أكد سياسيون وخبراء أردنيون أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن وقف الحرب الروسية الأوكرانية خلال، أعمال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، جاءت في وقتها وتعبر عن روح المسئولية تجاه شعوب المنطقة العربية والعالم.
وقال السياسيون والخبراء إن الرئيس السيسي أرد أن يوجه رسالة في حضور زعماء وقادة العالم والحكومات خلال أعمال هذا المؤتمر الدولي الكبير والهام، بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف في ظل التحديات التي يتعرض لها شعوب المنطقة والعالم بسبب تأثير هذه الحرب.
وأوضح فائق حجازين مدير عام وكالة الأنباء الأردنية، أن دعوة الرئيس السيسي تؤكد دور المنطقة والعالم العربي نحو نشر السلام ووقف آلة الحرب ونزيف الدماء، مؤكدا أن العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص تعاني من الآثار السلبية لهذه الحرب، ودعوة الرئيس السيسي مباركة وتحظى بتأييد عربي واسع.
وقال حجازين، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر والأردن لديهما استراتيجية واضحة بشأن نشر السلام ووقف الحروب، مؤكدا أن هذا موقف مشترك من مصر والأردن إزاء الحروب والاقتتال والعمل نحو العمل العربي المشترك لحل الأزمات بالطرق الدبلوماسية وليس الحروب.
ورأى أن هذه الحرب الروسية الأوكرانية بات الخطر الأكبر بعد فيروس كورونا الذي ضرب العالم وحطم اقتصاديات كبرى، معربا عن أمنيته أن يستمع الجميع لهذه الدعوة المباركة من الرئيس السيسي ووقف تلك الحرب لتعود الحياة إلى طبيعتها في كافة بلدان العالم.
وأشاد حجازين بتنظيم مصر مؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ وبالحضور الدولي الكبير الذي كرس أهمية المؤتمر وأهمية الدولة والمنطقة المنعقد بها، مؤكدا أن هناك دولا في الإقليم تعاني معاناة كبيرة بشأن تحديات المناخ.
وأشار إلى أن تحديات المتغيرات المناخية ليست مشكلة دولة بعينها ولا تحل بجهود دولة بذاتها، مؤكدا أن التحديات المناخية تعد خطيرة وكبيرة ومعالجتها يحتاج إلى جهد دولي كبير وتعاون من أجل أطر المواجهة.
ولفت حجازين إلى أن الحضور الأردني متميز ويأتي في إطار مساعي الأردن في المساهمة الدولية والإقليمية لمواجهة هذه التحديات، مشيرا إلى أن الأردن رغم أنه من الدول التي لا تتسبب في التغييرات المناخية ولم تتخط المسموح به دوليا لكل دولة ،إلا أنه حريص ومن رأس الدولة بقيادة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة هذه التحديات.
ونوه فائق حجازين مدير عام وكالة الأنباء الأردنية إلى أن التعاون المصري الأردني العراقي الإماراتي ،وكذلك مع الدول الأخرى في الإقليم قادر على المواجهة والخروج بنتائج إيجابية في هذه الأزمة الدولية، مؤكدا أن التحديات المناخية أصبحت عابرة للحدود.
بدوره، قال الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الأردنية والمحلل السياسي والمحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكي إن دعوة الرئيس السيسي تؤكد على دور مصر المحوري والعربي الداعي إلى سلام في العالم، مؤكدا أن مصر لديها صوت مسموع في العالم وتستطيع أن تكون لاعبا أساسيا في الحل وخصوصا الحلول الدبلوماسية التي تنتهجها سياسة خارجية خاصة بها وللمنطقة بشكل عام.
