خلى أمريكا تنفعك

خلى أمريكا تنفعكسعيد صلاح

الرأى13-11-2022 | 13:55

منذ عدة سنوات تصادف وجودى فى مقهى بمنطقة كوبرى القبة مع أحد الأصدقاء، وقتها سمعنا صوت مشاجرة قريبة بين شابين، أحدهما مصرى والآخر عرفنا فيما بعد أنه يحمل الجنسية الأمريكية، هذا الأخير فى أثناء المشاجرة هدد الشاب المصرى بجنسيته التى يحملها وقال له: "هاعمل فيك وأسوى" أنا معايا الجنسية الأمريكية.. طريقة هذا الشاب كانت مستفزة للجميع لدرجة أنها دفعت صبى المقهى، أن يتدخل، ورغم فارق الطول الكبير الذى كان بينه وبين هذا الشاب المحتمى بجنسيته الأجنبية إلا أن ذلك لم يمنع صبى المقهى من الوقوف على أطراف أصابعه وبكل قوته يصفع هذا الشاب على وجهه "قلم" رن فى أذن كل المتواجدين بالمكان ثم أعقبه والحماس ما زال يسيطر عليه بجملة رنت أيضا فى آذاننا جميعا وأشعلت حماس يشبه الذى انتابنا بعد هدف حسام حسن، الذى كان سببا فى دخولنا كأس العالم عام 1990 "خلى أمريكا تنفعك"، فى الحقيقة كل الحاضرين أيدوا موقف صبى المقهى وتمنى كل واحد فيهم – وأنا منهم – أن يقوم هو بهذا الفعل.

هذا الموقف ذكّرنى بما حدث فى المؤتمر الذى عقدته شقيقة علاء عبد الفتاح بالتنسيق مع حملة " العدالة المناخية" فى المنطقة الزرقاء بمؤتمر المناخ بشرم الشيخ.

ورغم الفارق فى شكل رد الفعل، الذى قام به صبى المقهى وما قام به النائب المصرى المحترم عمرو درويش، نائب تنسيقية شباب الأحزاب، إلا أن كلاهما كان بدافع من الوطنية والحماسة والغيرة على البلد، فجميعنا يرفض أن يستقوى أحد بدولة ما مهما كانت قوتها على بلده وأن يهدد شعبه بهذه الدولة، معتقدًا أنه يستطيع فعل ما يريد وأن يقلب الباطل حقا ويلبس الكذب ثوب الحقيقة دون أن يعترض أحد.

فى الحقيقة موقف النائب درويش أثلج صدور كل من تابعه وسمع به؛ لأننا فى وجداننا جميعا نرفض أن يستقوى أحد بدولة أخرى على دولته وشعبه حتى وإن كان يطالب بشىء هو يراه حقا.

شقيقة علاء تطالب بالإفراج عنه واختارت هذا التوقيت وهذا المكان واستحضرت الحديث عن جنسيته البريطانية من أجل أن تضغط للإفراج عن شقيقها والعفو عنه، رغم كونه مسجون جنائى وليس سياسيا، وهو أمر لا يتسق مع الواقع الذى يشهد بالفعل إجراءات عفو رئاسى لكثير من سجناء الرأى حيث خرج عدد كبير منهم وعادوا إلى أسرهم، ويؤكد أيضا خبث ادعائها وكذب وزيف ما تقول والدليل مكان وزمان طلبها فهى قالت ما قالت وهى على أرض مصرية ولم يمنعها أحد، وهذا دليل أيضا على الحرية التى تكفلها الدولة المصرية لأصحاب الرأى، رغم أن ذلك لا يحدث حتى فى الدولة التى استحضرت جنسيتها، ففيها سجناء رأى كثيرين وقيود كبيرة على حرية الرأى ولا ننسى ما قاله كاميرون، رئيس وزرائها السابق عندما يكون الأمر يتعلق بأمن بريطانيا فلا يحدثنى أحد عن حقوق الإنسان.. هل تتذكر منى سيف ذلك أم أن حقوق الإنسان فى هذه الحالة "عوراء"؟..

لست ضد حرية الرأى والتعبير فهى جوهر وروح مهنتى ولكنى ضد من يريد إيذاء بلدى وأهلى، ضد من يهين مؤسسات بلدى الوطنية، ضد من يستقوى ببلد أخرى ضد بلدى.

ما حدث فى موقف صبى المقهى منذ سنوات وما حدث من النائب عمرو درويش منذ أيام يؤكد أننا كمصريين " دمنا حامى" لا نقبل أن يأتى أحد علينا أو على أى حق من حقوقنا.. كنا هكذا وسنظل.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2