المفتي: مصر الآن محط أنظار العالم لاستضافتها مؤتمر المناخ

المفتي: مصر الآن محط أنظار العالم لاستضافتها مؤتمر المناخالدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية

الدين والحياة12-11-2022 | 08:27

قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن مصر الآن محط أنظار العالم أجمع لاستضافتها مؤتمر المناخ الذي يؤكد ريادتها واستقرارها.

وأضاف علام، في تصريحات له، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي باحتضان واستضافة ورعاية هذا المؤتمر يعكس مدى اهتمامه بملف التغيُّر المناخى كغيره من الملفات، فهو لم يترك ملفًا على حساب ملف آخر، كما أن الدولة المصرية تتَّخذ خطوات جادة فى كثير من الملفات المتنوعة والمتكاملة، وماضية بعزم فى تحقيق التنمية والعمران.

وثمَّن فضيلته جهود كافة مؤسسات الدولة التى سبقت مؤتمر المناخ، ومنها دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم على مؤتمرهما الذى أُقيم من أسابيع حول "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة" والذى أردنا من خلاله أن نكشف عن العلاقة بين الفتوى والتنمية المستدامة التى هى عنوان للإسلام بكافة عناصرها الاقتصادية والبيئية وغيرهما، وهى مركوزة فى الفقه والضمير الإسلامى بعمق.

وشدد فضيلة المفتى على أن الفتوى تتحرك فى منطقة البناء والعمران والتنمية وليس فى منطقة زعزعة استقرار المجتمعات، فالفتوى تتحرك لخدمة البشر بشكل يعتمد على العلم والبحث، فالمسئولية أمر أساسى فى الفتوى، ولا يمكن أن نصدر الحكم الشرعى إلا على أساس صحيح حتى نصل إلى الحكم وفق منهجية منضبطة، فالفتوى دائمًا مع تحمُّل المسئولية.

وعن دور الفتوى والإفتاء فى التغيُّر المناخى أكَّد مفتى الجمهورية أن الإفتاء سيظل حاضرًا بطبيعة الحال فى كل أزمة تخص الإنسان بوصفه إنسانًا؛ لكون الإفتاء أحد عناصر الخطاب الدينى الرئيسية التى لها تأثيرها فى الحياة الإنسانية، مما فرض تداخلًا وأهمية كبيرة للخطاب الإفتائى فى كافة الإشكالات الإنسانية، وخاصة ما يتَّصل بالواقع وما به من متغيرات، ولا شك أن التغيرات المناخية تغيرات واقعية تستتبع آثارًا إفتائية.

وأكد فضيلته أن الفتوى تتعامل وتتفاعل مع الواقع من أجل تبصير الناس بهذا الواقع، وهى داعمة لكل نفع ومكافحة لكل خلل.

وأوضح المفتى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم -وهى الهيئة الإفتائية الكبرى- قد آلت على نفسها أن يكون الإفتاء جزءًا من حلول المشكلات الداخلية والخارجية على كافة المستويات، ومن ثم لا يسعها أن تكون بمنأى عن هذه المشكلة فى هذه الظروف العالمية.

وشدد فضيلة مفتى الجمهورية على أن هذا العصر هو عصر التخصص فلا بد من رجوع المتخصص فى الفتوى للدراسات والبحوث الثابتة فى مختلف المجالات، ولا بد من احترام كلام أهل التخصص وأخذه فى الاعتبار ما دام يفيد ويحقق المصلحة ولا يتعارض مع الشرع الحنيف، ونحن كمؤسسة إفتائية نحرص على ذلك دائمًا، ولعل خير الشواهد على هذا الاستعانة بالمتخصصين فى وزارة البيئة فى مؤتمرنا السابق والذى عُقد الشهر الماضي، وقد تمكَّنا بفضل الله من طرح وإطلاق أول وثيقة إفتائية لمواجهة التغيرات المناخية.

واستعرض فضيلته أحد إصدارات الأمانة العامة؛ موسوعة "المعلمة المصرية فى العلوم الإفتائية" وهى موسوعة كاشفة عن واقع مصرى وخبرة إفتائية طويلة، كما تجمع هذه المعلمة مبادئ العملية الإفتائية وأركانها، وتدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهارى والمؤسسي، وقد وصلت الآن إلى 50 مجلدًا ومنها مجلد عن الفتوى والتغيُّر المناخي.

وأردف فضيلة المفتي: إن هذه المعلمة تدوين للمنهج الراسخ والمتداول بين علماء الإفتاء على مر العصور جيلًا بعد جيل فى كل مجالات الحياة ومنها ما يخص التغير المناخي، فالفتاوى كانت حاضرة على مر الزمان كالحفاظ على الموارد الطبيعية كالماء وترشيده وعدم تلويثه، حتى فى الظروف الاستثنائية والاضطرارية، ومن باب أولى الحفاظ عليها فى الظروف الطبيعية.

ولفت فضيلته النظر إلى أن التوازن فى كل ميادين الحياة هو مطلب شرعي وكل الأحكام الشرعية تحقق هذا التوازن فى قضايا البيئة فضلًا عن العبادات لأن ابتعاد الإنسان عن المنهج القويم أساس الفساد في الأرض.

أضف تعليق

إعلان آراك 2