ما هي صلاة الغفلة؟.. الإفتاء تجيب

ما هي صلاة الغفلة؟.. الإفتاء تجيبالصلاة

الدين والحياة8-11-2022 | 06:23

قالت دار الإفتاء إن الصلاة أصلها في اللغة: الدعاء؛ لقوله تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 103] أي ادعُ لهم. وفي الاصطلاح: قال الجمهور: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.

ولفت الحنفية إلى أنها اسم لهذه الأفعال المعلومة من القيام والركوع والسجود. والأوابون: جمع أواب، وهو المطيع، وقيل: الراجع إلى الطاعة. راجع: "شرح النووي على صحيح مسلم" (6/ 30، ط. دار إحياء التراث العربي). أو المكثر الرجوع إلى الله بالتوبة. راجع: "فيض القدير" (1/ 408، ط. المكتبة التجارية).

وأوضحت دار الإفتاء أنه لا يخرج استعمال الفقهاء للكلمة عن هذا المعنى، وهي صلاة نافلة، وتؤدى مثل باقي الصلوات، أكثرها عشرون، وأقلها ركعتان.

وقد نص فقهاء الشافعية على أنها تطلق بالاشتراك على صلاة الضحى وعلى النفل الذي يصليه الإنسان بعد المغرب إلى العشاء. انظر: "أسنى المطالب" (1/ 206، ط. دار الكتاب الإسلامي).

وتسمى أيضًا بصلاة الغفلة؛ لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عشاء ونوم وغيرها. انظر: "الإقناع" للعلامة الشربيني مع "حاشية البجيرمي" (1/ 427، ط. دار الفكر)، و"حاشية الجمل على شرح المنهج" (1/ 478، ط. دار الفكر).

وأكملت: سمي النفل الذي بعد المغرب بصلاة الأوابين؛ لأن فاعله رجع إلى الله تعالى وتاب مما فعله في نهاره، فإذا تكرر ذلك منه دل على رجوعه إلى الله تعالى، ولو لم يلاحظ ذلك المعنى. انظر: "حاشية الجمل على شرح المنهج" (1/ 478).

وقال الشافعية: أكثرها عشرون ركعة بين المغرب والعشاء، وأقلها ركعتان. انظر: "الإقناع" للعلامة الشربيني مع "حاشية البجيرمي" (1/ 427). وسنة المغرب يمكن أن تندرج فيها. انظر: "تحفة الأحوذي" (2/ 421، ط. دار الكتب العلمية).

ومما ورد بشأن صلاة الأوابين وأنها صلاة الضحى؛ ما جاء من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» أخرجه مسلم.

والفصال: أولاد الناقة، ورمضت الفصال: أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها؛ لشدة الحر، فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد الحر فتحترق أخفافها. انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم" (6/ 30)، و"نيل الأوطار" (3/ 80، ط. دار الحديث).

وما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد" متفق عليه، وفي رواية: "وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين" رواه أحمد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى إِلَّا أَوَّابٌ» قَالَ: «وَهِيَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ». رواه الحاكم في "المستدرك" (1/ 422)، وقال: [هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ] اهـ.

وأكدت: مما ورد بشأن صلاة الأوابين وأنها النفل الذي يفعل بعد المغرب؛ ما رواه محمد بن المنكدر مرسلًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من صلى ما بين المغرب إلى صلاة العشاء فإنها صلاة الأوابين». انظر: "الزهد" لابن المبارك (ص: 445، ط. دار الكتب العلمية).

وقال الإمام "الشوكاني" في "نيل الأوطار" (3/ 67): [وهذا وإن كان مرسلًا لا يعارضه ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ»؛ فإنه لا مانع أن يكون كل من الصلاتين صلاة الأوابين] اهـ.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء" رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 103، ط. مكتبة الرشد).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "صلاة الأوابين: الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة" رواه ابن المبارك في "الزهد" (ص: 445).

وعن أبي عقيل زهرة بن معبد قال: سمعت ابن المنكدر وأبا حازم يقولان: ﴿تَتَجَافَي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ هي ما بين المغرب وصلاة العشاء، صلاة الأوابين. رواه البيهقي في "السنن الكبرى".

وقد ورد الحث عمومًا على الصلاة بين العشاءين في بعض الأحاديث النبوية؛ من ذلك: ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً» رواه الترمذي وابن ماجه.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ عِشْرِينَ رَكْعَةً، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن ماجه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ غُفِرَ لَهُ بِهَا ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَة» رواه محمد بن نصر المروزي كما في "مختصر قيام الليل" (ص: 87)، وفي إسناده محمد بن غزوان الدمشقي، قال أبو زرعة: منكر الحديث. راجع: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 54، ط. دار إحياء التراث العربي).

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بعد المغرب ست ركعات، وقال: «من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير".

وعن عبيد رضي الله عنه مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة؟ قال: "نعم، بين المغرب والعشاء" رواه أحمد.

وكذلك ورد أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يجتهدون في إحياء الوقت بين العشاءين بالعبادة والصلاة ويحرصون على ذلك؛ فعن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: ما أتيت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تلك الساعة -يعني بين المغرب والعشاء- إلا وجدته يصلي، فقلت له في ذلك، فقال: نعم ساعة الغفلة؛ يعني ما بين المغرب والعشاء. انظر: "الزهد" لابن المبارك (ص: 445).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "من أدمن على أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة". انظر: "الزهد" لابن المبارك (ص: 445).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول: "هي ناشئة الليل". انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" (2/ 102).

أضف تعليق