شرم الشيخ مدينة السلام، التقى فيها كل هؤلاء لمواجهة التحديات التى تواجه العالم من تغير المناخ الذى أضر بالبيئة والإنتاج الزراعى ودرجة الحرارة، مما أدى إلى تغييرات شديدة منها الفيضانات والتصحر ونقص الإنتاج الغذائى وتأثر الدول النامية من الأثار السلبية للتقدم الصناعى فى الدول المتقدمة مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد.
من الوعود إلى التنفيذ
لقد وعدت الدول الصناعية بتقديم مائة مليار دولار سنويًا للدول المتضررة من تغير المناخ فى cop26 ولم يتم الوفاء بالمبالغ المقترحة كاملة.. مع ازدياد معدل التغير ومن الضرورى الانتقال من المفاوضات والتعهدات إلى التنفيذ حسب الأولويات.
مصر والقمة
تسلم سامح شكرى وزير الخارجية رئاسة المؤتمر فى شرم الشيخ، المدينة التى تستقبل المؤتمر فى أبهى حلة لها فقد تم العمل على إعداد المنشآت الفندقية والصحية وكل الأماكن التى يرتادها الضيف القادم للمؤتمر بشكل لائق.
من الاتوبيسات ووسائل النقل الصديقة للبيئة إلى تجميل الشوارع والمحلات بشكل غاية فى الجمال وتأهيل المطار لاستقبال الضيوف لحضور أكثر من 40 ألف زائر، هذا خلاف السياحة الموجودة بالمدينة.
لقد تم إعداد كل شىء بعناية وتكامل بين كافة الوزارات لتقدم أفضل صورة لمصر فى أكبر حدث دولى يتم فى العالم ولأهمية الموضوعات التى يتناولها والتحديات وكيف تقدم الصورة إلى العالم وما تقوم به الدولة المصرية من جهود فى مواجهة التغير وما تقدمه كل وزارة طبقًا لبرنامج مصر فى مكافحة التغير المناخى.
أكد الرئيس السيسى أهمية هذا المؤتمر وانعقاده فى وقت حساس للغاية يتعرض فيه العالم لأخطار وجودية وتحديات غير مسبوقة تؤثر على بقاء كوكبنا ذاته وقدرتنا على المعيشة عليه.
وأجرى الرئيس لقاءات ثنائية مع عدد من زعماء العالم الحضور فى المؤتمر لتعزيز العلاقات وبحث القضايا الدولية والإقليمية.
أيضًا قدمت مصر مشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة فى المستقبل وجهود مصر فى هذا الاتجاه فى ضوء الاهتمام العالمى بهذا المجال.
وتم عرض دور مبادرة حياة كريمة فى المؤتمر حيث شاركت مؤسسة حياة كريمة فى إطلاق مبادراة بعنوان « حياة كريمة فى إفريقيا» أمس فى المنطقة الزرقاء والتجربة المميزة فى قرية فارس بمحافظة أسوان باعتبارها أول قرية صديقة للبيئة من قرى المبادرة وتخصص المبادرة ختامًا مصغرًا فى المنطقة الخضراء لعرض دورها كمؤسسة مجتمعية ومبادرة رئاسية فى مواجهة التغيرات المناخية.
وهناك العديد من الدول لها أجنحة تقدم جهودها وتجربتها فى مواجهة التغير المناخى، أيضًا تم تخصيص منطقة للتعبير عن الرأى بين الشباب الحاضرين للمشاركة ضد سياسات الدول الصناعية أو التعبير عن مدى الضرر الواقع على دول العالم الثالث ومدى تعرض شعوب هذه الدول للنقص فى الغذاء والأدوية والتصحر وغيرها من الأعراض السيئة للتغير المناخى.
الثقافة والتغير المناخى
ومن أهم الأدوار استغلالًا لهذا المؤتمر دور وزارة الثقافة لعرض رقصات شعبية وأزياء فلكولورية لاستقبال الضيوف.. كذلك وجود أجنحة لعرض المنتجات الشعبية والحرف كمنتج مصرى يقدم للوفود المشاركة.
