فايننشيال تايمز: استراتيجية الثلوج قد تغير تكتيكات الحرب الروسية الأوكرانية

فايننشيال تايمز: استراتيجية الثلوج قد تغير تكتيكات الحرب الروسية الأوكرانيةصورة ارشيفية

عرب وعالم31-10-2022 | 10:27

لعب الشتاء دورا رئيسيا في التاريخ العسكري الروسي والأوكراني، عندما كانت العوامل المناخية حاسمة في انتصارهما على نابليون وألمانيا النازية، حسب تقرير صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية
وقال مسؤولون أمنيون وخبراء عسكريون إن الطقس سيكون عاملا حاسما مرة أخرى مع دخول القتال بين القوات الأوكرانية والروسية شهره التاسع.
إن الحفاظ على الدفء في بلد يمكن أن تنخفض فيه درجات الحرارة في الشتاء إلى دون الـ30 درجة مئوية ليس هو الاعتبار الوحيد. لأنه أيضا، في مثل هذه الحالات القصوى، يصبح تشغيل المعدات أكثر صعوبة، ويمكن إخفاء الألغام تحت الجليد، وهناك حاجة إلى مزيد من الوقود للمولدات، ويجب أن تتحرك الإمدادات في الليل حيث يوجد غطاء ميداني أقل، وأنظمة ملاحة لبعض الطائرات بدون طيار. وحتى الرصاص يكون أبطأ لأن الهواء البارد أكثر كثافة من الهواء الدافئ، وفق تقرير "فايننشال تايمز".
وأشار المقدم السابق في سلاح الجو الأوكراني والمدير المشارك الآن لمركز رازومكوف الفكري في كييف، أليكسي ملينيك، إلى أن "للطقس تأثير على أي نوع من الأنشطة، بما في ذلك النشاط العسكري. وسيكون له تأثير على كلا الجانبين".
إلا أنه وفق الخبراء العسكريين سيتأثر المقاتلون بشكل مختلف تماما.
ويراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن موجات الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار التي شنتها موسكو هذا الشهر، والتي دمرت 40 في المئة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ستضعف معنويات المدنيين الأوكرانيين وتضعف قدرة كييف على دعم قواتها.
يُذكر أنه طُلب من سكان كييف، الخميس، الاستعداد لحالات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة والمتكررة، بينما طُلب من اللاجئين الأوكرانيين عدم العودة إلى البلاد هذا الشتاء لتخفيف الضغط على نظام الطاقة في البلاد.
وحذرت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك من أن "شبكات الكهرباء لن تتكيف"، مضيفة "علينا النضال والتضحية هذا الشتاء".

وجاء في تقرير "فايننشال تايمز" أن استراتيجية بوتين تتمثل في أن البرودة تؤدي عادة إلى إبطاء وتيرة العمليات العسكرية. وسيساعد ذلك روسيا في الحفاظ على خطوط دفاعها والاحتفاظ بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها، وهو نهج يقول المحللون إنه أساسي في تفكير الجنرال سيرغي سروفيكن، الذي عُيّن مؤخرا كقائد للقوات الروسية في أوكرانيا.
ويشرح أستاذ دراسات الحرب في جامعة وارويك أنتوني كينغ أنه "خلال الشتاء هناك حاجة إلى مزيد من الخدمات اللوجستية لدعم الناس لأن الجو أكثر برودة. وهناك حاجة إلى المزيد من الوقود. وكل ذلك يؤدي إلى إبطاء العمليات، ما يدفع نحو الدفاع خلال الشتاء وليس الهجوم".
ومع ذلك، فإن لأوكرانيا مزايا أخرى قد تكون أكثر حسما، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على إمداد القوات ودفئها. وتزود كندا أوكرانيا بنصف مليون زي شتوي، بينما ركزت قمة "الناتو" هذا الشهر على كيفية دعم أوكرانيا خلال الأشهر الباردة.
ومن جهتهم، يتوقعون الروس أن فصل الشتاء سيساعدهم على الأقل في حرب الطاقة.
إلا أن ملينيك قال إن "الجنود الأوكرانيين سيكونون أفضل حالا، ويرجع ذلك جزئيا إلى قدرتهم على الاعتماد على الدعم المادي من السكان المحليين".
واستشهد بزيارة قام بها مؤخرا إلى مفرزة بالقرب من كييف، حيث رأى "السكان المحليين يساعدون في توفير الغسيل النظيف، والتأكد من حصول الجنود على الطعام وإحضار كل ما يحتاجون إليه"، حسب "فايننشال تايمز".
وقال ضابط في القوات الخاصة المنتشر في مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا تاراس بيريزوفيتس: "لدينا الكثير من الإمدادات من المتطوعين، بالإضافة إلى غاز مخزّن. ولدينا مصادر طاقة مستقلة".

لا تتمتع القوات الروسية بنفس المستوى من الدعم في المناطق المحتلة حديثا. فالعديد من عشرات آلاف الجنود الذين حُشدوا مؤخرا، يواجهون على الخط البالغ طوله 1100 كيلومتر ويفتقر أيضا إلى المعدات الأساسية.
وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها وكالة الأنباء الروسية اشتكى المجندون من إرسالهم إلى منطقة زابوريزهزهيا الأوكرانية من دون الإمدادات الكافية. وقال أحد الرجال: "نحن في أرض العدو وليس لدينا خرطوشة واحدة".
وذكر تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه باستخدام الأسلحة الغربية، تمكنت أوكرانيا من "قلب الطاولة في حرب المدفعية" مع القوات الروسية، التي غزت البلاد في 24 فبراير الماضي.
ويقول التقرير إنه "في منطقة خيرسون الجنوبية، تتمتع القوات الأوكرانية الآن بأفضلية التوجيه الدقيق، ومدى المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة، مما يجعلها تتفوق على القوات الروسية".
والسبت، نقلت "رويترز" استبعاد أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني أي اتفاق مع روسيا ما دامت الحرب مستمرة، قائلا إن موسكو ستستغل توقف القتال لإعادة تنظيم صفوف قواتها وجمع الموارد.
وأضاف على تويتر "بالنسبة لروسيا، هذه حرب دمار. بالنسبة لنا، هذه حرب من أجل البقاء. وبينما يحاولون محونا كدولة وأُمة، فإن أي اتفاقات مع روسيا سيكون محكوما عليها بالفشل".

أضف تعليق