رأى الكاتب الصحفي دان صباغ في مقال له بصحيفة (الجارديان) البريطانية أن إرسال تعزيزات إضافية للقوات الروسية في أوكرانيا تؤكد موقف الدول الغربية في هذا الخصوص والتي ترى أن موسكو تبذل قصارى جهدها من أجل منع أوكرانيا من الاستمرار في شن هجمات مضادة على المواقع الروسية في محاولة لاسترداد المناطق التي تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها منذ بداية الحرب هناك.
وسلط المقال الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو التي أكد فيها أن موسكو قامت بتعزيز قواتها في أوكرانيا بإرسال ما يقرب من 82,000 مجند ممن التحقوا بالخدمة العسكرية مؤخرا في إطار التعبئة الجزئية التي أعلن عنها الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عدة أسابيع.
وأشار المقال إلى تصريحات شويجو التي أكد فيها أن الهدف من تلك التعزيزات هو الحفاظ على المكاسب العسكرية التي حققتها روسيا في أوكرانيا منذ بداية العمليات القتالية في أواخر فبراير الماضي.
وأوضح الكاتب أن وزير الدفاع الروسي أبلغ بوتين خلال اجتماع عقد بينهما أن هناك ما يربو على 218,000 مجند أخرين يخضعون لبرامج تدريب عسكري في مراكز تدريب تمهيدا لإرسالهم لأوكرانيا.
وأضاف أن شويجو أبلغ بوتين، في اللقاء الذي أذاعه التليفزيون الروسي، أنه بذلك يكون قرار التعبئة الجزئية الذي أعلنه مؤخرا قد تم تنفيذه بالكامل من خلال إرسال 300,000 مجند إضافي لتعزيز القوات الروسية في أوكرانيا، موضحا أنه ليس من المخطط اتخاذ مزيد من الإجراءات في الوقت الحالي.
ويلقي الكاتب الضوء في هذا السياق على تصريحات وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة تعليقا على تصريحات شويجو حيث قالت إن روسيا تسعى لتثبيت إنجازاتها العسكرية في أوكرانيا.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن روسيا نجحت بالفعل من خلال تعزيز قواتها في أوكرانيا من عرقلة تقدم القوات الأوكرانية في المناطق الشرقية والجنوبية من أرض المعركة ولاسيما في ظل حلول فصل الخريف وقدوم فصل شتاء قارس البرودة.
واستشهد الكاتب بتصريحات حاكم إقليم لوجانسك سيرهي هايداي التي أكد فيها أن معدلات تقدم القوات الأوكرانية أصبح أقل مما كان عليه قبل عدة أسابيع بسبب تعزيز روسيا لقواتها وتمكنها من الحفاظ على الأراضي التي استولت عليها منذ بداية العملية العسكرية.
ويشير الكاتب إلى أراء الخبراء العسكريين الغربيين في هذا السياق والذين أعربوا عن توقعاتهم أن وتيرة القتال في أوكرانيا سوف تتراجع بشكل ملحوظ خلال نوفمبر المقبل بسبب هطول الأمطار والتي سوف تعرقل حركة الجنود والعربات المدرعة وأن الموقف سوف يستمر حتى انتهاء فصل الشتاء.
ويختتم الكاتب مقاله مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه أوكرانيا في الوقت الحالي ومع حلول فصل الشتاء بعد قيام روسيا بشن هجمات مكثفة بمسيرات متقدمة يصعب رصدها والتي تمكنت من تدمير شبكة الكهرباء القومية في أوكرانيا مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل والتي أصبحت تعيش فترة عصيبة بسبب نقص موارد الطاقة.