كذلك عرض تجارب أهم رواد العمارة فى مصر مثل حسن فتحى ورمسيس ويصا ومشروعات ومبان تحتوى على حلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخى.
الحقيقة خلاف ما سيتم من أعمال المؤتمر والذى اتوقع له نتائج إيجابية لظروف وتوقيت انعقاده.. هى أهم فرص الاستغلال السياحى لمصر ومكانتها وعودة الزخم السياحى وإعلان لكل دول العالم عن ما تقدمه مصر وما تملكه من مناطق وأماكن سياحية يسعد بها الزائر وليس لها نظير فى أماكن كثيرة فى العالم.
المؤتمر السادس للناشرين العرب
على هامش معرض الشارقة الدولى للكتاب عقد المؤتمر السادس لاتحاد الناشرين العرب برعاية الشيخة بدور القاسمى التى تقود قطاع النشر العالمى من خلال رئاستها للاتحاد الدولى للناشرين ودور الاتحاد فى حماية حرية النشر وحقوق الملكية الفكرية والتنوع والشمول وقد استضافت المؤتمر أثناء معرض الكتاب بالشارقة من خلال برنامج أعد بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب لمناقشة التحديات التى تواجه مهنة النشر فى ظل الأزمات الحالية التى يمر بها العالم، إضافة إلى حضور ورعاية معالى نورة الكعبى وزير الثقافة والتى تشرف على قطاعات الثقافة والشباب والنشر والرقابة الإعلامية.
استضاف المؤتمر مجموعة كبيرة من الخبراء فى مهنة النشر وأصحاب الرأى والكتاب من كافة الدول العربية وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب علمًا بأن المؤتمر أيضًا تشرف برعاية معالى الأمين العالم لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وقدم المؤتمر ست جلسات فى مختلف قضايا النشر والحقيقة كانت جلسات عميقة الأثر والمحتوى من خلال ضيوفها ومديرى الندوات وحضور الاستاذ محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب وكان من مصر على عبد المنعم ود. هيثم الحاج على ود. حسام بدراوى ود. زين عبد الهادى و سعيد عبده ود. حسام لطفى.
كل هؤلاء مع إقبال غير عادى من الجمهور وذوى الاختصاص والناشرين المشاركين من جميع الدول العربية وقد كانت لهم مداخلات قيمة للاستفسار عن الحلول أو معرفة الجديد فى عالم النشر فى ضوء الأزمات وإلى أين، هذا إضافة إلى السؤال التقليدى عن الكتاب الورقى والرقمى ومستقبل كل منهما وهل الصوتى أصبح يمثل ظاهرة وله حجم إنتاج يتناسب مع عدد الناشرين أو ما يصدر من إنتاج لدور النشر .
وكان لى الشرف فى إلقاء كلمة فى هذا المؤتمر عن تحديات صناعة النشر فى ضوء مشاكل سلاسل الإمداد الحالية، وكانت هناك ورقة عمل وملخصها أن الأزمة الحالية وما سبقها من أزمات مثل الكورونا والأزمة المالية وغيرها أثبتت ضرورة تواجد صناعة محلية وبصفة خاصة فى مدخلات الصناعة التى يعتبر أكثر من 90% فى العالم العربى منها مستورد.
مع أهمية دخول الحكومات والهيئات والجامعات للقيام بدورها فى اقتناء الحصة الطبيعية من الإصدارات لدى الناشرين كما يحدث فى دول العالم لضمان الاستمرار والتحديث مع دخول الحكومات ورجال الأعمال فى مشروعات لمدخلات الصناعة وخاصة أنها مضمونة الربحية وتسويق المنتج فى السوق العربى لتكتمل منظومة صناعة النشر كما يحدث الآن من محاولة إعادة النظر فى التطوير والتصنيع وضرورته فى الدول النامية لتقليل الفجوة وتقليل صدمة الأزمات والتحديات الحالية.
كل التحية لمن أقام المؤتمر ورعايته وللمشاركين.