أطلق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مبادرة "حق الوطن" بمشاركة الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، والشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمع من الأئمة والواعظات.
أكد المهندس عبدالصادق الشوربجي، أن للأوطان حقوق ولهذه الحقوق أوجه كثيرة ومتعددة، مضيفًا أننا نعيش اليوم وسط عالم مضطرب اقتصاديًا وصحيًا وسياسيًا بأزمات متلاحقة فرضت تحديات ضخمة وأعباء متزايدة على جميع الدول، خاصة النامية منها، وبات العمل على استقرار الأوطان واجبًا حتميًا وسط هذه الظروف والمتغيرات المتتالية ما يفرض على الجميع التلاحم والاصطفاف لعبور هذه المرحلة بالغة الدقة والحساسية.
وأضاف أن مصر قطعت خلال الـ 8 سنوات الماضية أشواطًا كبيرة وغير مسبوقة في جميع المجالات، بمشروعات قومية ضخمة باستثمارات بالمليارات لمس الجميع ثمارها وساهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام ووفرت ملايين من فرص العمل أمام أبنائنا، وبفضل الإصلاحات الجذرية عبرت مصر بنجاح كبير أزمة كورونا، التي ضربت العالم أجمع وحافظت على مسارها التنموي بشهادة كبرى المؤسسات الدولية المعنية، وقال إننا اليوم نرى تسارعًا أكبر في الأحداث باتساع دائرة الأزمة الروسية الأوكرانية وآثارها السلبية الكبيرة التي فرضت تحديات إضافية عانى العالم أجمع ولا يزال آثارها السلبية في جميع المجالات.
وأوضح أنه مع هذه المستجدات والأحداث الطارئة والأزمات العالمية المتلاحقة تنشأ البيئة الخصبة، التي تنمي وتحتضن الشائعات وتنشر المعلومات المغلوطة وتبث الأكاذيب، وهنا يظهر أهل الشر ليكثفوا بث السموم والاصطياد في الماء العكر، مستهدفين التلاعب بالعقول وزعزعة ثقة الشعب في قياداته ومؤسساته بأساليب مختلفة ورخيصة عبر أبواقهم الإعلامية المضللة ومنصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، التي ينشطون عليها في الوقت الراهن.
وقال إن الأزمات العالمية فرضت تحديات على مصر كباقي دول العالم، وهنا يأتي حق الوطن في الزود عنه بضرورة تقصي المواطنين للحقائق وعدم ترديد الشائعات أو المساهمة في نشرها بأي صورة من الصور فنحن نعيش فضاءً إعلامياً مفتوحًا بوسائل مختلفة ورسائل يجهل كثيرون ما المقصد منها أو من يقف خلفها، ويأتي دور الصحافة المصرية الرائد، خاصة المؤسسات القومية في ضرورة كشف الحقائق أمام المواطنين باستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية والموثوقة، فضلا عن متابعة نبض الشارع والتفاعل معه والتعبير عن آماله وتطلعاته والرد على تساؤلاته لقطع الطريق على أهل الفتنة رعاة الدم والإرهاب ومحترفي الخداع والتضليل.
وأضاف أن حق الوطن يتطلب منا الاعتراف بما تحقق من إنجازات تمت على أرض الواقع ويلمسها الجميع بفضل جهد وعرق وكفاح وسواعد المصريين خلال السنوات الماضية، ويتطلب من الإعلام ككل التعاون والتنسيق بالحجة والبينة لمواجهة دعاة الفتنة وطيور الظلام، ويتطلب الدفاع عن كل يد تبني وتعمر وتنشر الخير لمصر وأهلها، ويتطلب مساندة الجهود الوطنية في إقرار الأمن ودعائم الاستقرار، ويتطلب قطع الطريق على كل خبيث ينشر رسائل الكره واليأس والإحباط، ويتطلب بث رسائل الأمل والطمأنينة في نفوس المواطنين شبابًا ونساءً وشيوخًا، ويتطلب عملًا جادًا كلًا في موقعة لدفع عجلة التنمية.
واختتم رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، قائلًا: "ستبقى مصر عزيزة قوية ومحفوظة بحماية الرحمن وصلابة شعب أبي كريم وقوات مسلحة باسلة وشرطة وطنية وقيادة سياسية مخلصة أخذت على عاتقها حماية الشعب والوطن ورعاية مصالحه".