الذهب الأبيض فى مصر

الذهب الأبيض فى مصر شيماء عبدالعزيز

الرأى3-11-2022 | 09:28

لم يكن التغنى بموقع مصر الجغرافى المتميز وسط قارتى آسيا وإفريقيا ومواردها الطبيعية الغير محدودة مجرد دروس للطلاب فى كتب التاريخ والجغرافيا. إنها حقيقة يثبتها الزمن كلما أكتشف جانباً من ثروات مصر المدفونة أو ربحت جزءاً من استثمارها فيها.

تمتلك مصر مساحة كبيرة تحتوى 94% منها على ثروات هائلة بداية بالذهب الذى كانت مصر فى العصر الفرعونى أول من استخرجه واستخدمه مروراً بثروات من الطاقة مثل الغاز والبترول وصولاً إلى العديد من المعادن اللازمة للصناعات المختلفة مثل الفوسفات والمنجنيز والسيليكون ومن أهم ثروات مصر المدفونة التى يمكن الاعتماد عليها فى تحقيق نهضة اقتصادية هى " الرمال البيضاء" أو الذهب الأبيض كما أطلق عليها.

تعد الرمال البيضاء نواة التقدم الحضارى وذلك لاعتبارها المادة الخام لعنصر السيليكون عصب التكنولوجيا العالمى والذى يعد الخام الرئيسى فى صناعة الخلايا الشمسية والرقائق الالكترونية.

لماذا الرمال البيضاء المصرية بالأخص؟

تتربع مصر على عرش العالم بكنوزها المدفونة وتحتل الصدارة بنقاء رمالها وتعتبر مصر من أكبر الدول على مستوى العالم فى حجم الرمال البيضاء المتكونة لديها.

الرمال المصرية تمتاز باحتوائها على نسبة عالية من ثانى أكسيد السيليكون والذى يمتاز بدرجة نقاء عالية لا تقل عن 98% وبذلك تتفوق الرمال المصرية على وادى السيليكون بالولايات المتحدة الأمريكية والتى تصل درجة نقاؤه إلى 56%.

يستخدم السيليكون فى إنتاج الألياف الضوئية وصناعة الخلايا الشمسية كما يدخل فى صناعة الزجاج والرقائق الالكترونية والكثير من الأجهزة والمواد الصناعية التى تقوم عليها التكنولوجيا الحديثة.

- وتوجد الرمال البيضاء فى مصر فى وادى الدخل جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية ولهذه المنطقة أهمية استراتيجية واقتصادية مرتفعة وذلك نظراً لبلوغ سمك الطبقة الرملية بها إلى (100) متر بدون غطاء صخرى مما يقلل من تكلفة الانتاج وسهولة استخراجه، كما توجد كمية كبيرة من الرمال البيضاء فى مناطق متفرقة منها جبال يلق والمنشرح بشمال سيناء ومنطقة أبو زنيمة وهضبة الجنة بجنوب سيناء.

ووفقاً لدراسة أجرتها شعبة المحاجر للصناعات المصرية يتجاوز احتياطى الرمال البيضاء ب مصر أكثر من نصف مليار طن فى جنوب سيناء وحدها بمنطقة هضبة الجنة وأبو زنيمة، ويبلغ الاحتياطى فى هذه المنطقة (268) مليون طن، ويعتبر مركز أبو الرياش الأول عالمياً من حيث الجودة.

أما عن منطقة وادى قنا يقدر الاحتياطى بنحو (260) مليون طن بينما فى منطقة شمال سيناء يصل الاحتياطى إلى 120 مليون طن بالإضافة إلى بحر الرمال العظيم بالمنطقة الغربية الذى يقع على مساحة (72) ألف كيلومتر والذى يعد ثانى أكبر منطقة مغطاة بالرمال فى العالم.

اليوم بفضل الرمال البيضاء تنتج مصر (200) ألف لوح شمسى فى العام وتسير بخطى سريعة نحو قاطرة التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة.

تعمل مصر فى الفترة القادمة جاهدة على إحياء وادى السيليكون المصرى المنافس الحقيقى لوادى السيليكون الأمريكى.

مصر تفتح ذراعيها وتدخل عالم الصناعة الدقيقة من أوسع أبوابها وتفتح آفاق أرحب لجذب الاستثمارات الضخمة.

أضف تعليق