اتفق الروائي السوري إسلام أبو شكير، والكاتبة في أدب الخيال العلمي الأمريكية ماري لو على أن أدب الخيال العلمي له إسهاماته الواضحة في واقعنا الجديد وما يشهده من اختراعات لم تكن حاضرة من قبل، مشيرين إلى أنّ هذا المجال من الأدب على اختلاف قوة تناوله ما بين المنطقة العربيّة والغرب، فهو يعدّ من أمتع أنواع الأدب وأكثرها سهولة للفهم على الرغم من اشتماله على عنصر المبالغة الشديدة.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافيّة التي حملت عنوان "أدب الخيال العلمي وواقعنا الجديد" وأدارتها صالحة عبيد، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 41، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، ويستمر حتى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمة للعالم".
وقالت ماري انأدب الخيال العلمي يقدم حلولاً للواقع، ويتم إنتاجه ربما على شكل رواية تقوم شخصياتها بحل التحديات التي قد نواجها في واقعنا فعلاً، وهناك حقيقة مذهلة على سبيل المثال بالنسبة لي، أن مصطلح روبوت ظهر بداية في أدب الخيال العلمي قبل أن يكون اكتشافاً قائماً بحد ذاته".ومن جانبه قال إسلام أبو شكير، أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي لم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام، سواء على مستوى الإنتاج أو حتى على صعيد التناول النقدي والإقبال الجماهيري، وغالبا ما ينظر إليه على أنه أدب مراهقين، هذا الأمر يشكل عائقاً أمام الكاتب للانطلاق في هذا العالم.
وفى ندوة أخرى بعنوان بين الروايات المشوقة والأفلام" جمعت مجموعة من أبرز الكتاب والمؤلفين هم الروائي وكاتب السيناريو والقصص المصورة الأمريكي جريج أندرو هورويتز، والكاتبة هيذر جراهام بوزيسيري، بالإضافة إلى الكاتب والناشر الكويتي عبد الوهاب الرفاعي،
اواتفق الكتاب على إمكانية تحويل أية قصة إلى أي شكل فني، لأن الأعمال الفنية قائمة على العمل الجماعي الذي تمتزج فيه إبداعات فريق متكامل من الفنانين، على عكس الأدب، الذي يشغل فيه الروائي مهام الكاتب، والمخرج، ومصمم الديكور، والأزياء كلها بمفرده. مؤكدين على أن الكثير من الأفلام التي تم تحويلها لم تكن مرتقية لمستوى الجودة التي كتبت بها رواياتها الأصلية، بسبب العلاقة الحميمة بين الروائي والكاتب، فتجربة القراءة تختلف من شخص لآخر، تجعل للرواية الواحدة أكثر من تأويل بسبب استخدام القراء لخيالهم، بالمقارنة مع الأعمال المرئية التي يستقبلها كل الجمهور بالقدر نفسه.
وفي التعريف بالسبب الذي يدفع المنتجين لتحويل الروايات الشيقة إلى أفلام، قال جريج هورويتز: التشويق هو واحد من العناصر المهمة التي دائماً ما نحاول أن نتبع فيها مبدئاً يجعل من القصة تبدأ في منتصف مشهد دائر مسبقاً، ننتقل منه لاحقاً لسرد بقية القصة وكيف بدأت في أحداثها، وكيف ستستمر، سواءً في القصص المصورة أو الأفلام، مؤكداً على أهمية جعل المتلقي مشدوداً لأحداث القصة طوال الوقت، لأن خيطاً رفيعاً هو ما يفصل بين إثارة تشويقه وبين جعله في حالة حيرة.
من جانبها قالت ليزا جارندر، أعتقد أن التشويق يأتي من التوتر الذي تعيشه شخصيات القصة، سواءً في الرواية أو الفيلم، وكل هذه الشخصيات لديها أهداف ودوافع مختلفة تجعل من الصراع فيما بينها أمراً محتوماً، مضيفةً أن الصراع هو جوهر أي قصة، ما يجعل من الحتمي للشخصيات أن تعيش صراعاً تحاول الخروج منه، يعكس بالضرورة عالمها الداخلي من مشاعر.
وفي شرحه للطريقة التي يجب على الكتاب اتباعها لخلق التشويق في الأعمال الأدبية والسينمائي، قال الكاتب عبد الوهاب الرفاعي: "لابد أن يُكتب العمل بطريقة تكون فيها الأزمات ملائمة لشخصية البطل، بحيث تصبح القصة عن الكيفية التي تعامل البطل بها مع الأزمة"، موضحاً أنه يميل للكتاب قصص يكون أبطالها شخصيات عادية، قائلاً: "لا أحب الشخصيات الخارقة، فأنا أحب كتابة شخصيات تشبه البشر الذين يعيشون بيننا".
من جانبها، قالت الكاتبة هيذر جراهام: "يجب الاهتمام بالشخصية لكي تمس مشاعر القارئ، فالناس تتعاطى مع الأحداث المأساوية بصورة مختلفة، فلن تكون درجة تأثرنا بزلزال يقع في اليابان مماثلة للصدمة التي سنعيشها إذا عرفنا أن جريمة قتل حدث في منزل مجاور لنا". مؤكدةً أنه في حال ما تم تحويل رواية إلى عمل سينمائي فإنه دائماً ما سيطرأ تغيير على القصة، لأنه دائماً ما ستظل هناك رؤيتان في العمل المحوّل، رؤية الكاتب الأصلية، ورؤية المخرج.
وفي نودة أخري تناول متخصصون في مجال العمارة والتحضّر، فنّ الهندسة المعمارية الانتقالية والحضريّة، وأبرز الخصائص والاختلافات بين مدينة وأخرى حتى لو كانت في ذات الموقع الجغرافي، مستعرضين كتاب "transnational architecture and urbanism" للبروفيسور الإيطالي ديفيد بونزيني أستاذ التخطيط الحضري، والذي يتحدّث حول إعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن وتحويلها. وذلك خلال ندوة ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022.