراتيجية:

o ( الألمانيت والروتيل) وهما مصدر رئيسى لانتاج معدن " التيتانيوم" وتدخل هذه المعادن فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء وقضبان السكك الحديدية وتغليف أنابيب البترول التى تكون أسفل سطح الأرض، كما تستخدم فى المفاعلات النووية لكبح الجماح للتدفق النيترونى كى لا تحدث مشكلات داخل المفاعل.

o وكذلك سينتج المشروع معدن ( الزيركون) الذى يدخل فى صناعة السيراميك والأدوات الصحية والسباكة والزجاج والمواتير وتركيبات الأسنان والرقائق الالكترونية المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية مثل الهواتف الذكية والسيارات التى تعمل بالكهرباء.

o ومعدن (الماجنتيت) الذى يدخل فى صناعة الحديد الاسفنجى وحديد الزهر عالى الجودة والخرسانات التى تتحمل درجات الحرارة العالية ويستخدم أيضاً فى إزالة ملوحة التربة والأسمدة المعدنية.

o ومعدن (الجرانيت) الذى يدخل فى صناعة أوراق الصنفرة وفلاتر المياه وقطع الرخام والجرانيت.

- وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطى الجيولوجى من الرمال السوداء فى مصر يصل إلى نحو 3,1 مليار متر مكعب فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالى 65% ليصير بذلك أكبر احتياطى على مستوى العالم.

- وتبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروع (مجمع الرمال السوداء) نحو "4" مليارات جنيه.

- وتعمل الدولة على استخلاص تلك المعادن من الرمال السوداء لاستغلالها اقتصادياً وفى الوقت نفسه تطهير الشواطىء من المواد المشعة الضارة بالبيئة.

- إن مصنع (الرمال السوداء) هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة فهو إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التى تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرماء السوداء التى تستخدم فى العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية الشاملة فهو إضافة ورؤية جديدة لصالح الاقتصاد المصرى ويعطى ميزة تنافسية لمن يريد الاستثمار فى مصر إلى جانب ذلك توفير أكثر من (5 آلاف) فرصة عمل.

- إن الرمال السوداء ثروة قومية و لدينا كميات ضخمة من الرمال تكفى لإقامة مشروعات طويلة الأمد وجاذبة للاستثمار وبنجاح هذا المشروع سوف يؤكد الاقتصاد المصرى على تنوعه واختلاف مصادره لتتخذ مصر مكاناً بين الدول الصناعية الكبرى مما يعمل على تحريك دفة الاقتصاد المصرى للأمام.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2