ماذا يحدث فى أوروبا ؟

ماذا يحدث فى أوروبا ؟سعيد صلاح

الرأى28-10-2022 | 19:18

رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراوس تعلن استقالتها بعدما فشلت خطة الإصلاح الاقتصادى التى جاءت بها.. فى أسرع استقالة لرئيس وزراء فى تاريخ بريطانيا، فبعد 6 أسابيع خرجت تراس تقول للشعب الإنجليزى: "أريد أن أتحمل المسئولية وأقول أنا آسفة على الأخطاء التى ارتكبت".

سقطت ليز بخطتها، لم تستطع مواجهة التحدى الكبير الذى يواجهه الاقتصاد البريطانى فى ظل الأزمة العالمية التى ضربت قطاع الطاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية..

وفى فرنسا آلاف الأشخاص يخرجون للشوارع، إضرابات تؤدى إلى موجة من الإغلاقات لم يسبق لها مثيل تنذر بانتخابات مبكرة على خلفية هذه التداعيات.

.. فى ألمانيا التى ترى أوروبا أنها تنتهج سياسة منفصلة على نفسها فى مواجهة أزمة الطاقة ورغم أنها أعلنت عن دعم 200 مليار يورو لمساعدة الأفراد والشركات فى مواجهة أزمة الطاقة وخرج وزير الصحة هناك كارل لوترباخ بتصريح فى غاية الخطورة قائلا: "المستشفيات فى وضع خاص، إذا لم نستجب بسرعة وشكل حاسم فسيتم إغلاقها".

هذه هى أكبر عواصم أوروبا وأقوى اقتصاديات الغرب، لا تستطيع الصمود فى مواجهة الأزمة العاتية التى تضرب العالم منذ شهور.

هذا ما يحدث بأوروبا، فصندوق النقد رفض خطة بريطانيا ورئيسة وزرائها تستقيل، وفرنسا تغلق أبوابها وألمانيا تقول إن مستشفياتها سوف تغلق بسبب أزمة الطاقة..

فماذا يحدث فى مصر إن كان هذا ما يحدث فى أعتى اقتصاديات العالم؟

ما يحدث فى مصر ليس بعيدًا عن التأثر بالأزمة وليس من قبيل التسكين ونفخ الجوخ كما يقال.. تأثرنا كثيرًا بهذه الأزمة، وتطولنا موجة من التضخم ليست هينة.. نعم ونواجه موجة غلاء غير مسبوقة، هذا صحيح وواضح بلا أى تهوين أو تهويل، ولكننا ومن باب العدل والإنصاف لسنا كهذه الدول التى تأثرت بهذه الأزمة على شكل مفزع.

أعتقد أن تصريح وزير الصحة الألمانى حول الاضطرار إلى إغلاق بعض المستشفيات، تصريح مفزع ولو كان قد صدر عن وزير الصحة فى بلادنا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن الحمد لله لم يحدث والأمر فى بلادنا غير ومختلف، فلا نعانى من أزمة طاقة ومستشفياتنا لا تواجه هذه المشكلة ولا نرى حتى أى زحام أو طوابير أمام محطات الوقود، والسلع الغذائية وغيرها من احتياجاتنا متوفرة لعدة أشهر مقبلة، والدولة تسعى جاهدة لحل أزمة الدولار وتوفير ما تحتاجه منه من أجل حل مشكلة الاستيراد ومستلزمات الإنتاج فى الموانى، فى الوقت الذى تدعم وتشجع فيه رجال الأعمال الوطنيين والمستثمرين الأجانب من أجل أن يسهم القطاع الخاص بدور أكبر فى عملية التنمية وانتعاش الاقتصاد، ولعل لقاء الرئيس مؤخرًا بعدد منهم كان من أجل ذلك وتجديد دعوته لهم فى أثناء افتتاحه مشروع الرمال السوداء تؤكد على صدق النية ومدى إيمان الدولة والقيادة السياسية بأهمية دور القطاع الخاص فى دعم التنمية ودفع عجلة الاقتصاد الذى يواجه بالفعل تحديا كبيرًا خلال هذه الفترة، ويحتاج من الجميع إلى التكاتف حتى تمر الأزمة.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق