كاتب بريطاني: انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون يعكس تغييراً في الاستراتيجية القتالية

كاتب بريطاني: انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون يعكس تغييراً في الاستراتيجية القتاليةالقوات الروسية

عرب وعالم11-11-2022 | 18:17

أكد الكاتب البريطاني بيجوتر سوير أن انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا لا يشير إلى ضعف موقف الجانب الروسي وإنما يعني فقط تغيير في الاستراتيجية القتالية في أوكرانيا.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أنه من الواضح أن الكرملين أصبح أكثر حرصاً على الاستفادة من أخطاء الماضي في العملية العسكرية الخاصة التي بدأها في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.


ويشير الكاتب أن قرار الانسحاب أعلنه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الذي أصدر تصريحات يشرح فيها أسباب ذلك القرار الخطير موضحاً أن الاحتفاظ بالمدينة لم يعد مجدياً في الوقت الحالي بالنسبة للجانب الروسي.


وأردف الكاتب قائلاً إن وزارة الدفاع الروسية أعلنت القرار من خلال المؤتمر الصحفي اليومي الذي تعقده حول الحرب في أوكرانيا موضحة أن القرار يأتي طبقاً للخطة الحربية المتفق عليها من قبل.


ويرى الخبراء العسكريون، كما يشير الكاتب، أن قرار موسكو بالانسحاب من مدينة خيرسون، على الرغم من حرصها على التمسك بتلك المدينة الاستراتيجية، يأتي على خلفية انقطاع خطوط الإمداد للقوات المتواجدة هناك وهو ما يمثل خطورة واضحة على حياة هؤلاء الجنود.


ويضيف الكاتب أنه على ضوء تلك التحليلات العسكرية فإن قرار انسحاب القوات الروسية من خيرسون يعتبر تغييراً مهماً في التكتيك العسكري الروسي في أوكرانيا حيث يرى الخبراء العسكريون أن بوتين بذلك القرار يسعى إلى "تجميد" الصراع لكي يعطي لقواته الفرصة لإعادة توحيد صفوفها إلى جانب إتاحة الفرصة لتدريب الجنود الذين انضموا حديثاً للقوات الروسية في إطار التعبئة التي أعلنها بوتين منذ عدة أسابيع والذين يصل عددهم إلى حوالي 300 ألف مجند.


ويستشهد الكاتب برأي أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الروسية السابقين، والذي رفض ذكر اسمه، والذي يؤكد أن الرئيس بوتين ليس على عجلة من أمره حيث أنه يرى الصراع الحالي طويل وممتد وواسع النطاق ليس مع أوكرانيا فحسب ولكن مع الدول الغربية كلها، معرباً عن اعتقاده أن بوتين في الوقت الحالي ينتظر ما سوف تسفر عنه الأحداث خلال فصل الشتاء القادم وبعد ذلك يعيد تقييم سياساته العسكرية في أوكرانيا.


ويرى كذلك المحللون العسكريون أن قرار موسكو بالانسحاب من خيرسون يشير إلى رغبة موسكو في تجنب الأخطاء السابقة خلال العمليات القتالية في أوكرانيا وهو ما دفعها إلى تعزيز خطوطها الدفاعية بالقرب من نهر دينبرو وهي المواقع التي سوف تتمركز فيها القوات المنسحبة من خيرسون.


ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى رأي أحد خبراء معهد أبحاث السياسة الخارجية، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، أنه إذا تمكنت روسيا من الانسحاب من خيرسون دون خسائر كبيرة فسوف يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى تعزيز قدرتها على الاحتفاظ بمواقعها الأمامية على أرض المعركة وهو ما يؤكد أهمية قرار الانسحاب بالنسبة للجانب الروسي.

أضف تعليق