كشفت دار الإفتاء عن فضل مكانة العارف بالله الشهير سيدى أحمد البدوى، رضى الله عنه، والذى يقع مسجده فى مدينة طنطا، بمحافظة الغربية.
وقالت الإفتاء على موقعها الإلكترونى عبر شبكة الإنترنت: "السيد أحمد البدوى، رضى الله عنه، عارفٌ إمامٌ مقرئٌ فقيهٌ من كبار علماء الأمة، وهو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول فى الأرض عند العامة والخاصة؛ فقد كان معظَّمًا عند العلماء والأمراء، والأغنياء والفقراء، مُهابًا عند الحكام والمحكومين، مُعْتَقَدَ الولايةِ فى الحياة وبعد الممات، ودخل مصر فحصل له القبول التام عند العلماء والحكام، والخواص والعوام".
وأضافت الإفتاء: "كان الملك الظاهر بيبرس البُندُقْدَارى يستقبله ويكرمه وينزله فى دار الضيافة الملكية، وكان يسافر لزيارته فى طنطا بمحافظة الغربية؛ وفى هذا الصدد، قال الإمام الشعرانى فى "الطبقات الوسطى": "ولمّا دخل سيدى أحمد البدوى إلى مصر خرج الملك الظاهر بيبرس أبو الفتوحات هو وعسكرُه فتلقوا سيدى أحمد، وأكرموه غاية الإكرام، وأنزله فى دار الضيافة، وكان ينزل لزيارته لما أقام بناحية طندَتا، وكان يعتقده اعتقادًا عظيمًا".
واستطردت الإفتاء مبينة مكانة سيدى أحمد البدوى: "يقول العلامة المؤرخ على باشا مبارك، فى كتابه "الخطط التوفيقية": "وكان فى حياته معظَّمًا مُعتقَدًا عند الناس محبوبًا فيهم، مشهورًا فى الآفاق، تعلوه هيبة ووقار، وكان الملك الظاهر أبو الفتوحات بيبرس البندقدارى يعتقده ويبالغ فى تعظيمه"، كما كان السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباى المحمودى يزور ضريح السيد أحمد البدوى رضى الله عنه؛ كما فى "نيل الأمل فى ذيل الدول".
وتابعت الإفتاء كاشفة فضل سيدى أحمد البدوى: "كان خلفاء السيد البدوى رحمهم الله معظَّمين عند الحكام؛ قال العلامة الغزى فى ترجمة شيخ الأحمدية بدر الدين الصعيدى "الكواكب السائرة": "وكان مقبول الشفاعة فى الدولتين، مسموع الكلمة عند ملك الأمراء فمَن دونه، وكان إذا دخل على نائب مصر انتصب له قائمًا، وانفرد به وقضى حوائجه، وقبل شفاعته، واعتبر كلامه، وأظهر ذلك بين خواصه وجماعته، وجعله أبًا له، وكان يقطع خصومات، وينفذ أمورًا لا يقدر عليها غيره، وكان يستخلص من القتل، وكان عليه السكينة والمهابة".
وتابعت الإفتاء: "بلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوى رضى الله عنه، من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوى" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك فى الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبى أحمد الأموى المجلسى الشنقيطى، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوى الشنقيطى صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوى" تيمنًا باسم السيد البدوى ولقبه رضى الله عنه، كما ذكره صاحب "رياض السيرة والأدب، فى إكمال شرح عمود النسب".
وأوضحت الإفتاء عن مكانة السيد البدوى، قائلة: "من ذلك إمام الجامع الأحمدى الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهرى الشافعى؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدى" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوى رضى الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدى الظواهرى إمام الجامع الأزهر".