ورأى أن الرئيس السيسي وبحكم أنه رئيس أكبر دولة عربية وفي المنطقة وكذلك كونه رئيس الدولة المستضيفة لمؤتمر المناخ في دورته الحالية cop27 ،حرص على أن تكون رسالته للعالم بأن السلام لابد وأن يكون هو العنوان الرئيس وأن الحرب الحالية مدمرة للشعوب والدول، مؤكدا أن هذا موقف مصر الدائم نحو نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
وشدد الدكتور جمال الشلبي، في تصريح لـ/أ ش أ/، على أن انعقاد مثل هذا المؤتمر الدولي بشأن المناخ في مصر ومنطقة الشرق الأوسط ،يؤكد أن المنطقة وبقيادة مصر أصبحت حاليا جزءا من الحل وليس كما كان يحاول البعض اعتبارها منطقة صراع فقط، مؤكدا أن مصر والأردن لديهما عامل مشترك نحو تحويل هذه المنطقة إلى منطقة حلول وليس صراعات والعمل معا على وقف هذه الصراعات.
وأضاف أن خطاب العاهل الأردني لم يكن مفاجئا لأن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني تضع استراتيجية واضحة بشأن وقف الحروب والاقتتال والعمل المشترك نحو نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مؤكدا أن خطابات العاهل الأردني في كافة المحافل الدولية استراتيجية واضحة لنشر الأمن والاستقرار والبعد عن آلة الحرب.
وفي السياق ذاته، اعتبر الدكتور زياد الشخانبة أستاذ الإعلام بجامعة البترا، أن دعوة الرئيس السيسي جاءت في وقتها في ظل آثار الحرب الروسية الأوكرانية على شعوب المنطقة والعالم، مشيدا بمثل هذه الدعوات التي تدعو إلى نشر السلام ووقف الحروب التي أهلكت الشعوب والدول.
وقال الشخانية في تصريح لـ/أ ش أ/، إن هذه الدعوة جاءت في وقت صعب للغاية ولا بد أن تصل هذه الرسالة إلى طرفي النزاع لأن هذه الحرب ورغم مرور قرابة العام عليها إلا أنه لم يكن حتى اللحظة هناك خاسر أو فائز وإنما الشعوب هي التي تدفع الثمن بسبب نقص الغداء، مؤكدا أن الجميع يدعم ويؤيد هذه الدعوة المصرية لوقف نزيف الدم.
وحول خطاب العاهل الأردني، أكد أن خطاب الملك عبدالله انعكاس واقعي للوضع المناخي الصعب الذي تمر به دول العالم ،وخصوصا في ظل الأزمة الغذائية والمائية التي تتعرض لها دول الشرق والغرب، مؤكدا أن الكلمة كانت استراتيجية واضحة من أجل مواجهة تلك التحديات المناخية.
من جانبه أوضح المحلل السياسي والمحامي الدولي الأردني فيصل الخزاعي الفريحات، أن دعوة الرئيس السيسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية جاءت من باب روح المسئولية التي تتمتع بها مصر دائما كونها الشقيقة الكبرى للعالم العربي ودولة محورية في المنطقة والعالم.
وقال الخزاعي، في تصريح لـ/أ ش أ/، إن الرئيس السيسي دائما وأبدا ما يدعو في كافة المحافل الدولية إلى وقف آلة الحرب والدمار وحل القضايا النزاعية عبر الحلول الدبلوماسية والسياسية، مؤكدا أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تلعب حاليا دورا محوريا في العالم والمنطقة.
وشدد على ضرورة الاستجابة الدولية السريعة مع هذه الدعوة المصرية والتي حملت هموم الشعوب ليس العربية فقط وإنما شعوب العالم أجمع، مؤكدا أن مصر دولة داعية للسلام والاستقرار والسلم والأمن الدوليين ،وذلك من روح المسئولية التي تأخذها على عاتقها إزاء شعوب المنطقة والعالم.
ولفت الخزاعي إلى أن العاهل الأردني كان واضحا منذ اللحظة الأولى للحرب بالتأكيد على وقف نزيف الدم، ومعالجة المشكلات بالطرق الدبلوماسية والحوار وهذا نهج القيادة الهاشمية الرشيدة إزاء كافة القضايا والأزمات الشائكة.
وكان الرئيس السيسي قد دعا أمس خلال الجلسة الرئاسية لمؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية التي تعاني الكثير من الدول بسبب تداعياتها ، مشيرا إلى أنه "مستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب وإيقافها".