قال
الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، محمود الهواري، إن الإسلام قد سبق الحضارات الحديثة في العناية ب
البيئة ومكوناتها، والارتقاء بها، وحمايتها من الفساد والتلوث، وذلك بوضع تشريعاتٍ خاصة وضوابط محكمة تتجاوزُ حدَّ المحافظة على
البيئة إلى الإحسان إليها، واستثمار مواردها.
جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى جامعة العريش، الذي عقد بالتعاون مع
مجمع البحوث الإسلامية بعنوان (التغيرات المناخية.. الفرص والتحديات) بحسب بيان اليوم الثلاثاء.
وأشار محمود الهواري إلى أن من يتأمل هذه الأوامر والنواهي التي تُعنَى ب
البيئة يرى أنها تنتظم في سياقٍ لا يجعل العلاقة بين الإنسان والكون علاقة مسيطِرٍ بمسَيطَرٍ عليه، أو علاقةَ مالكٍ بمملوكٍ، وإنما هي علاقة أمين بما استؤمن عليه، مضيفًا أن التراث الإسلامي مليء بكتابات علماء المسلمين في الحفاظ على
البيئة واستغلال مكوناتها الاستغلال الأمثل.
وأكد أنَّ سبب ظهور الفساد هو سلوك الإنسان بما أنتج من منجزات مادية وتكنولوجية كان ينبغي أن تفيد الحياة لولا ما غاب عنها من تقدم أخلاقي يصون الحياة، وأن التغلب على الفساد إنما يكون بالرجوع إلى شريعة الصلاح والإصلاح.
بدوره، أشار الأمين المساعد للثقافة الإسلامية، حسن خليل، إلى أن الله عز وجل خلق الإنسان وجعله خليفته في الأرض ليعمرها ويحافظ على مكوناتها، ونهانا نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن الإفساد في الأرض بكل أنواعه وأشكاله، مؤكدًا على أهمية نشر ثقافة المحافظة على
البيئة من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية والمنظمات المجتمعية داخل الدولة المصرية، ودور الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر في التوعية بالقضايا المهمة التي تمس المجتمع المصري وتؤثر عليه.
كما أكد مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بالمجمع، أحمد عبد البر، أن الأزهر الشريف بكل قطاعاته يعمل على تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للمناخ من خلال المشاركة في كافة الفعاليات العلمية وتحقيق أهداف الدولة في خطط التنمية المستدامة والاستراتيجية الوطنية للمناخ، والمشاركة في المبادرات الوطنية والمشروعات التي تعمل على نشر الوعي البيئي والمحافظة على
البيئة والاهتمام بالدراسات والأبحاث العلمية والارتقاء بالعملية التعليمية ليكون لها القدرة على التماشي قُدمًا مع خطط التنمية في الدولة المصرية، إضافة إلى التكامل مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية تجاه التغيرات المناخية، وتدشين المبادرات الوطنية في الجامعات تجاه بناء قدرات المجتمع الجامعي على رفع الوعي بمسببات التغير المناخي، والعمل على التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي.