أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن إطلاق اسم الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله) على المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم.
واجتمع وزير الأوقاف، صباح اليوم السبت، بأعضاء نقابة قراء القرآن الكريم ب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة، بحضور الشيخ محمد أحمد صالح حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية، والشيخ يوسف حلاوة، والشيخ أحمد تميم المراغي، والشيخ فتحي عبد المنعم خليف، والشيخ محمود الخشت، والشيخ طه النعماني، والشيخ السيد الغيطاني، والشيخ محمد فتح الله بيبرس، والشيخ أحمد أبو فيوض، والدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الديني، والشيخ السيد عبد المجيد، رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن الكريم والمساجد.
وفي كلمته، رحب وزير الأوقاف بأعلام دولة التلاوة المصرية، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف لا تدخر وسعًا في العناية بالقرآن الكريم وأهله، وتم التشاور والاتفاق على إطلاق اسم الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله) على المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم، والتي ستنطلق في فبراير ٢٠٢٣م، وهذه سنة حسنة لنربط الحاضر بالماضي ولنستعيد أعلام دولة التلاوة ممن سبقوا، ولنحيي معًا دولة التلاوة في العصر الحاضر.
وقال إنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن تعظيم جوائز حفظة القرآن الكريم وإكرامهم، قررنا أن تكون الجائزة الأولى للمسابقة العالمية التاسعة والعشرين ربع مليون جنيه، وأن يكون الحد الأدنى لجوائز أي فرع من فروع المسابقة مائة ألف جنيه، مع رفع إجمالي جوائز المسابقة من مليون إلى مليون ونصف المليون جنيه، على النحو التالي:
الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده العامة لأصحاب الصوت الحسن من الجنسين بشرط ألا تزيد السن على 45 عامًا.
- الجائزة الأولى 250 ألف جنيه.
- الجائزة الثانية 150 ألف جنيه.
الفرع الثاني : الأسرة القرآنية
حفظ القرآن الكريم مع فهم معانيه ومقاصده العامة بشرط ألا يقل عدد أفراد الأسرة المتقنة للحفظ عن ثلاثة أفراد، بجائزة قدرها 250 ألف جنيه.
الفرع الثالث: حفظ القرآن الكريم مع تفسيره وتطبيقات مباحث علوم القرآن الكريم، بشرط ألا تزيد سن المتسابق على 45 عامًا، بجائزة قدرها 150 ألف جنيه، وهو متاح لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم في تخصص التفسير وعلوم القرآن، ومفتوح لهم ولغيرهم.
الفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع، مع توجيه هذه القراءات، بشرط ألا تزيد السن على 50 عامًا، بجائزة قدرها 150 ألف جنيه.
الفرع الخامس: حفظ القرآن الكريم للناطقين بغير العربية، بشرط ألا تزيد السن على 40 عامًا.
- الجائزة الأولى 150 ألف جنيه.
- الجائزة الثانية 100 ألف جنيه.
الفرع السادس: ذوو الهمم (حفظ القرآن الكريم مع فهم معانيه ومقاصده العامة)، بشرط ألا تزيد السن على 35 عامًا، وجائزة قدرها 100 ألف جنيه.
الفرع السابع: الناشئة حفظ القرآن الكريم مع فهم المفردات وتفسير جزء عمَّ، بشرط ألا تزيد السن على 15 عامًا، بجائزة قدرها 100 ألف جنيه.
الفرع الثامن: المحفظ المثالي وجائزة قدرها مائة ألف جنيه.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن وزارة الأوقاف ستطلق مجالس الإقراء على كبار القراء بالمساجد قريبًا، وأن قراء القرآن الكريم المعتمدين سيحاضرون في مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم.
الشيخ مصطفى إسماعيل
ونستعرض في السطور التالية أبرز المحطات في مسيرة الشيخ مصطفى إسماعيل:
1- ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو عام 1905م، بقرية ميت غزال، مركز السَّنطة، محافظة الغربية، وأتمَّ حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا؛ ليتلقَّى علوم التجويد والقراءات.
2- تميَّز الشيخ منذ صغره بأداء فذًّ في تلاوة كتاب الله عز وجل، وبراعة مُنقطعة النظير في التَّنقُّل بين أنغامها وألوانها، وحسنِ تعبيرٍ عن معاني آياتها وكلماتها بصوته وأدائه، ووقفِه وابتدائه، وتمكُّنه في تجويد وقراءات القرآن الكريم.
3- ذاعت شهرة الشيخ في محافظته والمحافظات المجاورة لها في بداياته، وتحديداً في سن الـ 16، حيث كان عزاء حسين بك القصبي بطنطا، والذي خرجت المدينة بأكملها لاستقبال جثمانه العائد من الخارج، يقول الشيخ مصطفى إسماعيل: “خرجت مثل باقي الناس نستقبل الجثمان ويوم العزاء دعاني أحد أقارب السيد القصبي للقراءة بالعزاء وكان عمرى 16 عاماً ولبست العمة والجبة والقفطان والكاكولة، وأراد الله أن يسمعني جميع الناس من المديريات وجميع أعيان مصر وذهبت إلى السرادق الضخم المقام لاستقبال الأمير محمد علي الواصي على عرش الملك فاروق وسعد باشا زغلول وعمر باشا طوسون وأعيان مصر وأعضاء الأسرة المالكة في ذلك الوقت"، ثم انتقل إلى القاهرة، فزادت شهرته، وازدانت بصوته محافلُها ومناسباتُها.
4- وفي محفلٍ تَغَيَّبَ عنه الشيخ عبد الفتاح الشِّعشاعي لظروف طارئة كان لحسن تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل بالغ الأثر في تعرُّف جمهور جديد عليه، وذيوع صيته، وتعلق قلوب مُستمعي القرآن الكريم بصوته الشجي العذب.
5- وبعد سماع الملك فاروق تلاوته وإعجابه بها؛ أمر بتعيينه قارئًا لقصر مصر الملكي، رغم عدم اعتماد إذاعة القرآن الكريم له في ذلك الوقت.
6- عرف الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل بعدد من الألقاب منها:" قارئ الملوك والرؤساء، عبقري التلاوة، مغرد السماء، ملك المقامات القرآنية، وصاحب الحنجرة الذهبية".
7- وفي عام 1945م انطلق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل؛ صادحًا بآيات الكتاب العزيز عبر موجات إذاعة القرآن الكريم، وتعلقت بصوته الآذانُ والقلوب، وطارت شهرته في آفاق مصر والعالم.
8- جاب الشيخ كثيرًا من دول العالم؛ قارئًا لآيات القرآن الكريم، ومُحْيِيًا ليالي رمضان، وسط احتفاءٍ وتقدير كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي في شتى الدول التي زارها، والتي من بينها دولة فلسطين، التي قرأ بحرمها القدسي الشريف «المسجد الأقصى» تلاوته المشهورة في ذكرى الإسراء والمعراج عام 1960م، كما حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها.
9- وبعد صحبةٍ صادقةٍ لتلاوة آيات القرآن الكريم دامت إلى آخر أيام حياته؛ رحل الشيخ عن عالمنا في 26 من ديسمبر عام 1978م، ودُفن في قريته ميت غزال، بمركز السنطة، محافظة الغربية؛ تاركًا خلفه ثروة كبيرة من التِّلاوات القرآنية الرائعة والمُتقنة.