لا تظلمونا وتظلموا أنفسكم بالجرى وراء " الترند".. ولا تظلمونا وتظلموا من يتابعكم ببث مشاعر الخوف والقلق من بكره، بسبب ما تنشرونه من أرقام تشير إلى القفزات السريعة والخيالية للدولار فى مواجهة الجنيه.. هل تذكرون ما حدث فى عام 2016 عندما حررت الدولة الجنيه وارتفع الدولار من 7 جنيهات إلى 13 جنيها؟، وقتها حدث ما يحدث الآن وقفز الدولار إلى 20 جنيها فى نفس اليوم الذي صدر فيه قرار التحرير ولكنه سرعان ما انخفض حتى 15 جنيها وأقل .. أعتقد أن ذلك سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة، فسوف ينخفض الدولار مع حدوث توازن فى السوق بين العرض والطلب.
وأعتقد أيضا أن قرار تحديد قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية الأخرى بواسطة قوى العرض والطلب فى إطار نظام سعر صرف مرِن سوف يكون له انعكاسات أخرى إيجابية على الاقتصاد وحجم الاستثمارات فى الداخل و الاستثمارات القادمة إلينا من الخارج، فلقد كانت هناك استثمارات معطلة أو لا تريد المجيء إلينا بسبب عدم استقرار العملة وعدم مرونة سعر الصرف للعرض والطلب، وندعو الله أن تنجح هذه السياسة النقدية فى خفض التضخم تدريجيًا حتى يصل إلى الحدود المستهدفة مع نهاية العام الجاري، خاصة مع إعلان الإلغاء التدريجي للتعليمات الخاصة باستخدام الاعتمادات المستندية فى عمليات تمويل الاقتراض حتى إتمام الإلغاء بالكامل لها قبل نهاية العام.
ويجب علينا ألا ننظر إلى القرار وتداعياته من منظور واحد فقط ومن منظور وقتي قصير، فهذه القرارات وإن كانت قد تأخرت ولكنها سوف تأتي بفائدة كبيرة فيما بعد إن شاء الله، فلو تمكنا من تحقيق توسع أكبر فى التصدير، بجانب ما سوف تحققه الودائع ذات الفائدة العالية، التى أعلنت عنها البنوك مؤخرا فضلا عن قرض صندوق النقد، الذي تم الموافقة عليه ويصل إلى 9 مليارات دولار بالإضافة إلى ما هو متوقع من تحويلات المصريين بالخارج للاستفادة من القانون الخاص بالسيارات المعفاة من الجمارك والضرائب.
قد تبدو الأمور الآن على غير ما نحب، ولكنها أزمة وهتعدي، والدولة تسعى جاهدة بكل قطاعاتها لتتجاوزها بقرارات حماية اجتماعية كبيرة وإجراءات ربما تكون مرة ولكنها ضرورية، كل ما نحتاجه هو بعضا من الصبر، الذى نتميز به عن كل شعوب الأرض، فالوطن يحتاج منا ذلك ويستحق أن نفعل من أجله أكثر من ذلك.. قد تكون الأيام المقبلة صعبة على الكثير- وأنا منهم - لكن علينا بالصبر ومواصلة دعم وطننا حتى تمر الأزمة.. سوف تمر إن شاء الله.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن