رأت صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن أنظار العالم أجمع تتركز في الوقت الراهن على انطلاق فعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، ابتداء من اليوم الأحد، والتي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، أملا في كبح جماح أزمة التغير المناخي في شتى أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة- في افتتاحيتها، اليوم الأحد، بعنوان "هل لايزال هناك متسع من الوقت أمام قمة (COP27) لكبح جماح التغير المناخي"- أن العام الجاري شهد موجات من الطقس شديد الحرارة والمميت في بعض المناطق، فضلا عن الفيضانات وموجات الجفاف والعواصف، وفي ظل جميع تلك الكوارث الطبيعة تنطلق قمة (COP27) ليدور السؤال حول ما إذا كانت ستنجح الدول المشاركة في تعزيز تعهداتها بما يكفي لوضع العالم على الطريق الصحيح من أجل تجنب الاضطراب المناخي الكارثي.
ونوهت الصحيفة إلى أن القمة يحضرها أكثر من 120 من قادة الدول، كما يشارك نحو 30 ألف شخص في مختلف الفعاليات، التي ستستمر على مدار أسبوعين.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن الهدف من الاتفاقية الأصلية، التي تم توقيعها لأول مرة في عام 1992 وصادق عليها عدد كاف من الدول لعقد مؤتمر الأطراف الأول في عام 1995، وقف "التدخل البشري الخطير في نظام المناخ"، وهو هدف من الواضح أنه لم يتم تحقيقه حتى الآن.
وأضافت أن الهدف الأساسي في الوقت الراهن هو البدء في اتخاذ خطوات فعلية نحو الحيلولة دون استمرار أزمة المناخ ودخولها في خضم مرحلة "الخطر"، مما قد يحول دون القدرة على تفادي الآثار الكارثية المترتبة على اضطراب المناخ.
وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم وجود مستوى احترار دقيق يحدد مفهوم "الكارثة" أو أزمة المناخ، فقد خلص علماء المناخ إلى أن الاحترار الذي يتجاوز 1.5 درجة مئوية (ما يعادل 2.7 درجة فهرنهايت) سيؤدي إلى آثار مناخية مدمرة لا رجعة فيها، وعليها تم إدراج هذا ضمن اتفاقية باريس للمناخ في 2015.
ووفقا للصحيفة، أقرت الولايات المتحدة- أكبر مصدر تراكمي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم- مؤخرا تشريعات المناخ الفيدرالية الرئيسية؛ للحد من عمليات استخراج الوقود الأحفوري والتوجه نحو الطاقة الكهربائية النظيفة والاعتماد عليها في شتى فروع الاقتصاد، حيث من المتوقع أن تخفض هذه القرارات الأخيرة الانبعاثات الأمريكية بنحو 40 بالمئة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من اتخاذ بعض الحكومات خطوات على أرض الواقع من شأنها المساعدة على خفض الانبعاثات، وجد تقرير حول حجم الانبعاثات صادر عن الأمم المتحدة مؤخرا، أن المجتمع الدولي لا يفي بأهداف قمة باريس، مع "عدم توافر مسلك موثوق" في الوقت الراهن لحصر ارتفاع حرارة الأرض بالهدف المحدد في اتفاق باريس للمناخ والبالغ 1.5 درجة مئوية.
واعتبرت الصحيفة أن عدم وفاء المجتمع الدولي بأهداف قمة باريس، يؤكد أن هناك فجوة في الطموح- التعهدات الحالية ليست طموحة بما فيه الكفاية تقريبا- وفجوة أيضا في التنفيذ- فالدول ليس لديها سياسات كافية للوفاء حتى بتلك الوعود التي قطعتها من أجل الحيلولة دون تزايد الانبعاثات التي تؤثر بشكل كبير في التغير المناخي.
وقالت الصحيفة إن هناك قضية رئيسية أخرى على جدول أعمال قمة (COP27) تتمثل في أن حجم انبعاثات دول شمال العالم التي لها تأثير غير متناسب على دول جنوب العالم، التي تشهد المزيد من التدمير المناخي على الرغم من عدم تحمل تلك الدول لمسئولية تدمير المناخ بنفس قدر دول الشمال، ولذا يجب على الدول المتقدمة أن تستجيب لمطالب الدول النامية للحصول على التمويل الكافي للتغلب والتعافي من آثار الكوارث غير الطبيعية التي يتسبب فيها تغير المناخ، والتي تسبب بالفعل فسادا بمليارات الدولارات لمن هم أقل قدرة على تحمله.
كما دعت الصحيفة الدول الكبرى لتكثيف جهودها لتزويد دول الواقعة في الجنوب بمزيد من الدعم المالي والتقني لتنمية الطاقة النظيفة.
وأخيرا.. اختتمت الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها، داعية قادة الدول والمجتمع الدولي إلى ضرورة استغلال قمة (COP27)، من أجل السعي لوقف التدهور المناخي ومواجهة تداعياته الكارثية على البشرية، التي باتت تنعكس في فيضانات قاتلة وموجات قيظ وعواصف في أنحاء مختلفة من العالم.