دمعة من قلب الرئيس

دمعة من قلب الرئيسد. محمد شافعي

الرأى5-11-2022 | 13:49

رأيت مثل هذه الدمعة مرة من قبل كانت من قلب والدي رحمة الله عليه، عندما كان في موقع تنفيذي واستخدم روح القانون لمساعدة رجل كان في أمس الحاجة لهذه الخدمة حتى يستطيع إعالة أسرته، ولكن للأسف البعض أقنع هذا الرجل أنه لو اشتكى والدي والذي كان رئيسا لهذا الموقع التنفيذي، فسيتم تركيب باقي المرافق لهذا المحل بحجة أنه أصبح أمرا واقعا، تم تحويل والدي للتحقيق، وعند علمه بالسبب ومقدم الشكوى انتابته آلام شديدة بالصدر وتم تحويله إلى المستشفى الجامعي بالمنصورة والذي تم تشخيصه على أنه ذبحة صدرية، وياريتها كانت ذبحة صدرية ولكن للأسف كانت أعراض لمرض آخر وكان التشخيص خطأ، وكانت السبب بعد سنوات طويلة في عدم قدرتنا على عمل عملية لاستئصال ورم حميد بالمخ فى آخر عمره لعدم الثقة فى تحمل القلب تلك العملية.

يومها أخبرونى وأنا بالقاهرة ونزلت أسابق كيلومترات الأرض وثواني الزمن، دخلت عليه وهو بالعناية المركزة فى غيبوبة، وسمعته يردد، "أريد له الحياة ويريد قتلي"، لم أنسى أبدا هذه الجملة طوال حياتي، والتي لم يتذكرها بعد الإفاقة، كانت هذه، "دمعة من قلب أبي" وليست من عينيه.

كان حزنا قويا عميقا شرخ معه طبقات شريان الأورطى طوليا، ومع أنه قد تعرض لأكثر وأعظم من ذلك من حرب ومكائد، ولكن والدي كان دائما قويا صلبا فى الحق، متسامحا ولا يحمل غلا لأحد معتمدا على الله فى كل أعماله ولم تؤثر عليه كل هذه المكائد ولا نبت بداخله حقد أو حتى زعل من أصحابها.

لكن عندما تأتيك الطعنة ممن أردت له الخير والحياة مستخدما روح القانون وأنت غير مجبر ومتحملا تبعات ما فعلته لأجله، يكون الحزن والألم، كانت المرة الأولى والأخيرة التى رأيت فيها والدي يهزم أمام أي مكيدة أو اختبار، لأنها طعنة ممن أحببت وأحسنت عملا إليه، وكانت المرة الأولى فى حياتى التى أرى معظم أهل قريتى الكرام تذهب إليه أفواجا إلى المستشفى حبا ولهفة ومساندة وكأن الله قد مسح على صدره وقلبه بحب الناس، فأستشعر هذا الحب وتذوقه وشد عضده وزاده تفانيا وإخلاصا لأهل قريته والقرى المجاورة، وانتهى التحقيق على خير بدون حتى ملاحظة عتاب ربما يكون هذا الموضوع من أسرار عائلتى لم يعلمه أحد قط من قبل ولكن ذكرته اليوم عندما شاهدت دمعه مماثلة من قلب الرئيس، وذلك فى حديثه الذى امتد أكثر من ساعة مع الإعلامى يوسف الحسينى.

الرئيس لم يكن خائفا كما يصورون ولكن كان حزينا ممن أحبهم وأحسن عملا لهم ولأبنائهم وللأجيال القادمة، كان حزنا كحزن أبي، هل هذا هو المقابل؟

إنها معادلة بسيطة، إما أن نصبر ونتحمل كما فعلت اليابان بعد تدميرها، خمسة عشر عاما كان يوزع طعام أسرة لثلاث أسر إلى أن أصبحت كوكب اليابان، وأيضا ماليزيا وإندونسيا أكثر من عشرين سنة من وضع الحجارة على البطون إلى أن نهض التعليم بقاطرة تقدمهم، وأما أن نأكل ونشرب بكل العائد القومي للبلد ونظل كما نحن فى ذيل العالم.

لقد تمت مشاريع ونهضة بنية أساسية وصناعية وزراعية لم تكن لتتم فى عشرات السنين، ولم نجن بعد ثمار كل ذلك، أبعد كل هذا تتآمر أمريكا وإنجلترا ومعهم فئة ضالة منا لهدم كل هذا ولإعادة مصر مرة أخرى إلى التشرنق والانكماش، ونفكر ولو للحظة في مساعدتهم على تدميرنا بعد أن خرجنا من الشرنقة ومرحلة البيات الشتوى والصيفى التى كنا نعيشها، هل يوجد عاقل يتخيل ذلك؟ حتى لو نعانى الآن فالعالم كله يعاني.

إنها مشاكل اقتصادية دولية ياسادة وليست تقصيرا من الرئيس، بالعكس لو لم تكن كورونا وحرب روسيا، لكنا الآن نجنى ثمار بعض ماغرسنا.

وقد قلت أكثر من مرة إننا حتى لو هدمنا المعبد، ماهو البديل السحرى عندهم لتحسين الأسعار والعالم كله يأن؟

أعتذر عن الإطالة ولكن رأيت من واجبي أن أقول ما قلت وأتمنى من الجميع سماع هذا الحوار خصوصا النصف الأخير، كما أتمنى من مصر أن تمسح هذه الدمعة من قلبه، كما مسحها أهل قريتى الكرام من قلب أبي.

فيمكننا عمل مبادرة مضادة بإرسال تلغرافات تأييد لمصر ورئيسها وإننا صامدون إلى أن يتم الله نعمته علينا، يعلم بها العالم كله أن هذا هو ردنا، فلن يحرمونا مما ينتظرنا من خير فى مؤتمر المناخ من تعاقدات على الطاقة المتجددة.

حفظ الله مصر وأهلها.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2