تبرعات مسلمي أمريكا تتفوق على غيرهم

تبرعات مسلمي أمريكا تتفوق على غيرهمحسين خيرى

الرأى7-11-2022 | 08:44

يعكس حادث وقع فى أمريكا منذ أيام عن مدى جنون الكراهية لكل ما هو مسلم، ويصور الحادث تسلل أفراد فى جنح الليل إلى قبور المسلمين بولاية "داكوتا" الشمالية، وتحطيم عدد منها، وإلحاق بالمبانى الملحقة بها خسائر كبيرة.

وفى الهند تتعدى الكراهية حالة الجنون، وتتحول إلى أحداث مرعبة، ويُقتل المسلمون فى الشوارع ضربا وسحقا، وتُهدم متاجرهم ومســـاجدهم، وتبلغ كراهيــــة المتطرفـــين الهندوس الذروة، ويدعون إلى التطهير العرقي للمسلمين، وهذا ما أشارت إليه صحيفة "الجارديان"، فى مقال للصحفى "تشارو سودان"، حيث قال إن المتطرفين يرددون عبارة خطورة القنبلة السكانية على الهند، وتدّعي أن مسلمي الهند يتزايد أعدادهم بسبب ارتفاع معدلات خصوبتهم، برغم أن الإحصائيات كذّبت ادعاءاتهم، وترصد 14% فقط فى الهند مسلمين.

وعلى النقيض تماما يقابل مسلمو تلك البلاد السيئة بالحسنة، وقبل أيام قليلة أنقذ مسلمان بولاية جوجارات الهندية 50 هنديا غير مسلمين من الغرق، عندما سقطوا فى النهر مع انهيار جسر معلق كان فوقه العشرات، وتحاكت الصحف الهندية عن بطولاتهما، وتمنى المسلمان فى نهاية اللقاء الصحفى التخلص من نشر الكراهية ضد مسلمي الهند.

ويكشف استطلاع حديث نشرته صحيفة واشنطن بوست عن تفوق تبرعات مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية للأعمال الخيرية على غير المسلمين، وأنهم أكثر تطوعا فى الأنشطة الخيرية، وتشير الصحيفة إلى ملاحظة مهمة توضح أن متوسط دخل غالبية المسلمين أقل من دخل غيرهم، ووصلت تبرعاتهم إلى 4.3 مليار دولار، بينما يسفر الإصرار على نشر الكراهية وإخفاء أوجه الخير عن معاملة المسلمين بشكل عدائي، مما دفع هذا العشريني من العمر فى كندا بدهس عائلة مسلمة بشاحنته، ليقتل منهم أربعة أشخاص.

ولم يرغب إعلامهم فى تركيز الضوء على أقوال مفكريهم عن الإسلام والمسلمين، ويقول المؤرخ الأمريكي الأشهر "دول ديورانت" فى كتابه "قصة الحضارة" إن المسيحيين واليهود وغيرهم، كانوا يعيشون فى بلاد المسلمين فى أمان كبير، وكأنهم يعيشون فى بلادهم، والمستشرق الفرنسي اليهودي "ليفى بروفنسال" أظهر أعجابه فى أبحاثه عن توفير مسلمي الأندلس وملوكهم الجو المناسب لأداء شعائر المسيحيين.

والقارئ للتاريخ الإسلامي تطالعه صفحات مضيئة بالمواقف الراقية فى معاملة غير المسلمين، ولا يخفى على أحد ماذا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رأى رجلا مسنا يهوديا، يسأل الحاجة، أخذه إلى بيته وأجزل له العطاء، وأوصى خازن بيت المال بإقرار راتب للرجل ولنظائره من الضعفاء غير المسلمين.

أضف تعليق